ربط مصير 40اسيرا برد طهران: باكستان.. حرب ايران وطالبان كارثة، خاتمي الى نيويورك وواشنطن تدعو للحوار مجدداً

ت + ت - الحجم الطبيعي

حذرت باكستان من اندلاع حرب بين ايران وحركة طالبان, معتبرة انها ستكون كارثة تقسم العالم الاسلامي, جاء ذلك في الوقت الذي أفرجت فيه طالبان عن خمسة أسرى ايرانيين كبادرة على حسن النوايا , ووصلوا أمس الى اسلام أباد وربطت مصير 40 أسيرا آخرين بالرد الايراني عن (حسن نواياها) . فيما استمر التوتر العسكري في التصاعد في مناطق الحدود بين البلدين والمعارك حول مدينة باميان الافغانية. وطالبت الحكومة الافغانية المخلوعة بخروج جميع الاجانب من البلاد للمساعدة في تنفيذ القرارات الدولية بخصوص القضية الافغانية. وفيما توجه الرئيس الايراني محمد خاتمي الى نيويورك لحضور اجتماعات الأمم المتحدة, دعت واشنطن طهران لمحادثات رسمية دون شروط مسبقة مبقية باب الحوار مفتوحا أمام ايران. وفي تصريح للصحفيين قال حسين سيد وزير الاعلام الباكستاني الذي يقوم بزيارة لنيويورك ان باكستان قلقة من احتمال اندلاع نزاع مسلح بين الطرفين لان (انعكاساته ستشمل كثيرا من الدول) . واضاف ان النزاع المسلح (سيكون كارثة تقسم العالم الاسلامي) لذلك يتعين (الحؤول دون) اندلاعه. ونفى حسين سيد مرة اخرى الاتهامات الموجهة لبلاده بمساندة طالبان مؤكدا ان باكستان (لا تتدخل) في الشؤون الافغانية, موضحا ان اسلام أباد مستعدة دائما للاضطلاع بدور (الوسيط النزيه بين ايران وطالبان) . وطالب الوزير الباكستاني بمنح مقعد افغانستان في الأمم المتحدة الذي تشغله حكومة الرئيس المخلوع برهان الدين رباني الى حركة طالبان التي تسيطر على 90 في المئة من افغانستان حاليا. وفي تطور ينزع الى التهدئة, أفرجت ميليشيا طالبان أمس عن خمسة من الرهائن الايرانيين الذين تحتجزهم. وقال المسؤولون في إسلام أباد إن عزيز خان سفير باكستان في أفغانستان الذي تمكن من التفاوض مع طالبان على إطلاق سراح الرهائن الخمسة صحبهم من مقر قيادة طالبان في قاندهار إلى العاصمة الباكستانية اسلام اباد التي وصلوها الليلة الماضية على متن طائرة تابعة للجيش الباكستاني. ونقلت وكالة الانباء الاسلامية الافغانية عن قائد طالبان وكيل أحمد قوله إن الافراج عن الرهائن الخمسة يجيء كبادرة حسن نية تظهر (إخلاص) طالبان في السعي إلى حل سلمي لازمة الرهائن التي تهدد بمواجهة عسكرية شاملة بين البلدين. ونقلت الوكالة التي تتخذ من باكستان مقرا لها عن أحمد قوله (إننا ننتظر لنرى كيف ستستجيب إيران) . وقال أحمد إنه طلب من السفير الباكستاني أن ينقل إلى إيران مطلبين من طالبان هما (الكف عن إساءة معاملة اللاجئين الافغان) في إيران والافراج عن جميع أعضاء حركة طالبان المحتجزين في طهران. واعلن السكرتير الثاني في السفارة الافغانية رحمة الله ان مصير اربعين اسيرا مازالوا لدى طالبان رهن بموقف ايران, في حين ان العلاقات بين طهران وكابول تستمر متوترة. وقال رحمة الله للصحافيين (لقد افرجنا عن خمسة اسرى في بادرة حسن نية وأفرجنا عن خمسة آخرين ونحن ننتظر الرد الايراني انه دورهم الآن) . على صعيد المعارك بين طالبان وحزب الوحدة الافغاني اعلن متحدث باسم الحزب ان معارك تدور حاليا بين قوات الحزب وقوات طالبان على الجبهات الغربية في مناطق حول مدينة باميان التي كانت الحركة اعلنت قبل ايام سيطرة عليها. واشار المتحدث الى ان قوات الحزب احبطت هجوما لقوات طالبان من مناطق محافظتي غزن ووردك. وطالبت الحكومة الافغانية المخلوعة بخروج جميع الاجانب من افغانستان لأنهم يعملون على حد قولها ضد الاسلام والامن المحلي والاقليمي, ولكن هذه الحكومة استثنت الدبلوماسيين والعاملين التابعين للمؤسسات الدولية ومؤسسات الاغاثة. وجاء فى رسالة بعثت بها حكومة الرئيس المخلوع برهان الدين ربانى الى الامم المتحدة ان خروج الاجانب سيساعد على تنفيذ القرارات الصادرة عن مجلس الامن الدولي والجمعية العمومية للامم المتحدة بخصوص القضية الافغانية. وطالبت حكومة رباني التي مازالت تحتفظ بمقعد افغانستان في الامم المتحدة بان تناقش هذه الرسالة في اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة المنعقدة حاليا وفي اجتماع مجموعة الدول الثماني الذي سيعقد على هامش اجتماعات الجمعية العمومية غدا الاثنين. وقبل زيارة خاتمي لنيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة قال متحدثان باسم البيت الابيض ووزارة الخارجية الأمريكية ان الولايات المتحدة ما زالت تبقي باب الحوار مفتوحا امام إيران. ويقوم خاتمي بزيارة مهمة وحساسة للأمم المتحدة يعرض خلالها سياسة الانفراج التي يعتمدها في وقت تتصاعد فيه الازمة بين ايران وأفغانستان. ويتحدث خاتمي امام الجمعية العامة غدا لتكون المرة الاولى التي يحضر فيها رئيس ايراني منتدى دولي منذ أكثر من عقد. وفي تصريحات له قبل مغادرته طهران اعتبر خاتمي ان اجراءات مجلس الامن ضد طالبان غير كافية, قائلا ان الوضع في أفغانستان كارثة انسانية. وكان مجلس الامن أدان بشدة مقتل الدبلوماسيين الايرانيين. وقبيل ساعات من وصول خاتمي الى نيويورك أبلغ الكولونيل بى جى كرولى من مجلس الامن القومى الصحفيين فى البيت الابيض امس ان الادارة الامريكية (ولبعض الوقت) شجعت على اجراء حوار رسمي بين الولايات المتحدة وإيران. وقال كرولى (نأمل بأن يكون هناك حوار بين حكومتينا) فى واشنطن وطهران مضيفا ان (لدينا العديد من المسائل التى نرغب فى مناقشتها مع ايران من ضمنها معارضة طهران لعملية السلام فى الشرق الاوسط ومساعيها فى الحصول على أسلحة الدمار الشامل ورعايتهم للارهاب) على حد قوله. ومن جانبه قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية جيمس روبن فى ايجاز صحفى أن الولايات المتحدة تريد اجراء محادثات على مستوى حكومي مع ايران من دون أى شروط مسبقة ولكن طهران الى حد بعيد لم تقبل هذه الدعوة على حد قوله. اسلام أباد ــ جمال عبداللطيف

Email