استعدادات باكستانية لاجراء تجربة نووية جديدة خلال يومين: باكستان تطلق صاروخا طويل المدى برأس نووي، مجلس الامن يندد بالتجارب دون فرض عقوبات

ت + ت - الحجم الطبيعي

سرّعت باكستان عجلة تسليحها النووي, وأطلقت صباح امس صاروخا طويل المدى في تجربة ناجحة, واعطته اسم (شاهين) مداه 2500 كم قادر على حمل رأس نووي . واعلنت اسلام اباد على لسان وزير الخارجية جوهر ايوب خان انها تمتلك اسلحة نووية, وتعهد برد انتقامي يتسم بالعنف على اي هجوم من جانب الدولة المجاورة, تلميحا الى الهند. ورصدت اقمار التجسس الصناعية الامريكية استعدادات لاجراء تجربة نووية باكستانية جديدة تتم خلال يومين, فيما ذكرت مصادر وثيقة الصلة بمسؤولي البرنامج النووي الباكستاني ان الخبراء الباكستانيين اجروا تجربتين نوويتين حراريتين نهار امس في موقع التفجيرات الخمسة بصحراء شاجاي في منطقة بلوشستان. واستمرت احتفالات الباكستانيين امس في اسلام اباد وكراتشي بعد صلاة الجمعة, ابتهاجا بالتجارب النووية الخمسة, وعقدت الجماعة الاسلامية اكبر الاحزاب الاسلامية في باكستان مؤتمرا حاشدا في كراتشي اعلن زعماؤه الحضور ان (الله وحده هو الذي ساعد باكستان في صنع الاسلحة النووية) . ودخلت اسرائيل على خط الصراع النووي الهندي الباكستاني, واكدت مصادر باكستانية مسؤولة ان ست طائرات حربية اسرائيلية محملة بالصواريخ تقف على أهبة الاستعداد في احدى القواعد الجوية الهندية باقليم جامو وكشمير, استعدادا لتوجيه ضربة للمنشآت النووية الباكستانية. وفي سياق احتواء موجة التنديد الدولي التي تتزعمها الولايات المتحدة الامريكية اقترحت باكستان صيغة لتعاون كل دول العالم لضمان السلام في جنوب اسيا وشبه القارة الهندية. وعقب اول اجتماع لمجلس الوزراء بعد التفجيرات اعرب نواز شريف عن تقدير بلاده لجميع الدول التي عبرت عن تعاطفها مع باكستان وللدعم المعنوي الذي تلقته وابدى المجلس تقديره لسياسة التقشف التي بدأها نواز شريف بنفسه بانتقاله الى مكتب بسيط. واطلع شمشهاد احمد سكرتير الخارجية السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية الاجنبية على موقف بلاده مؤكدا ان باكستان تخطت عتبة النادي الدولي النووي باحساس كبير بالمسؤولية لاستعادة التوازن الاستراتيجي, وبهدف الدفاع القومي وقال ان اسلام اباد لن تستخدم النووي ابدا لاغراض هجومية. وألمح الى ان اسلام اباد تفكر جديا في دعوة وزراء خارجية الدول الاسلامية لعقد مؤتمر طارىء في العاصمة الباكستانية لاظهار تضامن ودعم دولهم لباكستان. وفي جنيف اتهم المندوب الباكستاني لدى الامم المتحدة واشنطن باعطاء الضوء الاخضر للهند لاجراء تجاربها النووية الخمسة. وفي نيودلهي جدد رئيس الوزراء اتال بهاري فاجبايي استعداد الهند للدخول في حوار مع باكستان محذرا في نفس الوقت من أي محاولة باكستانية للاستيلاء على كشمير عسكريا, الا انه اكد في وقت سابق ان الهند لاتريد شرا بباكستان قائلا: اريد ان ابدد اي شكوك بوجود نية لدينا في تدمير باكستان. وزعم وزير الدفاع الهندي جورج فرنانديز ان مراكز الرصد الهندية سجلت تفجيرا نوويا باكستانيا واحدا, مؤكدا ان حكومته توقعت هذه التفجيرات ووضعتها في تخطيطها للاستراتيجية الدفاعية. وفي نيويورك ندد مجلس الامن بشدة في بيان رئاسي بالتجارب النووية التي اجرتها اسلام اباد وحث كلا من الهند وباكستان على الامتناع عن أية تجارب اخرى مؤكدا على الاهمية الحاسمة لمعاهدة عدم الانتشار النووي, لكن الدول الاعضاء امتنعت عن اقرار عقوبات على باكستان, اقترحتها الولايات المتحدة ورفضتها الصين وروسيا والدول الاوروبية. وحذر البيت الابيض كلا من الهند وباكستان من الانعكاسات السلبية لتجاربهما. ونفى مايكل مكورى الاتهامات الباكستانية للهند بالاعداد لمهاجمة منشآتها النووية وقال ان المسؤولين الامريكيين لم يعثروا على اي اساس لهذه المعلومات. وكثفت الدول الغربية تحركاتها للرد على تفجيرات الهند وباكستان على ثلاثة اصعدة هي مجلس الامن والاتحاد الاوروبي, ومجموعة الثماني للدول الصناعية الكبرى. فيما تواصلت ردود الافعال من جانب اطراف المجتمع الدولي فرادى وجماعات ضد تفجيرات باكستان. واذ اتسم رد فعل استراليا بعصبية تمثلت في سحب سفيرها من اسلام اباد وطرد