الرئيس الامريكي لم يقر تقرير ستار ولن يستقيل:الجمهوريون يبددون شبح الاقالة والديمقراطيون يدعون لتوبيخ الرئيس

ت + ت - الحجم الطبيعي

منح الحزب الجمهوري الرئيس الامريكي بيل كلينتون امس بارقة امل للنجاة من مصيدة الاقالة التي نصبها له تقرير المحقق المستقل كينيث ستار, حول فضيحة علاقته مع مونيكا لوينسكي المتدربة السابقة بالبيت الابيض بتشكيكهم بقوة تقرير ستار والاستناد اليه في اقالة الرئيس , بينما دعا حلفاء الرئيس من الديمقراطيين للتصويت على توبيخه بدلا من الاقالة عقابا له على دوره في الفضيحة, فيما أعلن البيت الابيض امس ان كلينتون لم يقرأ تقرير ستار ولن يستقيل. وبدد السيناتور الجمهوري نيوت جينجريتش رئيس مجلس النواب شبح الاقالة الذي يطارد كلينتون منذ نشر تفاصيل تقرير ستار المخزية والبذيئة ــ حسب وصف النواب الامريكيين ــ وقال جينجريتش ان كلينتون بحاجة لفرصة للدفاع عن نفسه, والكونجرس بحاجة لمرحلة لفحص أدلة ستار. وخرج نائب الرئيس الامريكي البرت جور عن صمته مدافعا عن كلينتون مستبعدا ان يشكل تقرير ستار اساسا كافيا لإقالة الرئيس, وفي أول موقف علني لزعيم ديمقراطي بعد نشر التقرير, اعتبر ديفيد بونيور زعيم الاقلية الديمقراطية بمجلس النواب انه من غير المقبول عدم فعل شيء مشيرا إلى ان توبيخا علنيا للرئيس قد يكون أمرا ممكنا. وفي تصريحات مماثلة لشبكة إن بي سي الامريكية اعتبر الزعيم الديمقراطي فيك فوزيو ان هناك طرقا اخرى غير الاقالة يعبر بها الكونجرس عن استيائه من تصرف الرئيس. وكان السيناتور الديمقراطي جوزيف ليبرمان قد اقترح بداية الشهر الحالي اتخاذ اجراءات توبيخ علنية. وكشف خبراء ومحلفون ومحققون سابقون عن ثغرات قانونية في تقرير ستار وقال بروك انيتت المدعي العام السابق في قضية ايران كونترا جيت انه صدم لمدى ضعف وتهاوي التقرير قانونيا معتبرا انه مثير للشفقة ومحزن معا. ودافع نائب جمهوري باستماتة عن كلينتون داعيا الى عدم التهويل من شأن فضيحته مذكرا بكذب الرئيسين الامريكيين ليندون جونسون في نهاية الستينات بشأن حرب فيتنام, ورونالد ريجان بشأن فضيحة ايران كونترا ومع ذلك لم تتم مساءلتهما أو اقالتهما. ويستعد الكونجرس لفتح الغرفة السرية المحصنة لوثائق قضية كلينتون يوم 28 سبتمبر الجاري. وخاطب جيجريتش تجمعا انتخابيا من الجمهوريين مؤكدا على ضرورة التريث وعدم الحكم على كلينتون, قبل منحه فرصة كافية للدفاع عن نفسه, معربا عن اشمئزازه من التفاصيل المزرية في تقرير ستار, الا انه اعتبر نشرها امرا طيبا ليشارك الامريكيون نوابهم في الاطلاع على نفس المعلومات. وأعرب آل جور عن دعمه لكلينتون قائلا: (منذ حوالي ست سنوات تقريبا, عملت الى جانب هذا الرئيس عندما كان يقودنا الى ازدهار لا سابق له) . وأضاف: (لقد حققنا تقدما مذهلا في ظل قيادته) معربا عن امله في (الاستمرار في العمل معه) . ودعا