سبع قاذفات أمريكية جديدة تتوجه للخليج: اولبرايت تجدد تحذيرها للعراق وكوهين يهدده بالقصف دون سابق إنذار

ت + ت - الحجم الطبيعي

اشتعل الموقف بالخليج مجددا وبات على حافة المواجهة العسكرية مع قيام الولايات المتحدة الامريكية بارسال سبع طائرات من طراز بي ــ 52 الى المنطقة وتهديد ويليام كوهين وزير الدفاع الامريكي بقصف العراق في اي لحظة ودون سابق انذار اذا استمرت بغداد في عرقلة عمل مفتشي اللجنة الدولية المكلفة نزع اسلحة الدمار الشامل العراقية . تزامن التصعيد الجديد مع اتهام ريتشارد باتلر كبير المفتشين للعراق باجراء ابحاث لتطوير اسلحة بيولوجية واعلان كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة عن خيبة امله لانتهاك الاتفاق مع بغداد بشأن عمليات التفتيش. وفيما اعربت باريس عن اسفها مطالبة بغداد بالتعاون الكامل مع المفتشين اكدت لندن انها قلقة للغاية ازاء السلوك العراقي في الاونة الاخيرة وانها لن تتردد ابدا في استخدام القوة اذا لزم الامر من جانبها واصلت بغداد تحديها وقال طارق عزيز نائب رئىس الوزراء العراقي ان العراق قد يتخذ اجراءات جديدة لحماية مصالحه اذا استمرت الامم المتحدة في اضاعة الوقت والاصرار على عدم رفع الحصار في اشارة على ما يبدو الى وقف التعاون تماما مع المفتشين. وفي تصاعد درامي لأحدث ازمة بين العراق وفرق التفتيش الدولية اصدرت وزارة الدفاع الامريكية البنتاجون اوامرها بارسال سبع طائرات من طراز بي ــ 52 الى جزيرة دييجو جارسيا في المحيط الهندي ستأخذ طريقها الى منطقة الخليج لاحقا. وقال مسؤول في البنتاجون ان وليام كوهين وزير الدفاع الامريكي امر بنشر طائرات (بي-52) السبع حيث ستنضم الى سبع طائرت اخرى من الطراز نفسه. وكانت هذه الطائرات الاخيرة ارسلت خلال الازمة الاخيرة بين العراق والامم المتحدة في نوفمبر الماضي. ولم يصدر اي امر لعودتها الى الولايات المتحدة. ويتزامن نشر هذه الطائرات مع اتخاذ واشنطن بعض الاجراءات العسكرية تحسبا لمواجهة عسكرية اخرى مع بغداد بسبب الخلاف حول عمليات التفتيش التي تقوم بها الامم المتحدة. واوضح مسؤولون في البنتاجون ان قوات امريكية ترسل حاليا الى الكويت لاجراء مناورات بالاضافة الى وجود كتيبة مجهزة بصواريخ باتريوت في اسرائيل لاجراء تدريبات لم يعلن عنها حتى الان. كما ينتظر وصول حاملة طائرات ثانية قريبا الى الخليج. من جانبه وفي تهديدات شديدة اللهجة للعراق حذر وزير الدفاع الامريكي امس العراق من امكان توجيه ضربات جوية اليه في اي لحظة ومن دون سابق انذار اذا ما استمرت بغداد في عرقلة عمل مفتشي اللجنة الدولية المكلفة نزع الاسلحة العراقية (يونسكوم). لكن كوهين اشار الى ان الولايات المتحدة ستنتظر استكمال المفتشين الدوليين عملياتهم الاسبوع المقبل قبل البت في ما اذا كان الرئيس صدام حسين تراجع عن وعده بالتعاون مع الامم المتحدة. وردا على سؤال لمعرفة ما اذا كان العراق لا يزال معرضا للقصف من دون سابق انذار, قال كوهين للصحافيين (الجواب نعم) . وكانت مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الامريكية هددت هي الاخرى بانه لم يعد هناك مجال للدبلوماسية مع العراق. ومنعت بغداد امس خبراء في اللجنة الدولية الخاصة ولمدة 45 دقيقة, من الدخول الى موقع في بغداد يشتبه بانه يحتوي على اسلحة محظورة. وقال المتحدث باسم اللجنة الخاصة اوين بوكانان لوكالة فرانس برس ان المفتشين منعوا من الدخول الى الموقع (لمدة 45 دقيقة) , ولم يحدد المتحدث مكان الموقع. ووصف كوهين هذا الحادث بانه (خطير جدا) . وبعد ان ذكر بان رئيس يونسكوم ريتشارد باتلر يعتزم الاستمرار في عمليات التفتيش المفاجئة, اضاف وزير الدفاع الامريكي (نريد ان ننتظر نهاية هذه العمليات قبل التوصل الى استنتاج حول طبيعة خرق التعاون من قبل صدام حسين) . وقال (اشارك باتلر رأيه بالقول انها مسالة خطيرة, ولكننا نعتقد انه من المهم ايضا ان يتمكنوا من انهاء مهمتهم) . وفي موقف مواز لموقف واشنطن قالت بريطانيا امس انها قلقة بشدة مما وصفته بسلوك العراق غير المتعاون مع مفتشي الامم المتحدة ووصفت رفض مسؤولين عراقيين امس الاول السماح لبعض