اعتبرت عرض القوة الإيراني يفوق الحاجات الدفاعية: دول(التعاون) تطالب إيران بوقف المناورات فوراً، توجهات طهران لا تنبئ بنوايا طيبة واجراءتها في الجزر خرق لسيادة الامارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

طالب المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي ايران أمس بالكف الفوري والسريع عن الاعمال الاستفزازية التي تهدد الأمن والاستقرار في الخليج العربي, وتشكل مصدر قلق بالغاً ولا تساعد على بناء الثقة . ووصف المجلس في بيان اصدره في ختام اجتماعه أمس بمشاركة وزراء خارجية دول المجلس الست برئاسة معالي راشد عبد الله وزير الخارجية وحضور أمين عام المجلس الشيخ جميل الحجيلان أن عرض القوة والمناورات وبرامج التسلح الايرانية تفوق حاجات ايران الدفاعية, ووصفها معالي راشد عبد الله بأنها توجهات لا تنبئ بنوايا طيبة. وطالب البيان طهران بترجمة توجهاتها المعلنة في عهد الرئيس محمد خاتمي الى خطوات عملية ملموسة قولاً وعملاً بالاستجابة الى دعوة صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الى حل النزاع حول جزر الامارات التي تحتلها ايران بالطرق السلمية. واعتبر المجلس في معرض تنديده بالمناورات العسكرية الايرانية الاستفزازية في جزر الامارات الثلاث المحتلة طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى ومياهها الاقليمية, أن هذه المناورات خرق لسيادة دولة الامارات العربية المتحدة ومحاولة من جانب ايران لتكريس احتلالها للجزر الثلاث المحتلة. وأكد المجلس الوزارى رفضه القاطع لاستمرار ايران احتلال جزر دولة الامارات العربية المتحدة الثلاث. كما أعاد تأكيده على سيادة دولة الامارات العربية المتحدة الكاملة على جزرها الثلاث ودعا مجددا الحكومة الايرانية الى انهاء احتلالها للجزر الثلاث. وأشار المجلس الى أن المبادرات والرغبة الاكيدة من جانب دولة الامارات ودول مجلس التعاون والدول العربية من أجل التقارب وازالة العوائق فى علاقاتها مع ايران قوبلت من جانب ايران بمزيد من تكريس الاحتلال وانتهاك صارخ لسيادة دولة الامارات بل زادت من ذلك الى تحويل الجزر الثلاث الى مناطق عسكرية وتكرارها اقامة المناورات العسكرية فى المياه الاقليمية لدولة الامارات الامر الذى يشكل مصدر قلق بالغاً لدول المجلس وتناقضا بين الاقوال والافعال الايرانية. وجدد المجلس تأكيده على أهمية قيام جمهورية ايران بترجمة توجهاتها المعلنة فى عهد الرئيس الايرانى محمد خاتمى برغبتها فى تحسين علاقاتها مع دول المجلس الى خطوات عملية ملموسة قولا وعملا وذلك بالاستجابة الصادقة للدعوات الجادة والمخلصة الصادرة من صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان رئيس الدولة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول اعلان دمشق وجامعة الدول العربية والمجموعات والمنظمات الاقليمية والدولية والامين العام للامم المتحدة الداعية الى حل النزاع حول الجزر الثلاث بالطرق السلمية وفق الاعراف والمواثيق وقواعد القانون الدولى من خلال المفاوضات المباشرة أو اللجوء الى محكمة العدل الدولية باعتبارها الوسيلة السلمية لحل النزاعات بين الدول من أجل بناء الثقة وتعزيز الامن والاستقرار فى المنطقة. وأكد المجلس الوزاري في بيانه الذي تلاه معالي الأمين العام للمجلس على أن تعزيز التعاون وتنويع مجالاته بين دول المجلس وايران يتطلب من ايران العمل على بناء الثقة وحل المشاكل القائمة بين الجانبين استنادا الى المرتكزات التى أقرها المجلس الاعلى بشأن العلاقات بين دول المجلس وايران ووفقا للقواعد والاعراف الدولية الراسخة. وقرر المجلس الوزارى تكليف معالى وزير خارجية دولة الامارات رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزارى ومعالى الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية باجراء الاتصالات مع الدول الشقيقة والصديقة والتجمعات والمنظمات الاقليمية والدولية لشرح خطورة الوضع فى المنطقة في ظل برامج التسلح الايرانى خاصة في مجال برامج الصواريخ وبرامج اسلحة الدمار الشامل باعتبارها تفوق احتياجات ايران الدفاعية المشروعة وتشكل مصدر قلق بالغاً لدول مجلس التعاون وتهدد الامن والاستقرار الاقليمى في منطقة الخليج العربي. وأوضح البيان ان الامين العام لمجلس التعاون سيقدم تقريرا شاملا عن التجاوزات الايرانية والمناورات العسكرية الى المجلس الوزارى في دورته المقبلة. وأعلن معالى راشد عبدالله وزير الخارجية رئيس المجلس الوزارى لمجلس التعاون في دورته الحالية ان توجهات ايران العملية واستعداداتها العسكرية لا تنبىء بنوايا طيبة كالتى تتوفر لدى دول مجلس التعاون. وقال في مؤتمر صحفي عقده بمطار ابوظبى الدولى مساء أمس في ختام الاجتماع الطارىء للمجلس الوزارى ان المناورات والتهديدات