طالبان تواصل زحفها في باميان: طهران تتعهد بالثأر لمقتل الدبلوماسيين، انباء عن هبوط طائرات ايرانية وسط افغانستان

ت + ت - الحجم الطبيعي

توعدت طهران امس حركة طالبان الافغانية بالثأر للدبلوماسيين الايرانيين الذين قتلوا في مزار شريف مؤكدة أنها ستعاقب المسؤولين عن مقتلهم ولن تلجأ لاتخاذ قرار متسرع بهذا الشأن رغم تصاعد حدة الغضب ضد طالبان. وفيما تضاربت الأنباء عن هبوط طائرات ايرانية في اقليم باميان وسط افغانستان واصلت قوات طالبان زحفها في الاقليم الذي يعد معقلا للمعارضة الافغانية الموالية لايران . وفي حين طالبت ايران مجلس الامن الدولي باتخاذ اجراء عاجل ضد حركة طالبان استنكر المجلس مقتل الدبلوماسيين الايرانيين ودعا إلى التحقيق في الحادث ومحاكمة المسؤولين عنه وسط تصاعد الانتقادات الدولية لمقتلهم ورفض باكستان الاتهامات الايرانية التي تحمل اسلام آباد المسؤولية عن مقتل دبلوماسييها. واعلن رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الايراني هاشمي رفسنجاني امس ان ايران (ستثأر) لقيام حركة طالبان بقتل دبلوماسييها في افغانستان الا انها (لن تتخذ اي قرار متسرع) . واضاف رفسنجاني في خطبة الجمعة التي القاها امام حشد من المصلين في جامعة طهران (لا يمكننا ان نسكت عن امر من هذا النوع) . واضاف الرئيس الايراني السابق (اعدكم باننا سنثأر لاستشهاد ابنائنا. وسترون باننا سنتحرك في الوقت المناسب) . واكد رفسنجاني ان بلاده لن تتخذ اي (قرار متسرع) . وقال (سنتحرك وفق خطط محددة وبأهداف محددة) مضيفا (لن يؤثر ذلك فينا ولن نتحرك في فورة غضب) . وفي غضون ذلك اعلن الحرس الثوري الايراني انه (سيعاقب) المسؤولين عن مقتل دبلوماسيين ايرانيين اذا لم تنفذ طالبان وباكستان مطالب ايران. ومن جهته اعلن الرئيس الايراني محمد خاتمي امس انه يريد (المضي حتى النهاية) في قضية الدبلوماسيين الايرانيين الذين قتلوا في افغانستان على الصعيدين الداخلي والدولي. ونقلت وكالة الانباء الايرانية عن الرئيس الايراني قوله ان (مقتل الممثلين الايرانيين هو نتيجة عنف طالبان) . واضاف ان (ايران مصممة على المضي حتى النهاية لجلاء هذه الكارثة الانسانية أكان على الصعيد الداخلي او الصعيد الدولي) . ووصف الرئيس خاتمي حركة طالبان بانها (محدودة الفكر وغير منطقية ومتهورة) . وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي تصاعدت فيه مظاهر الغضب في الشارع الايراني بشأن مقتل الدبلوماسيين حيث تظاهر العشرات من الرجال والنساء في صلاة الجمعة امس في جامعة طهران احتجاجاً على الحادث, الذي اعلن الحداد ثلاثة ايام عليهم ابتداء من اليوم. كما اعلنت الخارجية الايرانية عن نجاة اثنين من الدبلوماسيين الذين كانت تحتجزهم طالبان. وعلى جانب التحركات العسكرية صرحت مصادر في اسلام آباد في باكستان ان طائرات ايرانية حطت امس في مطار مدينة باميان (وسط افغانستان) التي باتت في مرمى مدفعية قوات طالبان التي تواصل تقدمها. ولم توضح المصادر عدد أو طراز الطائرات الايرانية التي افادت بأنها هبطت ليل الخميس الجمعة. إلا أن حزب الوحدة الافغاني الموالي لايران والذي يسيطر على باميان نفى أمس ان تكون طائرات ايرانية قد حطت في مطار المدينة. واعلن