أولبرايت تمدد اجتماعها مع نتانياهو وعرفات: محادثات لندن لا انفراج ولا نتائج ملموسة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تضاربت التصريحات بشأن نتائج محادثات لندن للسلام في الشرق الاوسط التي عقدت امس وعزز من غموض النتائج تمديد وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت لاجتماعها مع رئيس الوزراء الاسرائىلي بنيامين نتانياهو وعقدها اجتماعا ثانيا معه في وقت متأخر مساء امس لم يكن مقررا . كما طلبت من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات البقاء في لندن 24 ساعة اخرى لاستكمال المحادثات في الوقت الذي اكد فيه وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث ان عرفات واولبرايت سيلتقيان مرة ثانية بعد لقائهما الثاني مع نتانياهو مرجحا استمرار الاجتماعات اليوم. كما اكد ذلك ايضا مسؤول امريكي في لندن. وعلى عكس ما كان متوقعا ابدت اولبرايت ونتانياهو تفاؤلا بشأن النتائج النهائية للمحادثات, فيما قلل مسؤولان كبيران امريكي واسرائيلي من النتائج المتوقعة. جاء ذلك في الوقت الذي حذر فيه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من فوضى شاملة في الشرق الاوسط حال فشل المفاوضات. واعلنت مصر على لسان وزير خارجيتها انها لا تستبعد عقد قمة عربية موسعة لبحث عملية السلام معربة عن تشاؤمها من نجاح اجتماعات لندن. وقال عرفات عقب اجتماعه مع اولبرايت انه لم يتم احراز تقدم حتى الان في المحادثات. واضاف عرفات في تصريحات الى الصحافيين لدى عودته الى مقر اقامته انه لا تقدم بعد, ولوحظ ان اجتماع عرفات واولبرايت كان قصيرا. وقالت مصادر فلسطينية ان عرفات رفض اقتراحا من اولبرايت بعقد لقاء قمة مع نتانياهو اليوم اذا لم تنشر الادارة الامريكية رسميا خطتها حول انسحاب اسرائيلي من الضفة الغربية. واوضحت المصادر المطلعة على سير المفاوضات ان الوزيرة الامريكية اقترحت خلال لقائها الاول مع عرفات امس تنظيم قمة بينه وبين نتانياهو غدا الا ان الرئيس الفلسطيني اشترط ان تقدم الادارة الامريكية مبادرتها بشكل مكتوب ورسمي قبل عقد هذه القمة. واضافت المصادر ان عرفات قال لاولبرايت اذا لم يكن هناك مبادرة مقرة رسميا من الادارة الامريكية ومكتوبة, فان عقد مثل هذا اللقاء قد يكون للعلاقات العامة والدعاية ولن يثمر شيئا. وتابعت المصادر ان الموقف الفلسطيني يتلخص في ان اي مباحثات يمكن ان تجري يجب ان تتمحور حول القبول بالمبادرة الامريكية او رفضها. وقال وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث المتواجد في لندن ان نتانياهو لم يقبل بالخطة الامريكية للانسحاب من الضفة الغربية التي عرضتها عليه اولبرايت خلال لقائهما المطول امس. واضاف شعث لم يتولد لدينا الانطباع مما سمعناه من اولبرايت بأن نتانياهو قبل المبادرة الامريكية, كما لم يتولد لدينا انطباع بأن اولبرايت ستتخلى عن اي جزء من مبادرتها او تجري تعديلا عليها. وقال مسؤول امريكي ان اولبرايت اصبحت (أكثر املا بقليل) بعد اجتماعها الذي استغرق اربع ساعات مع نتانياهو في لندن امس الاثنين ولكنها لا تزال لا ترى مبررا لتوقع حدوث انفراج في محادثات السلام بالشرق الاوسط. وقال المسؤول لرويتر (بناء على النغمة التي سادت فنحن اكثر املا بقليل. لكن هذه مسألة امل وليست توقعا... فلا يوجد حتى الآن اي مبرر لتوقع انفراج. وقال مسؤولون ان اولبرايت مددت اجتماعها مع نتانياهو لتواصل