المهدي يرسم صورة قاتمة عن السودان جميع المواقف سائلة وكل القضايا مدولة، فصل الجنوب لن يحقق طموح ابنائه

ت + ت - الحجم الطبيعي

رسم الصادق المهدي قطب المعارضة السودانية صورة قاتمة لحال السودان, وقال ان (المسألة السودانية) برمتها في حالة إنسيال, ففي الداخل فقدت البلاد مقومات التماسك اذ عجزت الحكومة عن تأكيد دورها كسلطة مركزية, وفقدت بعضا من اطراف الوطن واخفقت في توفير ضرورات الحياة الاساسية للمواطن واصبح لكل قوة سياسية ميليشيا مسلحة وباتت القبائل تتقاتل بأسلحة ثقيلة وجميع القضايا السودانية باتت مدولة. واعتبر المهدي وضع المعارضة في الخارج في حالة انسياب كذلك وقال ان مجموعة الايجاد فقدت هي الاخرى تماسكها ككتلة متوحدة فأثيوبيا واريتريا في مواجهة عسكرية وهناك خلافات داخل اصدقاء الايجاد. غير ان رئيس وزراء السودان السابق لم يبد متشائما وقال ان الوضع الحالي مجرد مخاض لميلاد جديد سيفرض نفسه في الوقت المناسب. وشدد على اهمية اجتماع هيئة قيادة المعارضة المرتقب نهاية الشهر الحالي في القاهرة. واوضح المهدي في حديث لـ (البيان) ان المواطن السوداني فقد الامل في اصلاح الحال تحت هذا النظام منذ زمن لكن الجديد ان الامل بات مفقودا في امكانية وقف التدهور في مجالات الحياة المختلفة. واضاف قائلا: ان النظام الحالي اصبح اكثر حرصا على تمرير مشروعه السياسي ولم يعد يحرص على وحدة البلاد بل هو يقدم تنازلات وراء التنازلات للتخلص من الجنوب في سبيل تحقيق برنامجه الخاص. واشار المهدي الى ان ما يدلل على ذلك ان حملة استفتاء الدستور مرت في صمت وفتور بينما علا الحديث عن استفتاء تقسيم السودان. وقال المهدي ان استفتاء الجنوب في ظل النظام الحالي سيؤدي حتما الى انفصال, واضاف ان الجنوب لا يملك مقومات الدولة المستقرة ولذلك فان الانفصال لن يحل كل المشاكل التي يعاني منها الجنوبيون, ورجح المهدي ان تغلب عناصر القلاقل على اسس الاستقرار في الجنوب على نحو يدفع جنوبيين مرة اخرى للمطالبة بالعودة الى الوحدة مع الشمال. واوضح رئيس وزراء السودان السابق ان النظر تجاه (المسألة السودانية) من الخارج لاتبعث كذلك على الارتياح, فالمعارضة امام تقاطع طرق ذلك ان الحديث عن قبول الحركة الشعبية بقيادة الدكتور جون قرنق باجراء استفتاء في ظل النظام الحالي يعني بالاضافة الى انفصال الجنوب حدوث صدع في تجمع المعارضة. واشار الى ان (حق تقرير المصير) مبدأ مقبول بجميع الاطراف السودانية غير ان تجمع المعارضة اشترط فترة انتقالية لضمان علاج الجراحات العالقة في وقت تتعجل الحكومة اجراء الاستفتاء في (غضون 18 شهرا) كما اعلن وزير الخارجية مصطفى اسماعيل. واضاف المهدي قائلا: ان المواجهة بين اريتريا واثيوبيا ستزيد من التوتر في القرن الافريقي مما ينعكس سلبا على كل القوى السياسية في المنطقة, وقال ان المعارضة السودانية جزء فاعل ومتحرك من هذه القوى في القرن الافريقي. وشدد المهدي على اهمية اجتماع قيادة المعارضة المرتقب في القاهرة واكد على ضروة اتخاذ مواقف موحدة وقاطعة تجاه القضايا التي تشغل بال عموم السودانيين. وردا على سؤال عن مشاركة قرنق في الاجتماع قال المهدي ان تخلف عن الحضور سيكون وراءه اسباب سياسية اكثر من اعتبارها مسائل لوجستية واعترف بان عدم مشاركة قرنق في اجتماع القاهرة سيترك ظلاا سلبية, كما انه يفرض على الفصائل الاخرى داخل التجمع مسؤوليات اكثر جسامة. كتب عمر العمر

Email