فيدرين حصل على ردود خليجية مشجعة حول المبادرة الفرنسية: كوهين يبحث في الرياض خطط ردع العراق، واشنطن توافق على صفقة صواريخ متطورة للسعودية

ت + ت - الحجم الطبيعي

عرض وزير الدفاع الأمريكي وليام كوهين مع القيادة السعودية خطط الردع في حال تحرك العراق ضد جيرانه وسط تأكيد الرياض موقفها الرافض لتقسيم العراق, فيما وجه كوهين القوات الأمريكية بالاستعداد لضرب صدام حسين اذا ما اقتضى الأمر بالتزامن مع موافقة واشنطن على صفقة صواريخ (امرام)المتطورة للسعودية بعد الامارات والبحرين . وفي تقاطع مع جولة الوزير الأمريكي بالمنطقة زار هوبير فيدرين وزير الخارجية الفرنسي الكويت أمس, وشدد على دور مجلس الأمن في حل أزمة العراق مؤكدا انه حصل على ردود مشجعة حول المبادرة الفرنسية الخاصة بالعراق. وهي المبادرة التي أعلن كوهين عن وجود خلاف حولها بين واشنطن وباريس. واستقبل ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز كوهين والوفد المرافق له أمس بعد ان استقبله خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أمس الأول. ولم يذكر شيئا عن فحوى الاجتماع الذي غادر بعده كوهين المملكة. غير ان وكالة الانباء الألمانية نقلت عن مصادر سعودية قولها ان كوهين بحث مع المسؤولين السعوديين مجمل التطورات في منطقة الخليج على ضوء استمرار الغارات الأمريكية البريطانية ضد العراق والحلول المقترحة لوقف أي تهديد عراقي لدول المنطقة. وقالت المصادر ان كوهين شرح للمسؤولين السعوديين (خطط الردع الكاملة في حالة محاولة العراق تنفيذ تهديداته ضد المملكة والكويت على وجه الخصوص) . وأضافت المصادر أن كوهين ركز في محادثاته في الرياض على الجانب العسكري من الاستراتيجية المتبعة حيال العراق. وقالت انه أبلغ بلاده على تزويد السعودية بصواريخ جو ــ جو من طراز (امرام) إلى السعودية لتصبح بذلك الدولة العربية الثالثة بعد دولة البحرين والإمارات العربية المتحدة التي تحصل على هذه الصواريخ المتطورة والتي كانت إسرائيل حتى الآن الوحيدة التي تمتلك هذا النوع من الصواريخ في منطقة الشرق الاوسط. غير ان تلك المصادر امتنعت عن تحديد عدد هذه الصواريخ أو موعد تسليمها واكتفت بالقول ان التفاصيل ستعلن في وقت قريب. وأمام الكونجرس 30 يوما للاعتراض على الصفقة وإلا تمت الموافقة عليها تلقائيا. وفي السياق ذاته أكدت المصادر انه تم الاتفاق بين الجانبين على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لتقييم التهديد الذي تشكله الاسلحة الكيميائية والبيولوجية. كما اتفق البلدان على (زيادة المناورات العسكرية المشتركة) . وأوضحت المصادر أن القيادة السعودية أكدت للوزير كوهين موقف المملكة العربية السعودية من (محاولة ضرب وتقسيم العراق ومعارضتها لاي تدخل في الشؤون الداخلية للعراق) مشيرة إلى أهمية العمل على إنهاء أزمة الشعب العراقي ومساعدته على الخروج منها عبر إيجاد آلية دولية يمكن من خلالها تأمين احتياجاته من الغذاء والدواء من خلال الامم المتحدة. غير ان الوزير الأمريكي دعا أثناء زيارة قام بها الى قاعدة عسكرية تستخدمها القوات الأمريكية في الرياض جنودا أمريكيين يعملون في تشغيل بطارية صواريخ مضادة للصواريخ من طراز باتريوت إلى ان يكونوا مستعدين (لمهاجمة) الرئيس العراقي صدام حسين اذا اقتضى الأمر. وقال كوهين أمام مائة من الجنود المجتمعين تحت خيمة للتصويت في قاعدة الرياض الجوية (يجب ان نكون قادرين على الرد على أي نوع من التحديات أو الأزمات) . وأكد مصدر أمريكي مسؤول ان كوهين ونظيره السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ناقشا كذلك الأخطار الأمنية الإيرانية على المنطقة. وتوجه كوهين في وقت لاحق أمس الى مسقط لاجراء مباحثات مع جلالة السلطان قابوس بن سعيد قبل أن يواصل جولته التي ستستمر حتى الجمعة المقبل. وكان كوهين قد بدأ في البحرين جولته التي ستشمل أيضا دولة الامارات العربية المتحدة وقطر والكويت والاردن ومصر وإسرائيل. في هذه الأثناء أكد هوبير فيدرين وزير الخارجية الفرنسي الذي زار الكويت أمس والتقى مسؤوليها على دور مجلس الأمن في حل الأزمة العراقية. وفي مؤتمر صحفي عقده في ختام زيارته قال الوزير الفرنسي (لقد لمست في كل محطة رغبة كبيرة في التحدث مع فرنسا بشأن افكارها كما اني لمست اهتماما كبيرا) . واوضح انه طمأن المسؤولين الكويتيين من ان الافكار الفرنسية (تتمحور على هدف ضمان الامن الاقليمي) مفيدا ان هذا هو اهتمام الكويتيين ايضا. وأضاف (ذكرت نظيري (الكويتي) بان افكارنا حول مراقبة الاسلحة والمراقبة المالية تتمحور على هذا الهدف: الامن الاقليمي. اما رفع الحظر فهو مجرد نتيجة) . وأكد وزير الخارجية الفرنسي انه تلقى (دعما يبدو (لي) كبيرا في غالبية الدول) التي زارها (مع رغبة في مواصلة المحادثات وبالتالي ردودا مشجعة) وفي الدوحة التي زارها أمس الأول قال فيدرين للصحافيين ان (مجلس الامن الدولي هو الذي يقرر, وبالخصوص عبر اللجان الثلاث التي شكلها, كيف يمكنه ان يعيد النظر في الاطار الضروري للبحث عن حل للمشكلة العراقية) . وقال ان حلا من هذا القبيل يجب ان (يأخذ في الاعتبار كل العناصر بما في ذلك الجانب الانساني وايضا الامن الاقليمي اليوم وغدا) . وفي مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني اضاف فيدرين (في هذا السياق, لا تسير العمليات العسكرية (الأمريكية البريطانية) في نفس الاتجاه الذي نراه نحن للتوصل الى حل) . وشدد فيدرين على ان (الافكار الفرنسية ما زالت قائمة اكثر من اي وقت مضى) . وكان كوهين قد أعلن في وقت سابق في الرياض ان واشنطن على خلاف مع باريس بشأن المبادرة الفرنسية. ورفض كوهين الانتقادات الفرنسية الموجهة للغارات التي تقوم بها الطائرات الأمريكية ضد العراق. وقال (نعتقد ان الطريقة الأفضل لمعالجة المسألة العراقية هي في ان يطبق العراق قرارات الأمم المتحدة) . وأضاف (نعتقد ان الغارات مبررة على اعتبار ان قواتنا مهددة) . ــ الوكالات الكويت ــ أنور الياسين - مسقط ــ محمد اليحيائي

Email