لحود..التصعيد لا يخيفنا ولن نرضخ للابتزاز: غارات وقصف إسرائيلي لمناطق الجنوب اللبناني وأنباء عن(ضربة موجعة)وشيكة لبيروت

ت + ت - الحجم الطبيعي

خيمت أجواء الحرب على الجنوب اللبناني أمس اثر غارات شنتها المقاتلات الاسرائيلية على مواقع المقاومة وقصف مدفعي موسع لمناطق الجنوب ردا على مقتل أربعة جنود للاحتلال مؤخرا ، وسط تقارير عن تأهب اسرائيلي لتوجيه »ضربة موجعة« قبل زيارة الرئيس الامريكي لغزة تستهدف مواقع لبنانية قد تطال بيروت ومواقع الجيش السوري وتمتد حتى الربيع لاجبار سوريا ولبنان على الجلوس على مائدة التفاوض، حيث وضعت القوات السورية واللبنانية في حالة التأهب القصوى ونشر حزب الله صواريخ متطورة وهدد بنقل المعركة الى داخل اسرائيل. وفي مقابل التصعيد أبدى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو قبوله بالانسحاب التدريجي من لبنان مع التهديد برد قوي في حال استمرار عمليات المقاومة. ونقلت الصحف اللبنانية أمس عن عدد من النواب التقوا الرئيس اللبناني اميل لحود أمس الأول قولهم انه صرح ان »اسرائيل تحاول على ما يبدو امتحان العهد الجديد لكننا لن نرضخ للابتزاز، والتصعيد الاسرائيلي لا يخيفنا«. وأضاف الرئيس اللبناني »اذا أرادت اسرائيل ان تنسحب فلتقم بهذا الانسحاب بدون شروط«، وأعاد التأكيد على رفض لبنان التفاوض حول هذا الانسحاب وضمان أمن حدودها الشمالية اذا انسحبت من المنطقة التي تحتلها في جنوب لبنان والبالغة مساحتها 850 كلم مربعا. وشنت المقاتلات الاسرائيلية فجر أمس غارات على قاعدة اسناد لحزب الله في الجبل الأخضر قرب بلدة صديقين على بعد 16 كلم جنوب شرق مدينة صور اللبنانية أطلقت خلالها صواريخ أرض ـــ جو أكدت مصادر الحزب انها لم تتسبب في خسائر بشرية. وألحقت قوات الاحتلال هذه الغارات بقصف مدفعي عنيف وموسع للطرف الشمالي للشريط الحدودي المحتل، حيث سقطت أكثر من مائة قذيفة على أطراف زبقين وياطر وصديقين وجبال البطن. واشارت المصادر الامنية اللبنانية الى ان مناطق كفرا وياطر ومنطقتي العاصى والرياحين ووادي القبسية والجحيد تعرضت الليلة قبل الماضية لقصف مدفعى اسرائيلى طاول ايضا بلدات برعشيت وشقرا ومجدل سلم والجميجن في القطاعين الاوسط والغربى وأدى ذلك الى وقوع أضرار مادية في المزروعات والممتلكات. وترافقت هذه الاعتداءات مع تحليق مكثف للطائرات الحربية وطائرات الهليكوبتر الاسرائيلية وطائرات الاستطلاع من طراز »ام.كيه« من دون طيار في أجواء القطاعين الغربى والاوسط، ونفذت غارات وهمية تصدت لها وحدات الجيش اللبنانى والمقاومة المتواجدة في هذه المناطق نيران الدفاعات الأرضية لمنعها من تحقيق أهدافها. وأعلنت المقاومة اللبنانية في بيان أصدرته امس أن احدى مجموعاتها هاجمت بقذائف الهاون بعد منتصف الليلة قبل الماضية على دفعتين قوة عسكرية اسرائيلية كانت تعمل على سحب دبابة الميركافا المدمرة عند مدخل موقع قوات الاحتلال في »بلاط« ومنعتها من تحقيق ذلك مرتين متتاليتين. في غضون ذلك نسبت صحيفة »التايمز« البريطانية الى مصادر عسكرية اسرائيلية قولها ان 50 مقاتلة اسرائيلية من طراز »اف ـــ 16« و»اف ـــ 18« في حالة تأهب قصوى للانطلاق خلال الساعات الثماني وأربعين المقبلة لتوجيه ضربة عنيفة جدا للعاصمة بيروت وكافة مرافق البنية التحتية فيها ومن ضمنها المطار. ونقلت الصحيفة عن هذه المصادر قولها ان هناك دعوة قوية في صفوف الوزراء والنواب وقادة الجيش في اسرائيل الى »توسيع دائرة الضربة المقبلة« لتشمل القوات السورية في الاراضي اللبنانية و»حتى مواقع عسكرية سورية داخلية قرب دمشق«، في محاولة ممهدة لجر اللبنانيين والسوريين الى الرضوخ لشروط بنيامين نتانياهو ووزيري دفاعه اسحق موردخاي وخارجيته ارييل شارون حول تنفيذ القرار الدولي 425 الداعي الى انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان ولكن مع »ترتيبات امنية« تصل في منتهاها الى عقد اتفاق سلام مع لبنان شيد باتفاقات مصر والاردن والسلطة الفلسطينية. وفي غزة اكدت