المحادثات على غداء عمل اعقبته جلسة محادثات مغلقة مطولة وأدى هذا الى ارجاء اجتماعها مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ساعتين ونصف الساعة. واضافوا اننا نعتقد ان هذه المحادثات يجب ان تكون حاسمة. وعزز من اجواء التفاؤل التي عبرت عنها اولبرايت تغيير نتانياهو للهجة غير المشجعة التي بدأ بها عقب اجتماعه مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير حيث صرح عقب اجتماعه مع اولبرايت انه من الممكن تحقيق تقدم في عملية السلام المجمدة في الشرق الاوسط. وقال نتانياهو للصحفيين الذين انهالوا عليه بأسئلتهم (من الممكن ان نسجل تقدما هنا) سأقابلها مجددا في المساء وآمل في ان تمضي عملية السلام قدما) . واضاف نتانياهو (لقد حان الوقت لدفع عملية السلام الى الامام) من دون ان يحدد ما تم التقدم بشأنه) . وصرح مستشار نتانياهو الاعلامي دافيد بار ايلان للصحفيين عقب الاجتماع الاول انني متفائل. لقد تحدثنا عن خطة شاملة. وفي الوقت ذاته جدد العاهل الاردني الملك حسين والرئيس المصري حسني مبارك امس دعم بلديهما لموقف السلطة الفلسطينية في اجتماعات لندن. جاء ذلك في اتصال هاتفي اجراه الملك حسين لتهنئة مبارك بعيد ميلاده السبعين حيث تناول البحث عملية السلام وآخر المستجدات عليها خصوصا على المسار الفلسطيني الاسرائيلي. وذكرت وكالة الانباء الاردنية (بترا) ان الزعيمين اعربا عن ارتياحهما وتأييدهما للموقف الفلسطيني الايجابي حيال المقترحات الامريكية, كذلك اعربا عن املهما في نجاح لقاء لندن وتحقيق التقدم المنشود تجنبا لاي انتكاسة تتعرض لها مسيرة السلام او الانحراف عن مسارها الصحيح وصولا الى تحقيق السلام المنشود. وذكرت بترا ان الملك حسين تباحث هاتفيا ايضا مع العاهل السعودي الملك فهد بن عبدالعزيز حول عملية السلام. وقالت ان العاهلين اعربا عن املهما في نجاح لقاء لندن وتحقيق تقدم ملموس على هذا المسار وصولا الى تحقيق سلام شامل وعادل في المنطقة. وكان نتانياهو دعا في تصريحات عقب لقائه مع بلير الفلسطينيين الى تقديم مزيد من التنازلات وقال ان المطلوب هو تكثيف الضغوط ليس فقط على الجانب الاسرائيلي.. لقد مشينا ميلا اضافيا والآن على الفلسطينيين السير ميلا اضافيا آخر. غير ان مسؤولين على الجانبين الامريكي والاسرائىلي قللا من مساحة التفاؤل بالاعلان عن عدم توقع انفراج في لندن. وقال مسؤول امريكي كبير امس الاثنين انه لا يوجد (دليل قاطع) على حدوث انفراج في جهود السلام بالشرق الاوسط بعد محادثات اولبرايت ونتانياهو. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية جيمس روبن للصحفيين (نحن لا نملك في هذه المرحلة دليلا قاطعا على ان الاجتماعات ستسفر عن انفراج) . وقال روبن (نبذل جهودا حثيثة للتقريب بين المواقف. يفترض ان تؤدي المفاوضات الجارية الى نتائج خلال عام واذا لم نبدأ الان هناك خطر حقيقي في عدم التوصل الى اتفاق في الوقت المحدد وستزداد خيبة الامل) . وحذر الصحفيين الذين ينتظرون في الفندق في لندن الذي تجري فيه اولبرايت محادثات مع نتانياهو منذ اكثر من ساعتين من ان عليهم ان يتحلوا بالصبر لفترة طويلة. واضاف روبن (قلنا باستمرار انه في حال حدوث تقدم سيكون من المفيد عقد قمة. لكن يبدو انه امر سابق لاوانه لاننا لم نكن قادرين على اعادة عملية السلام الى مسارها) . واكد ان المحادثات تتناول اربعة ملفات كبرى ما زال يجب (اتخاذ قرارات صعبة بشأنها) وهي