واستعراض القوة وبناء قواعد عسكرية على اراضى الجزر المحتلة وايضا على الساحل المقابل في ايران وهى استخدامات ليست كلها دفاعية تدل على ان هناك نوايا لدى ايران من خلال تكرار هذه المناورات التى نرى انها فوق احتياجات ايران الدفاعية. وردا على سؤال عما اذا كانت دول الخليج قد اتخذت اجراءات احترازية ازاء المناورات الايرانية, طالب معالى راشد عبدالله ايران باعادة النظر في موقفها وقال (اننا نعتبر هذه المناورات خطيرة واستفزازية وبالتالى لا نريد نحن ايضا ان نتهم باننا نريد ان نصعد ونزيد المخاطر في هذه المنطقة) . واضاف معاليه قائلا (ان الخليج العربى هذا الشريط المائى الضيق بما جرى فيه من حربين خلال عشر سنوات وما جرى فيه من توتر كبير ووجود قوات كبيرة واساطيل كبيرة في المنطقة يتطلب من ايران ان تعى وتفهم مخاطر التصعيد الذى تقوم به والمخاطر التى تسببها والتى لا تمثل مخاطر على شعوب ودول مجلس التعاون فقط وانما على ايران ايضا) . وحول موقف دولة الامارات في حالة استمرار ايران في عدم الاستجابة لدعوة الحوار اعرب معالى راشد عبدالله عن امله في ان تستجيب ايران لدعواتنا مؤكدا ان دولة الامارات ستستمر في دعوة ايران لحل هذا الموضوع بالطرق السلمية لان منطلقاتنا سلمية و اما ان تتفاوض ايران معنا حول هذا الموضوع او ان نلجا الى محكمة العدل الدولية. واضاف معاليه قائلا و نريد من ايران ألا تقوم بمثل هذه المناورات الكبيرة والضخمة و التى تفوق احتياجاتها الدفاعية و تسبب قلقا ليس لنا نحن في المنطقة وانما في العالم أجمع. وردا على سؤال عما اذا كانت دولة الامارات قد طلبت من دول مجلس التعاون ابطاء انفتاحها على حكومة الرئيس الايرانى محمد خاتمى قال معالى راشد عبدالله ان دولة الامارات تعتقد ان الانفتاح على ايران والتعامل معها له اهمية كبيرة لاننا نعيش في منطقة واحدة مع ايران. واضاف قائلا (نحن نعمل من اجل تغيير السياسات الايرانية و ليس من اجل قطع هذا التعامل و هذه العلاقات مع ايران و نريد ان نوظف هذه العلاقات لخدمة الاستقرار في المنطقة و التعاون و المصالح المشتركة و حل المشاكل) . واستطرد معاليه قائلا (ونريد من ايران ايضا ان توظف هذه العلاقات لخدمة المصالح المشتركة والاستقرار في الخليج و ليس توظيفها من اجل الاستفزاز و التهديد وبناء القوة و اشعارنا دائما باننا تحت خطر و تهديد ايرانيين الامر الذى يؤدي الى كثير من المخاطر في هذا الممر المائى المهم) . ونفى معالى راشد عبدالله اعتزام دول مجلس التعاون ايفاد لجنة من دول المجلس الى ايران مشيرا الى وجود اتصالات بين دول المجلس وايران فضلا عن وجود سفراء لدول مجلس التعاون في طهران ووجود سفراء لايران لدى دول المجلس. وردا على سؤال عما اذا كانت دولة الامارات قد تلقت ردا سعوديا على نتائج اتصالاتها مع ايران ومباحثاتها مع وزير الخارجية الايرانى اخيرا قال معاليه ان دولة الامارات تقدر موقف السعودية ودول مجلس التعاون الاخرى في طلبها من ايران ان تعيد النظر في موقفها وان تنتهج سياسة جديدة للتعامل حول قضية جزر الامارات الثلاث المحتلة وهذا موقف نقدره كثيرا. وحول ما اذا كان الشيخ سعد العبد الله الصباح ولى عهد الكويت سيتبنى قضية جزر الامارات الثلاث المحتلة خلال زيارته المرتقبة لايران قال معاليه (نحن نثق كثيرا في الكويت وسياستها وبالتأكيد سينقل الشيخ سعد هذه المخاوف التى لدينا جميعا في دول مجلس التعاون الى الاخوان في ايران ونأمل ان تجد استجابة) . وردا على سؤال عما اذا كان هناك توجه لتقديم شكوى لمجلس الامن عن المناورات الايرانية و طلب عقد دورة طارئة لمجلس جامعة الدول العربية قال معالى راشد عبدالله (نحن لم نطلب شيئا حتى الآن من مجلس الامن ونريد ان نعالج الموضوع اقليميا وفي الاطار الثنائى) . واضاف قائلا اما بالنسبة للجامعة العربية فيوجد اجتماع قريب لمجلس الجامعه حيث يعتبر موضوع الجزر بندا دائما على جدول الاعمال و سنقوم ايضا بشرح الظروف و الملابسات التى ترتبت على المناورات الايرانية الاخيرة. ومن جهة اخرى قال معالى الشيخ جميل ابراهيم الحجيلان الامين العام لمجلس التعاون ردا على اسئلة الصحفيين حول الخطوات التى ستتخذها دول المجلس في المستقبل ان دول مجلس التعاون ستنتظر حتى تتبين ردود الفعل الايرانية على البيان الذى اصدره المجلس الوزاري مشيرا الى ان دول المجلس تسعى دائما لمواجهة مثل هذه المواقف بالحكمة وحسن البصيره ومحاولة احتواء الازمات بتؤدة وبالتعامل البعيد عن الانفعال. وحول الدول التي ستزورها اللجنة التي شكلها المجلس الوزارى اوضح الامين العام ان اللجنة ستزور الدول التي ترى ان لها دورا في هذا الامر و لن تتردد في السعى لاطلاعها على ماحدث معربا عن اعتقاده بان من مصلحة الطرفين احاطة الدول بما يجرى في المنطقة. ــ وام

Email