بغداد تشيد بموقف الامارات: واشنطن تهدد بعمل عسكري خلال يومين والعراق يتوقع الضربة في أي وقت

ت + ت - الحجم الطبيعي

واصلت الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا تهديداتهما للعراق امس وحذرتا من ان الخيار العسكري ضده مازال مطروحا وهددت واشنطن بعمل عسكري خلال يومين اذا لم يتعاون العراق مع المفتشين فيما انجزت ثلاث فرق من اليونسكوم عمليات التفتيش التي تسارعت وتيرتها في الاونة الاخيرة رغم ازمة عدم السماح لهم بدخول مقر حزب البعث العراقي. من جانبه أشاد طه ياسين رمضان نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي بموقف الامارات من العراق وخاصة فيما يتعلق باستمرار التجارة كذلك مواقف القيادة بالامارات التي تحكمها المواقف القومية. واتهم واشنطن بالتآمر على شعب العراق مؤكدا ان بغداد تتوقع ضربة عسكرية في اي وقت واضاف ان مجلس الامن غير قادر على منع واشنطن ولندن من توجيه هذه الضربة. من جهتها حذرت سوريا من قيام عمل عسكري محتمل ضد العراق قائلة ان اضراره ستكون كبيرة على المنطقة ككل. وفي تصريحات متزامنة لمادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الامريكية وساندي بيرجر مستشار الأمن القومي الامريكي اكد الاثنان ان الخيار العسكري ضد بغداد مازال قائما في حال عدم تعاونها مع فرق التفتيش الدولية. وقالت اولبرايت ان واشنطن تراقب الموقف بعناية وانها يمكن ان تتصرف خلال يومين. ومن جانبه اشار بيرجر الى ان واشنطن سوف تنتظر تقريرا من ريتشارد باتلر رئىس لجنة يونسكوم والمتوقع له يوم الثلاثاء غير انه قال ان الخيار الوحيد المتاح امام العراق هو السماح للمفتشين باداء مهامهم واذا لم يفعل فسوف يكون لنا خيارنا في الرد. من جانبها جددت بريطانيا تهديداتها للعراق باستخدام القوة ضده اذا ما ثبت ان حكومته تعيق عمل لجنة التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل. وقال وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية ديريك فاتشيت ان العقبات ستكون وخيمة على الرئيس العراقي اذا ما تضمن التقرير الذي تنتظره الامم المتحدة اشارات بأن بغداد عرقلت عملة لجنة التفتيش. واشار فاتشيت الى ان العراق لن يحتاج لتحذير مسبق لتوجيه ضربة عسكرية لأن وقت التحذيرات قد انتهى. وشدد الوزير البريطاني على التزام بلاده بضرورة ان ينهي فريق التفتيش عمله على أكمل وجه وان بريطانيا لن تقبل باستثناء أي موقع عراقي من التفتيش اذا ما وجد الفريق ضرورة لأداء مهمته فيه. في هذه الاثناء انجزت ثلاث فرق تفتيش مهامها بالعراق امس رغم الازمة فيما خصص خبراء اخرون امس لوضع تقارير حول مهمتهم فيما ألمح طه ياسين رمضان نائب الرئيس العراقي الى ان تعاون العراق لن يستمر طويلا واتهم الولايات المتحدة بالتأمر على العراق متوقعا في هذا الصدد شن ضربة عسكرية ضد بغداد في اي وقت. وقال رمضان لوفد صحفي اردني زار العاصمة العراقية امس ان مجلس الامن عاجز حتى الان عن منع امريكا ويريطانيا من توجيه مثل هذه الضربة. واشار الى ان العراق يتوقع هذه الضربة لانه يرفض تقديم اي تنازلات بشأن التعامل مع اسرائيل وهو يتوقع هذه الضربة في اي وقت. وفي دمشق حذرت سوريا امس من (الاضرار الكبيرة) التي سيسببها في منطقة الشرق الاوسط تسديد ضربة عسكرية للعراق. ونقلت كالة الانباء السورية عن نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام قوله في تصريح صحافي اثر محادثاته مع نظيره الايراني حسن حبيبي (نأمل الا يتورط احد في عمل عسكري ضد العراق لان هذا الامر ستكون له اضرار كبيرة على شعب العراق ومنعكسات سلبية على مجمل الوضع الوضع في المنطقة) . وأعرب رمضان عن اعتقاده بأن القيادة العراقية توصلت منذ شهر مارس 1997 الى نتيجة مؤداها ان استمرار العراق في تعاونه مع لجان التفتيش الدولية وتنفيذ القرارات الصادرة عن مجلس الأمن لن يؤدي الى رفع الحصار لذلك كان لابد من مطالبة جدية برفع الحصار بعد ان توافرت لدى العراق القناعة بأن الحصار سيتواصل لذلك بدأنا نهجا جديدا يتلخص في ضرورة اعادة النظر بتشكيل اللجان الخاصة بنزع الأسلحة بعد ان ثبت لدينا باليقين ان اعضاء هذه اللجان عناصر في المخابرات الأمريكية والصهيونية واكد ان العراق سيواصل هذا النهج ولن يتخلى عنه وصولا الى رفع الحصار. وقال ان الجدول الزمني للتعامل مع لجان التفتيش لن يكون طويلا مشيرا الى ان العراق نفذ ما هو مطلوب منه قبل سنة من الآن وان أي وقت يضاف الى استمرار الحصار لن يكون من أجل تنفيذ القرارات الدولية بل من أجل خلط الأوراق وتمرير التسوية السلمية في الشرق الأوسط. وقال: ان الولايات المتحدة تدرك ان الحصار سيستمر ما لم يحدث تحرك شعبي عربي ضد استمراره ولذلك فهي أي واشنطن تعمل مع حكومات عربية لمنع الشعب العربي من التعبير عن رفضه لابادة اشقائه في العراق. حيث يحرص الامريكيون على ابقاء الساحات الشعبية العربية هادئة بشكل مطلق ليكون احتمال انفجارها عند وقوع العدوان بالمستوى المطلوب. وأكد رمضان على ضرورة استمرار التعبئة الشعبية العربية والدعوات الجماهيرية لرفع الحصار عن العراق مما يشكل ارضية لتحفز الانسان العربي عند وقوع العدوان لأية خطوة تفيد الهدف المستقبلي. وأشاد رمضان بموقفي دولة الامارات وقطر وغيرهما بشأن الأوضاع في العراق مؤكدا ان هذين الموقفين يستحقان التقدير وخاصة فيما يتعلق باستمرار التجارة بينهما وبين العراق وكذلك تصريحات ومواقف قادة البلدين اللذين لا تحكمهما المصالح بقدر ما تحكمهما المواقف القومية, مطالبا الدول العربية الاخرى بالاكتفاء بتسع سنوات من الحصار ضد العراق. وكشف رمضان عن ان موضوع اقرار العراق باتفاقيات السلام في المنطقة والاعتراف باسرائيل طرح عدة مرات ومن خلال مصادر عربية واجنبية مختلفة, لكن العراق رفض ويواصل رفض ذلك, مؤكدا انه لا يمكن للعراق الاعتراف بمثل هذه التسويات بعد كل التضحيات التي تم تقديمها. عمان - خليل خرمة

Email