أحدثت هزة أرضية تجاوزت شدتها خمس درجات: الهند أجرت 3 تفجيرات نووية تحت الأرض

ت + ت - الحجم الطبيعي

فاجأت الهند العالم أمس باجراء ثلاثة تفجيرات نووية تجريبية تحت الارض تسببت في هزة أرضية تجاوزت خمس درجات بمقياس ريختر الأمر الذي أثار حفيظة واشنطن التي لوحت بفرض عقوبات واسعة على نيودلهي ودعت باكستان لضبط النفس . وفيما أدانت باكستان إقدام الهند على القيام بالتجارب النووية وأكدت على حقها في اتخاذ الاجراءات الملائمة أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أحقية الهند في اجراء مثل هذه التجارب طالما أنها لم توقع على الاتفاقيات الدولية للحد من انتشار الاسلحة النووية. وفي محاولة منها لاحتواء ردود الفعل الأولية على التفجيرات التي قامت بها أعلنت نيودلهي لاحقا أنها لا تزال تؤيد إزالة الاسلحة النووية بصورة تامة. وأعلن رئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي في مؤتمر صحفي أن بلاده أجرت امس ثلاث تجارب نووية تحت الارض في موقع بوخران التابع لولاية راجستان (550كم جنوب العاصمة نيودلهي) . وأوضح فاجبايي ان ثلاث عبوات استخدمت خلال هذه التجارب, الاولى انشطارية والثانية ذات قوة متدنية والثالثة حرارية ــ نووية, موضحا ان التجارب حققت اهدافها. واضاف (لم يحصل اي انبعاث اشعاعي في الجو. لقد كانت انفجارات في باطن الارض على غرار تجربة مايو 1974) . وهنأ فاجبايي (بحرارة العلماء والمهندسين الذي قاموا بهذه التجارب بنجاح) . وفي فرنسا أعلن مرصد الزلازل في ستراسبورج ان التجارب الثلاث النووية التي اجرتها الهند خلفت هزة تجاوزت قوتها قليلا الخمس درجات على مقياس ريختر. وظهرت الاشارات على مسجلات محطات المرصد الموزعة على كل الاراضي الفرنسية قرابة الساعة 10,20 بتوقيت جرينتش. واوضح مسؤول في المرصد ان (اشارة هذه الهزة شبيهة بالاشارة التي يخلفها الزلزال) . وفي واشنطن اعربت الادارة الامريكية عن (خيبة امل كبيرة) بسبب التجارب النووية الهندية مشددة على انها قد تفرض عقوبات واسعة النطاق على نيودلهي. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الامريكية ان (القانون يفرض على الولايات المتحدة اتخاذ عدد كبير من العقوبات) اذا تأكدت هذه التجارب. وصرح الناطق الرئاسي الامريكي مايكل ماكاري من جهته ان الولايات المتحدة مصابة (بخيبة امل كبيرة) جراء هذه التجارب النووية (التي تخالف جهود المجتمع الدولي للتوصل الى حظر شامل لهذه التجارب) . واوضح ان واشنطن ستتصل (مباشرة) بالحكومة الهندية في هذا الخصوص. وقال مسؤول آخر في وزارة الخارجية ان واشنطن ستتصل ايضا بالحكومة الباكستانية التي تقيم علاقات متوترة مع الهند لحضها على (ضبط النفس) في شبه القارة الهندية. وفي اسلام اباد أعلن وزير الخارجية الباكستاني ان دفاعات بلاده ستصبح منيعة بعد الانفجارات الثلاثة التي اجرتها الهند. ونقل جوهر ايوب خان عن رئيس الوزراء نواز شريف الموجود في الخارج قوله ان (رئيس الوزراء يؤكد لشعب باكستان ان دفاعات باكستان ستصبح دفاعات منيعة في مواجهة اي تهديد هندي سواء كان تقليديا او نوويا) . وقال خان امام مجلس الشيوخ بعد خمس ساعات من اجراء التجارب الهندية ان (باكستان تحتفظ بحقها في اتخاذ جميع الاجراءات المناسبة لضمان امنها) . وتابع ان الهند يجب ان تتحمل وحدها مسؤولية (توجيه ضربة قاتلة للجهود العالمية لمنع الانتشار النووي) . وتقول باكستان انها لن توقع معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية مالم توقع عليها الهند. وأضاف خان ان اعلان فاجبايي عن التجارب النووية الثلاث تحت الارض (لم يشكل مفاجأة بالنسبة الينا, فخلال السنوات الــ 24 الاخيرة لفتت باكستان باستمرار انتباه المجتمع الدولي الى تطلعات الهند النووية) في اشارة الى التجربة التي اجرتها نيودلهي في العام 1974. ومن جانبه قال الجنرال حميد جل رئيس المخابرات العسكرية الباكستانية السابق أن على بلاده الآن ان تبين قدرتها النووية مؤكدا إن كل الدول الاسلامية قد أصبحت أهدافا للطموح الهندي بداية من الخليج العربي الى المحيط. وعلى الصعيد نفسه قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية امس ان من حق الهند اجراء تجارب نووية لانها لم توقع على الاتفاقيات الدولية للحد من انتشار الاسلحة النووية. واضافت الوكالة انها لن تصدر حكما (نوعيا) على التفجيرات النووية الثلاثة التي أجرتها الهند في صحراء ولاية راجاستان الغربية. وقال متحدث باسم الوكالة (لا يمكن اتهام الهند بأنها نكثت بأي وعود لانها لم تعط أي وعود) . واضاف ان الهند فعلت شيئا سبق ان احتفظت بالحق في فعله. وفي أعقاب ذلك قالت الحكومة الهندية ان التفجيرات النووية التي أجرتها تثبت أن لديها القدرة على صنع اسلحة نووية الا أنها لوحت بغصن زيتون مؤكدة تأييدها للتحركات الرامية الى نزع السلاح النووي على مستوى العالم. ـ الوكالات

Email