تقرير اخباري: ثروتها 40 مليار دولار: أسرة سوهارتو حولت اندونيسيا الى شركة استثمارات عائلية

ت + ت - الحجم الطبيعي

كبيت من رمال انهارت فترة حكم الرئيس الاندونيسي سوهارتو, بعد 32 عاما, ومثلما جاءت به القلاقل ومذابح عام 1965 بعد الاطاحة بالزعيم الراحل وبطل الاستقلال, اطاحت به عواصف احتجاج شعبي تزعمها طلبة الجامعات, وقفز على موجتها قادة المعارضة . وطوي ايام سوهارتو الاخيرة بعد ابتلاعه دواء صندوق النقد الدولي المر, صفحة بطولاته وأمجاده كقائد لمسيرة التحديث وجعل اندونيسيا أحد النمور الاسيوية لحين غرقها في ازمة انهيار البورصات الآسيوية. ولم يتبق في ذاكرة الشعب الاندونيسي سوى حكايات ثروة ابنائه الستة المتربعين على قائمة اغنى اثرياء العالم, بامتلاكهم ثروة تقارب اربعين مليار دولار. ويساوي هذا المبلغ الاموال التي قررت الاسرة الدولية تخصيصها لاندونيسيا من اجل انقاذ اقتصادها المتداعي حاليا بعد ان ادى الى ثراء العائلة الحاكمة. وقد نفى الرئيس سوهارتو لاول مرة, الاسبوع الماضي, الانباء التي نشرتها قبل عدة اشهر مجلة (فوربس) الامريكية ناسبة اليه ثروة تبلغ 16 مليار دولار وواضعة اسمه في مرتبة جيدة في فئة (ملوك وملكات وطغاة) . اما مصدر هذه الثروة فانه يحدد بتعبير (استثمارات) . الى ذلك فان اولاد سوهارتو (في منأى عن العوز والحاجة) لا سيما وان ثرواتهم, التي هي اكثر تعقيدا وتطورا من مجرد حسابات رقمية في دول تعتبر جنات ضرائبية, منثورة هنا وهناك في جميع ارجاء المعمورة في شركات مختلفة النشاطات. فابنة سوهارتو الكبرى ستي هاردييانتي "توتوت" روكمانا البالغة التاسعة والاربعين والتي كان يعتقد حتى الاسبوع الماضي ان لها مستقبلا سياسيا, تسيطر على 32% من بنك آسيا المركزي وهو اهم مصرف خاص في البلاد كان رأسماله في 1996 حوالي ,1 1 مليار دولار. وتزامن مع استقالة سوهارتو حذف احد أهم مجلات هونج كونج اسمه من قائمة أهم الشخصيات الآسيوية للعام الحالي, والتي احتل الموقع الاول في قائمتها للعام الماضي. ولكن مصالحها الرئيسية هي في الطرقات السريعة التي تستوفي رسوما من مستخدميها, وفي شبكات السكك الحديد ومحطات توليد الكهرباء واستغلال قصب السكر (20 الف هكتار في تيمور الشرقية) وشبكتي تلفزيون خاصتين. اما الابن الاكبر هارجوجودانتو (46 سنة) فانه يمتلك هو ايضا, وعلى غرار شقيقته الكبرى, 32% من رأسمال بنك آسيا المركزي. وله كذلك مصالح في القطاع المصرفي مع شركاء اخرين. ويسيطر بامبانغ تريهاتمودجو (45 سنة) على قسم كبير من اسطول ناقلات الغاز المسيل الذي تعتبر اندونيسيا بين اوائل الدول المنتجة له في العالم. ويمتلك كذلك الغالبية او حصصا كبيرة في مصانع بتروكيميائية وفي فنادق ومحطات لتوليد الكهرباء بالاضافة الى شبكة تلفزيون خاصة. وتنشط ستي (تيتييك) هدياتي هيرايادين زوجة الجنرال برابوو سوبياتو القائد الاعلى للقوات الاستراتيجية, في قطاع العقارات وفي الاتصالات وفي زراعة النخيل واستثمار الغابات في سومطرة. وكان هوتومو ماندالا بوترا (طومي) (36 سنة) قد انشأ شركة احتكرت (كبش القرنفل) الذي تشكل اندونيسيا اول منتج ومستهلك عالمي له. وقد الغي هذا الاحتكار حاليا. وهو الى ذلك من عشاق الرياضات الميكانيكية وقد اشترى شركة لمبورغيني التي كانت مفلسة وبدأ بانتاج (السيارة الوطنية) . وانتاج (السيارة الوطنية) يعني استيراد سيارات من نوعية متدنية يتم جمعها في كوريا الجنوبية تحمل ماركة (تيمور) من دون دفع رسوم جمركية عليها وبيعها بنصف سعر سيارات مماثلة تجمع في اندونيسيا. وهو يهتم ايضا بالنقل البحري للنفط ومشتقاته وبالتنقيب عن النفط وبقطاع البناء. ــ ا.ف.ب

Email