وفد برلماني باكستاني زائر من اراضيها علاوة على اتخاذ مجموعة تدابير عقابية, حذت بريطانيا نفس الحذو باستدعاء سفيرها في وقت تراجعت المانيا عن فرض اية عقوبات بحجة ان مردود ذلك سيتحمله المواطن الباكستاني الفقير. على الناحية الاخرى اختلطت مشاعر الفرحة بالاحباط في العالم العربي الذي هلل لدخول باكستان النادي النووي الدولي بوصفها اول دولة اسلامية تنجح في ذلك بينما هناك عجز عربي في مواجهة او مجاراة اسرائيل بامتلاك سلاح نووي. ووجهت واشنطن رسائل احتجاج شديدة اللهجة الى نيودلهي واسلام اباد تطالبهما بتجنب المزيد من تصعيد التوتر. وذكر مكوري ان بيل كلينتون تحدث هاتفيا مع الرئيس الصيني جيانج زيمين لبحث سبل تخفيف التوتر في شبه القارة الهندية. وأعربت دول الاتحاد الاوروبي الخمس عشرة في بيان مشترك أصدرته امس عن (الاستياء وخيبة الامل من تجارب باكستان النووية) . وفي الوقت نفسه أدان بيان الاتحاد التفجيرات النووية الهندية التي تمت منذ أسبوعين وحث اسلام أباد ونيودلهي على الدخول في حوار لمعالجة جذور التوتر بينهما. وفي بيان اخر منفصل بثته وكالة الانباء الالمانية عبرت المفوضية الاوروبية عن خيبة الامل تجاه التفجيرات الباكستانية بالرغم من النداءات المتكررة بضبط النفس التي وجهت الى اسلام أباد من المجتمع الدولي. وحثت المفوضية كلا من باكستان والهند على عدم الاندفاع الى سباق للتسلح0كما حثتهما على توقيع معاهدة حظر التجارب النووية بدون شروط وأن تتعهدا بعدم تجميع الاجهزة النووية أو نشرها. من ناحية اخرى تجري الحكومة البريطانية مشاورات مفصلة مع شركائها الاوروبيين بشأن التفجيرات النووية التي اجريت في باكستان يوم امس. صرح بذلك روبن كوك وزير الخارجية البريطاني وقال ان هدف بلاده هو الضغط على كل من الهند وباكستان للالتزام بالنظام الدولي بعدم انتشار الاسلحة النووية وعدم اجراء تجارب بالاضافة الى اللجوء الى حوار يتناول الخلافات بينهما مشيرا الى ان التفجيرات النووية زادت من حدة التوتر وقد حان الوقت لبناء الثقة بين الهند وباكستان. واكد ان المجتمع الدولي عازم على ابلاغ هذه الرسالة وقال ان بلاده قررت سحب المفوض السامي البريطاني من اسلام اباد لاجراء مشاورات. وأشار الى ان مجلس الشؤون العامة للاتحاد الاوروبي قرر في اجتماعه يوم الاثنين الماضي ان تعمل الدول الاعضاء على تأخير النظر في القروض الممنوحة من المؤسسات المالية للهند وتوقع فرض اجراءات مماثلة على باكستان. وصرح المتحدث الرسمى باسم الخارجية الروسية فاليرى نيستيروشكين بأن موسكو تهيب بالمجتمع الدولي بأن يقدم المساعدة الى الهند وباكستان لاحياء الحوار السياسى فيما بينهما. وقال المتحدث ان التجارب النووية التى أجرتها دلهى وإسلام أباد سوف تزيد التوتر في جنوب أسيا وستلحق الضرر بالتوازن الهش الذي ساد العالم بعد فرض حظر اجراء التجارب النووية في العالم. وفي باريس قالت وزارة الخارجية الفرنسية ان المسؤولين الفرنسيين سيعقدون مباحثات خلال الايام القليلة المقبلة مع مسؤولين باكستانيين وهنود للاعراب عن معارضة فرنسا واستنكارها لاجراء التفجيرات النووية. وقال المتحدث باسم الوزارة ان جازو سيكريه فى ايجاز صحفى ان وزير الخارجية الفرنسى هوبير فيدرين سيجتمع يوم الثلاثاء المقبل مع وزير الخارجية الهندى بالوكالة ومستشار رئيس الحكومة الهندية براجيش ميشرا وسيبحث معه تطورات التوتر الناجم عن قيام الهند وباكستان باجراء تجارب. وقال متحدث باسم كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة ان عنان لا ينوي السفر الى جنوب آسيا في مسعى شخصي لتسوية الازمة الناجمة عن التفجيرات النووية الهندية والباكستانية. وعندما سئل المتحدث فريد ايكهارد عن احتمال القيام بهذه الزيارة رد قائلا (لا00 لا اعتقد انه سيسافر الى هناك) . ومضي يقول (ذكرنا امس استعداده وهو عرض دائم من جانبه بالنسبة لاي منطقة صراع في العالم للقيام بمساعيه الحميدة. ولكنه ليست لديه مبادرة معينة لجنوب اسيا في الوقت الحالي) . وأعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي عن (أسفه الشديد) لقيام باكستان بخمس تجارب نووية تحت الأرض ردا على التجارب النووية المماثلة التي أجرتها الهند في وقت سابق. الصاروخ حتف 1

Email