اوساط فلسطينية رفيعة المستوى امس ان نتانياهو الذي قطع زيارته الاوروبية بسبب الوضع المتدهور في جنوب لبنان وعاد من لندن الى تل ابيب، يتجه الى اتخاذ قرار في الاجتماع الطارىء لحكومته اليوم، بتبني سيناريو وزير خارجيته شارون في ضرب البنى التحتية اللبنانية »بشكل موجع« ردا على مصرع سبعة جنود وضباط على يد »حزب الله« في جنوب لبنان خلال احد عشر يوما، »دون معرفة ما اذا كان في هذه المرحلة سيتبنى الشطر الآخر من ذلك السيناريو وهو ضرب القوات السورية ايضا«. وذكرت معلومات وردت العاصمة الفرنسية امس من »الحزام الامني« في الجنوب اللبناني، ان حوالي 2500 من عملاء »جيش لبنان الجنوبي« بقيادة اللواء السابق في الجيش انطوان لحد، وضعوا منذ امس في حالة استنفار، وان حوالي 60 دبابة مما بحوزتهم انتشرت على حدود حزامهم مع المناطق الواقعة تحت ظل حزب الله، فيما دخلت قوة كبيرة منهم الى بلدة جزين خارج مناطق سيطرتهم العادية »في ما يشبه الاستعداد العام للتقدم في اراضي السلطة »المركزية اللبنانية«، ولكن الى عمق غير معروف بعد«. ونسبت المعلومات الفرنسية الى مصادرها في بيروت قولها ان »حزب الله« هو الآخر وضع عناصره في الجنوب والبقاعين الغربي والشمالي في وضع استعداد لصد عمليات جوية متوقعة على مراكزه العسكرية هناك، فيما شوهدت تحصينات قوية حول مواقع قياداته السياسية في الضاحية الجنوبية من بيروت وعلى امتداد الطريق الساحلي منها الى صيدا. واكدت المعلومات ان الجيشين اللبناني والسوري اتخذا اوضاعا دفاعية في كل الاراضي اللبنانية »توقعا لهجوم جوي قوي على قواتهما في اية لحظة الآن« فيما نقل »حزب الله« اعدادا كبيرة من صواريخ كاتيوشا من اماكنها الى مواقع جديدة خوفا من تدميرها واستعدادا لاستخدامها ضد المستوطنات العبرية في منطقة الجليل الاسرائيلية. وقالت ان المخابرات الاسرائيلية تمتلك معلومات من عملائها في لبنان ان رجال المقاومة اللبنانية نشروا في بعض مواقعهم في بيروت والبقاع الشمالي صواريخ ارض جو، فيما يبدو انه مجهود جديد لاسقاط طائرات اسرائيلية مغيرة او مروحيات سوف تستخدمها قوات الجو العبرية لا محالة في مرحلة ثانية من بدء العمليات الجوية. واعرب سياسيون في مجلس العموم البريطاني امس عن اعتقادهم ان نتانياهو سوف يقوم بعمليته المتوقعة ضد لبنان قبل وصول الرئيس الامريكي الى المنطقة لزيارة اسرائيل والاراضي الفلسطينية في الثاني عشر من الشهر المقبل، »والا فان تلك الزيارة سوف تمنعه حتما من القيام بها بعد اتمامها عدة شهور على الاقل«. وقال هؤلاء ان معلوماتهم حول تطورات السياسة العسكرية العبرية الاخيرة حول المسألة اللبنانية تؤكد ان العمليات الجوية المتوقعة لن تكون سريعة وحاسمة، وانما ستستمر على صورة هجمات عنيفة ضد المصالح الاقتصادية اللبنانية »من الآن وحتى الربيع المقبل حيث يضطر لبنان المنتهك بعد ذلك - وربما سوريا ايضا ـــ الى الجلوس في ابريل المقبل على طاولة الحل السلمي«. ونقلت في هذا الاطار صحيفة »يديعوت احرونوت« العبرية عن نتانياهو قوله »لا ارفض اقتراح وزير الخارجية ارييل شارون بانسحاب احادي الجانب من لبنان«. وحسب خطة شارون تنسحب اسرائيل تدريجيا من جنوب لبنان مع الاعلان عن انها تتوقع ان ينتشر الجيش اللبناني مكانها وانه اذا تواصلت العمليات ضد القرى الشمالية في فلسطين 48 فانها »سترد على ذلك بشدة وبكل الوسائل«. وفي رده على سؤال حول دور سوريا في حث هذه العمليات العسكرية قال نتانياهو لـــ »يديعوت احرونوت« أمس »سنضطر الى ان نبحث في الوسائل المؤيدة الى تقليص مساعدة سوريا وايران لحزب الله«. واضاف »اننا نعتزم محاولة التوصل الى تسوية مع سوريا لكننا غير مستعدين بقبول املاءات واذا تخلى السوريون عن املاءاتهم فان المفاوضات ستستأنف«. من جهته ابدى احد قادة حزب الله الشيخ نبيل طاوق مرونة ازاء قضية الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان وقال ان هذا الانسحاب اذا تم من جانب واحد سينهي سريعا النزاع. لندن ـ بيروت ـ البيان

Email