السيناتور الجمهوري ترمنيت لوت زعيم الاغلبية بالكونجرس الرئيس كلينتون إلى تقديم المزيد من ادلة الدفاع مستبعدا وجود ازمة دستورية في امريكا. ودافع السيناتور الجمهوري روبرت ويكسلر من فلوريدا عن كلينتون وقال: دعونا لا نهول الامر, الرئيس لم يفعل ما فعله (الرئيس الجمهورى السابق ليندون جونسون فى الستينات عندما كذب بشأن حرب فيتنام ولم يقترف ما يحتمل أن الرئيس الجمهورى السابق رونالد ريجان اقترفه فى الثمانينات عندما كذب بشأن الرهائن والاسلحة (فى فضيحة ايران كونترا الشهيرة) فقد كذب الرئيس كلينتون بشأن خيانة زوجية فى نهاية الامر) . ويضيف نائب جمهورى اخر طلب مكتبه عدم ذكر اسمه أنه اذا انتهى المطاف بأن كل الاتهامات الموجهة للرئيس كلها قائمة على اخفاء علاقته بلوينسكى فانه يشك بقوة فى أن تقرير ستار سيشكل مبررا كافيا لبدء عملية توجيه المساءلة للرئيس كلينتون. ويؤيد النائب الجمهورى مارك ادوارد المعروف بأنه زعيم أكثر الاجنحة اليمينية تشددا فى الحزب الجمهورى هذا الموقف قائلا (المعايير اللازمة لتوجيه المساءلة معقدة للغاية, ويجب أن تكون هناك قضية دامغة وليست مجرد مواجهة حزبية) ويتفق معه النائب الديمقراطى تشاكا فاتاه قائلا (الادلة أضعف من أن تكفل توجيه المساءلة للرئيس, والتقرير يثير تساولات حول دوافع ستار) الحقيقية. وكشف محققون سابقون عن ثغرات قانونية في تقريرستار مؤكدين افتقاره لأدلة قوية على حنث كلينتون باليمين تحت القسم, فهو لم يحرض ولم يتفق مع مونيكا على الكذب بشأن علاقتهما. من جهة أخرى صرح جون بوديستا الامين العام المساعد للبيت الابيض بأن الرئيس الامريكي بيل كلينتون لم يقرأ تقرير المحقق المستقل كينيث ستار بشأن قضية مونيكا لوينسكي, مؤكدا ان الرئيس لا يفكر في الاستقالة. وفي تصريحات لشبكة سي ان ان الاخبارية الامريكية قال بوديستا ان الرئيس يريد فقط ان ينكب على عمله وانه أدرك فعلا فداحة ما حدث واعتذر عن ذلك معتبرا ان التوقف مطولا عند ادعاءات ورواية ستار لما حدث ليس مغيرا. وأقر بوديستا ان الرئيس خدعه وخدع الشعب الامريكي وانه تحمل مسؤولية فعلته مشيرا الى ان الرئيس لن يستقيل ويجب الا يستقيل قائلا انه يعرف كلينتون وانه رجل محترم. ومن جانبهم قضى اعضاء اللجنة القضائية بمجلس النواب (37 نائبا) عطلة نهاية الاسبوع في مراجعة تقرير ستار, تأهبا لفتح غرفة الوثائق يوم 28 سبتمبر الحالي. ونشرت صحيفة (الصنداي تايمز) في عددها امس اجندة يقترحها كلينتون على نائبه آل جور حال تسلمه مهام الرئاسة. تضمنت الاخيرة تهنئة من كلينتون لآل جور بتسليمه البيت الابيض منه وطرح عليه عدة قضايا ملحة للتعامل معها بينها معالجة الازمات الاقتصادية في آسيا والحيلولة دون تأثيرها على الاقتصاد الامريكي. كما تضمنت معالجة قضايا الارهاب والازمة الروسية, والكونجرس والطريق الثالث الذي يطرحه توني بلير ــ الوكالات

Email