بهرام الناطق باسم حزب الوحدة ان لدى فصيله ما يكفيه من القوات للدفاع عن المدينة ووقف زحف حركة طالبان. واوضح بهرام في اتصال هاتفي من باميان ان ذلك (كذب, لم تحط اي طائرة ايرانية) مضيفا ان المطار ليس على مرمى مدفعية قوات الطالبان التي توجد على بعد 30 كلم من المدينة. واكد المتحدث ان المنطقة شهدت معارك عنيفة بين قوات الطالبان وقوات حزب الوحدة وان اقليم سيجان وضواحيه قد سقط بايدي طالبان. وقال ان السكان حملوا السلاح للدفاع عن المدينة. وعلى الصعيد نفسه نقلت وكالة الانباء الافغانية التي اتخذت مقرا لها في بيشاور (باكستان) عن ناطق باسم الطالبان ان حركته وصلت امس على مسافة 10 كلم من باميان . وقال المتحدث ان قوات الطالبان تقوم بنزع الالغام في المنطقة واضاف ان قوات حزب الوحدة قامت بتفجير اجزاء من الجبال لعرقلة تقدم الطالبان وزرعت الالغام في المنطقة. واضافت الوكالة ان طائرة مروحية غادرت مطار باميان فجر امس في اتجاه غير محدد مشيرة الى احتمال ان تكون اقلت مسؤولين من حزب الوحدة. وافادت الوكالة ان بعض سكان المدينة لجأوا الى الجبال هربا من قصف مدفعية حركة الطالبان. وعلى الجانب الدبلوماسي اجرى وزير الخارجية الايراني كمال خرازي امس مكالمة هاتفية مع امين عام الامم المتحدة كوفي عنان. وحث عنان على ابلاغ مجلس الامن الدولي بما يمكن بذله من جهود ووسائل من اجل (منع المذابح والمجازر الاثنية التي تقوم بها قوات طالبان ضد الجماعات الافغانية الاخرى) . وكان مجلس الأمن قد استنكر الليلة قبل الماضية مقتل الدبلوماسيين الايرانيين. وفي بيان ادلى به للصحافة وصف السفير هانز دالجرين رئيس مجلس الامن هذا الحادث بأنه عمل بشع وانتهاك للقانون الدولي. وقد دعا المجلس الى اجراء تحقيق في هذه الجرائم حتى يمكن تقديم المسؤولين عنه للمحاكمة. وقال رئيس المجلس اعضاء مجلس الامن رحبوا بالخطط الجارية من اجل ارسال بعثة لتقصي الحقائق تضم ممثلين عن ايران وباكستان والامم المتحدة. ومن جانبها ادانت فرنسا امس (بشدة) اغتيال الدبلوماسيين الايرانيين والذين تهدد ايران بالانتقام لهم ودعت باريس الطرفين الى (التحلي بضبط النفس وبروح المسؤولية) . وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية آن جازو ــ سيكرية (ندين بشدة هذه الاغتيالات. ونحن نتفهم الصدمة التي اصيبت بها السلطات الايرانية ونشاطر عائلات الضحايا آلامهم. ان قتل هؤلاء الدبلوماسيين يشكل انتهاكا غير مقبول لمعاهدة فيينا (التي تحدد العلاقات الدبلوماسية بين الدول) وللقانون الدولي بصفة عامة) . كما ادانت تركيا في الوقت نفسه الحادث في رسالة تعزية بعثت بها إلى الرئيس الايراني واعربت الصين عن قلقها للحادث وتأثيره على مسيرة الحرب الدائرة هناك. من جانبها ابدت الحكومة الباكستانية امس اسفها لبيان وزارة الخارجية الايرانية الذى حملها مسؤولية مقتل الدبلوماسيين الايرانيين. وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية ان بلاده ترفض هذه الاتهامات وتستغرب كيف تتحمل مسؤولية حادث وقع فى دولة ثالثة وفى الوقت نفسه ادانت بشدة قتل الدبلوماسيين. واعربت الحكومة الباكستانية عن املها فى ان يتم القبض على الجناة ومعاقبتهم. ــ الوكالات

Email