مفتشي لجنة الامم المتحدة الخاصة المعنية بازالة اسلحة الدمار الشامل في العراق دخول مقر حزب البعث العراقي الحاكم في بغداد بانها تدعو للقلق الشديد وبأنها الاسوأ منذ استئناف العراق تعاونه مع المفتشين في الشهر الماضي. وقالت انها لن تتردد ابدا في استخدام القوة اذا لزم الامر اثر الخلاف بين بغداد والمفتشين وانه لن يكون هناك انذار قبل توجيه الضربة. من جانبها طالبت فرنسا العراق بالتعاون الكامل مع مفتشي الامم المتحدة الاعضاء في اللجنة الخاصة بنزع اسلحته والسماح لهم بحرية الدخول الى المواقع التي حددتها اللجنة لانجاز مهمتها. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية أن جازدسيكريه ردا على سؤال امس حول منع العراق مفتشي الامم المتحدة من تفتيش مقر حزب البعث العراقي, انه من حيث المبدأ فقد اكدت قرارات مجلس الامن بوضوح ان مفتشي اللجنة الخاصة التابعة للامم المتحدة (يونسكوم) لهم حق الدخول الفوري لجميع المواقع التي يرغبون تفتيشها لاتمام مهمتهم. في هذه الاثناء حذر نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز امس من أن العراق قد يتخذ (إجراءات جديدة) إزاء عمليات التفتيش عن الاسلحة في العراق إذا استمرت الامم المتحدة فيما وصفه بإضاعة الوقت والاصرار على رفع الحصار المفروض على العراق. وقال عزيز الذي أجرى سلسلة من اللقاءات مع المسؤولين الاردنيين منذ مساء أمس الاول في طريق عودته إلى بغداد بعد زيارة لروسيا إنه إذا (استمرت لعبة الاطالة المتعمدة واختلاق الازمات والاكاذيب فعند ذلك لا بد للقيادة العراقية أن تتخذ ما تراه مناسبا لحماية مصالح العراق) . وفيما واصل المفتشون عملهم امس جددت وزيرة الخارجية الامريكية تحذيرها للعراق مؤكدة بأن الخيار العسكري مازال قائما, وان هناك اتفاقا امريكيا فرنسيا تجاه الموقف من العراق. ونقلت صحيفة الشرق الاوسط التي تصدر في لندن عن عنان قوله في مقابلة انه يعترف ويأسف لانه في بعض الاحيان تكون كلمات باتلر غير دبلوماسية وقال انه تحدث اليه في هذا الشأن. وقال عنان ان عمل باتلر بالغ الصعوبة ويرتبط بضغوط شديدة وعندما يعمل المرء تحت ضغوط شديدة فانه يتصرف ويفعل اشياء لا تصدر عنه في ظل الظروف العادية. وقال انه لا يستطيع الجزم بأن العراق يشكل خطرا على جيرانه وانه يشعر بالاسف الشديد حيال الظروف السيئة التى يعيشها الشعب العراقى. واضاف ان موضوع رفع العقوبات عن العراق مرتبط بالتعاون الذى يظهره على الارض مع المفتشين الدوليين التابعين للجنة الخاصة لوكالة الطاقة النووية. ان الرسالة العراقية بخصوص عدم السماح للاونسكوم بتقديم معلومات تحصل عليها الى حكومة معادية ستعرض على مجلس الامن. وقال بهذا الصدد انه لا بد من الاخذ بالاعتبار امن العراق وسيادته وكرامته وانه اذا شعر مجلس الامن بأن بعض نشاطات الاونسكوم تعرض هذا الامن للخطر فسوف نتخذ القرارات المناسبة. وفى تقريره الاسبوعى الثانى والذى قدمه باتلر فى ساعة متأخرة من ليلة امس الى رئيس مجلس الامن لهذا الشهر السفير الدائم للبحرين جاسم ابوعلاى حاول باتلر تجنب الاشارة الى اى عبارات من شأنها الايحاء بان العراق يتعاون مع الامم المتحده واكتفى بسرد وقائع لحوادث كان مسؤولون عراقيون قد منعوا خلالها فرق اللجنة من اداء مهامهم. وقال باتلر ان السلطات العراقية منعت يوم امس الاول فريق التفتيش من الوصول الى احد المواقع الحساسة والمشتبه باحتوائها على مواد ووثائق مطلوبة الى اللجنة الخاصة مما حدا برئيس اللجنة الى اصدار تعليماته لفريقه بالانسحاب والغاء مهمة التفتيش للموقع. واشار باتلر الى ان اجهزة المراقبة القومية العراقية وضعت شروطا غير مقبولة للسماح للجنة بتصويرمواقع متخصصة بصنع القنابل تحت تبرير امنى الامر الذى افشل هذه العملية. وذكر باتلر فى تقريره بأنه فى يوم 4 ديسمبر الماضى قام مسؤولون عراقيون بتأجيل دخول الفريق لاحد المواقع المشتبه باحتوائها على مواد بيولوجية لاعتبار ان اجراء هذا التفتيش جاء فى يوم نهاية الاسبوع (الجمعة) كما قاموا فى الوقت ذاته بمنع فرق اللجنة من تسجيل فيديو فى احد المواقع وتصوير مجموعة الوثائق الخاصة والمطلوبة.

Email