الدوما يرجىء التصويت الى الاثنين: تشيرنوميردين يطرح برنامج انقاذ ديكتاتوريا،الكرملين يعرض صفقة معدلة للشراكة في السلطة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أرجأ مجلس النواب الروسي أمس التصويت الثاني على تعيين رئيس الوزراء فيكتور تشيرنوميردين الى بعد غد الاثنين, ووافق الزعماء الشيوعيون وقادة الدوما على محادثات طاولة مستديرة مع الرئيس بوريس يلتسين تسبق التصويت , في محاولة اخيرة لنزع فتيل مواجهة بين الدوما والكرملين, بعد ان قدم الكرملين وثيقة معدلة للشراكة في السلطة لتمرير تعيين تشيرنوميردين الذي عرض أمس برنامج انقاذ ديكتاتوريا لتحقيق استقرار الاوضاع المالية في روسيا للحيلولة دون انهيار شامل للاقتصاد. ولقي تشيرنوميردين أمس دعماً معنوياً من المجلس الاتحادي بالبرلمان حيث اظهر التصويت تأييد ترشيحه بأغلبية كبيرة. وقال المكتب الصحفي للرئاسة الروسية انه تقرر اجراء محادثات مائدة مستديرة تضم زعماء مجلسي البرلمان والرئيس بوريس يلتسين يوم الاثنين. وابلغ متحدث رويترز ان الاجتماع الذي يريد يلتسين ان يتم خلاله بحث الازمة السياسية والاقتصادية في روسيا سيعقد في الكرملين لكنه لم يعط تفاصيل اخرى وارجأ مجلس النواب (الدوما) في وقت سابق تصويتا كان مقررا أمس على تعيين رئيس جديد للوزراء حتي وقت متأخر من يوم الاثنين ليسمح بانعقاد المحادثات. وكان يلتسين رشح حليفه القديم فيكتور تشيرنوميردين رئيسا للحكومة الشهر الماضي وسط اشارات على انهيار اقتصادي وشيك لكن مجلس الدوما الذي يقوده الشيوعيون رفض الاثنين الماضي التصديق على تعيين تشيرنوميردين. وقال تشيرنوميردين انه سيبدأ تشكيل حكومة جديدة على اية حال وطرح في وقت سابق أمس مجموعة من اجراءات مواجهة الازمة. وتبنى المجلس الاتحادي وهو المجلس الاعلى للبرلمان قرارا أمس يؤيد اختيار تشيرنوميردين رئيسا للحكومة لكن جينادي سيليزنيوف رئيس الدوما قال ان يلتسين اقترح عقد اجتماع مائدة مستديرة لمجلسي البرلمان والكرملين لايجاد مخرج من الازمة. واذا رفض الدوما المرشح الذي اختاره يلتسين سواء كان تشيرنوميردين او غيره ثلاث مرات متتالية يكون للرئيس الحق في حل المجلس والدعوة لاجراء انتخابات مبكرة واشارت المعارضة في الدوما الى انها ربما تقبل مرشحا اخر. وافادت وكالة انترفاكس للانباء أن يلتسين واثق من صواب اختياره لفيكتور تشيرنوميردين رئيسا لوزراء روسيا وسيتمسك به حتى في وجه المعارضة البرلمانية. ونقلت الوكالة عن مصدر بالكرملين قوله (اذا صوت الدوما ضد يلتسين للمرة الثانية فسيكون الرئيس مستعدا لتقديمه للمرة الثالثة كرئيس لمجلس الوزراء) . وقال المصدر ان ثقة يلتسين زادت بعد ان ساند المجلس الاتحادي وهو المجلس الاعلى للبرلمان تشيرنوميردين أمس. ورغم الاهمية المعنوية لتصويت المجلس الاتحادي الا ان ثقله القانوني معدوم في عملية التصديق على اختيار رئيس الوزراء المعين. واعلن تشيرنوميردين ان الرئيس بوريس يلتسين وافق على الحد من صلاحياته بشأن تشكيل الحكومة وذلك في مشاريع تعديلات نقلت أمس الى مجلس الدوما, كما اوردت وكالة ايتار ــ تاس. وادلى رئيس الوزراء بتصريحه امام مجلس الاتحاد وتتناول التعديلات المقترحة آلية التنسيق بين الترشيحات لتشكيل الحكومة وتعزيز سلطات بعض الوزراء, بحسب ما افاد تشيرنوميردين الذي لم يعط تفاصيل اضافية. وقال تشيرنوميردين في خطاب أمام المجلس الاتحادي ان الاقتراحات الجذرية التي يطرحها لتحقيق استقرار الاوضاع المالية الروسية ربما تكون السبيل الوحيد للحيلولة دون انهيار الاقتصاد الروسي على نحو كامل. ولن يتمكن تشرنوميردين من طرح جميع المقترحات الا بعد موافقة مجلس النواب (الدوما) الذي تسيطر عليه المعارضة على تعيينه رئيسا للوزراء. وقال ان روسيا في سبيلها الى تطبيق برنامج (ديكتاتورية اقتصادية) ابتداء من يناير المقبل. ودعا تشرنوميردين الى ربط الروبل عملة روسيا المتعثرة باحتياطيات الذهب والنقد الاجنبي رغم ان البلاد ربما تواجه تضخما في أول الامر وطالب بزيادة احتياطيات البنك المركزي وتقييد اصدار النقود بغرض تمويل الحكومة. وقال (سترتفع الاسعار في تلك المرحلة بالطبع ولكن بهذه الطريقة سيكون كل روبل مدعوما بالذهب والنقد الاجنبي وبمعنى اخر سيستقر سعرالصرف على نحو مضمون) الا انه لم يكن من الواضح ما اذا كان يعني باقتراحه تحويل وضع العملة الى النمط الارجنتيني. وطالب تشرنوميردين باقرار ضريبة ثابتة على الدخل 20 في المئة تفرض على الجميع فيما عدا المواطنين الذين يعانون من اقسى انواع الفقر بدلا من النظام الضريبي القائم الذي ينقسم الى شرائح ويفرض ضريبة 35 في المئة على أعلى الشرائح. ونادى بدعم النظام المصرفي لحماية المستهلكين وتطبيق قواعد الافلاس على نحو جاد واستيلاء الدولة على الشركات التي لاتدفع الضرائب. ودعا الى احتكار الدولة لانتاج المواد الكحولية ودعم المنتجين المحليين واعطاء الاولوية للسلع والخدمات المحلية ومنح اعفاءات ضريبية للانتاج الجديد فضلا عن توحيد ضريبة الاراضي بدلا من فرض مجموعة مختلفة من الضرائب. ــ الوكالات

Email