اعادة الانتشار الاسرائيلي في الضفة الغربية والمسائل الامنية والوضع النهائي للاراضي الفلسطينية والبرنامج الزمني الذي يجب احترامه لتطبيق مختلف المراحل. كما صرح المتحدث باسم نتانياهو انه من غير المحتمل ان تسفر محادثات لندن عن كسر جمود العملية السلمية في الشرق الاوسط. وقال لا اظن ان لنا ان نتوقع تطورات مثيرة او انفراجا. غير ان عرفات بدت لهجته غير مشجعة حيث القى بالمسؤولية على نتانياهو عن تعثر عملية السلام. وقال عرفات ان نتانياهو سيتحمل المسؤولية عن (فوضى) في حالة فشل المحادثات الحاسمة حول سبل احياء عملية السلام في الشرق الاوسط. واضاف اثر انتهاء محادثاته مع بلير انه لم يتحقق تقدم حتى الآن في المحادثات وانه اذا كان نتانياهو جادا في حرصه على السلام فان اليوم هو المحك لاثبات ذلك بقبول المقترحات الامريكية للانسحاب الاسرائيلي من جزء من الضفة الغربية المحتلة. ووصف عرفات الموقف الاسرائيلي بأنه (متصلب) وقال ان الفلسطينيين قبلوا بالفعل المقترحات الامريكية للمرحلة التالية. واضاف الزعيم الفلسطيني (انا ملتزم بقبول المبادرة الامريكية على الرغم من ان حقوقنا تتجاوز ذلك بكثير. واذا كان رئيس الوزراء نتانياهو معنيا بالسلام وحريصا عليه بصورة جدية فان اليوم هو المحك) . وسئل عما سيحدث اذا فشلت محادثات امس فأجاب (سيتحمل نتانياهو المسؤولية عن العواقب والفوضى التي ستحدث) . وقد تأخر الاجتماع بين اولبرايت مع عرفات والوفد الفلسطيني المرافق له والذي كان من المقرر عقده في الساعة الثالثة والنصف في لندن لأكثر من ساعتين ونصف بسبب امتداد مفاوضات الوزيرة الامريكية مع رئيس الوزراء الاسرائىلي لأكثر من اربع ساعات. صرح بذلك لوكالة انباء الشرق الاوسط الدكتور نبيل شعث وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني. وقال شعث ان اولبرايت اتصلت هاتفيا بالرئيس عرفات حيث اعتذرت له لتأجيل موعد الاجتماع مع الجانب الفلسطيني لاستمرار مفاوضاتها مع الاسرائيليين. من جهة ثانية قال وزير الخارجية المصري عمرو موسى امس الاثنين ان احتمالات عقد قمة عربية موسعة ما زالت قائمة لبحث ما الت اليه عملية السلام المتجمدة منذ أكثر من عام. وقال في مقابلة مع رويترز (الاحتمالات ما زالت قائمة0 لا أستطيع ان أعطيك تواريخ محددة لكن فكرة عقد قمة لم تتبخر. وعندما يأتي الوقت ستكون هناك قمة عربية) . وردا على سؤال عما اذا كان الاتجاه يقضي باجتماع قمة مصغر او موسع اجاب موسى (لا أستطيع الدخول في تفاصيل لكن الجميع يتحدث عن قمة عربية كاملة أو انهم يأملون بقمة كاملة) . وعبر الوزير الذي شارك في محادثات اجراها الرئيس المصري حسني مبارك مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عن تشاؤمه ازاء فرص نجاح محادثات السلام التي تجري في لندن لاحياء عملية السلام في الشرق الاوسط. وقال موسى خلال حديث مع رويتر (في التحليل النهائي اقول انني اقف الى جانب المتشائمين لا الى جانب المتفائلين) . وتأتي محادثات لندن قبل عام تماما من الموعد المحدد لانهاء المرحلة الانتقالية بموجب اتفاق اوسلو حول الحكم الذاتي الفلسطيني. واكد الجانبان استمرار الجمود في العملية السلمية وخصوصا فيما يتعلق بمدى الانسحاب العسكري الاسرائيلي من الضفة الغربية. وقد وافق الفلسطينيون على انسحاب اول من 13,1% بينما تصر الحكومة الاسرائيلية الا يتجاوز الانسحاب 9% مبررة ذلك بأسباب امنية. ــ الوكالات

Email