شيراك يفسد فرحة أوروبا بـ(اليورو) ، حل وسط لتناوب رئاسة البنك المركزي بين فرنسا وهولندا

ت + ت - الحجم الطبيعي

اختتم قادة دول الاتحاد الاوروبي قمة بروكسل فجر أمس باعلان اقرار بدء العمل بالعملة الاوروبية الموحدة (اليورو) مطلع العام المقبل بعد جلسة عمل رسمية استغرقت خمس ساعات ومفاوضات شاقة على غداء عمل دام 11 ساعة. ولدى اعلان الرئيس الفرنسي جاك شيراك عن اختيار الهولندي فيم دويزنبرج اول رئيس للبنك المركزي الاوروبي وتقاعده (اختيارياً) بعد اربع سنوات متيحاً لخلفه رئيس المركزي الفرنسي تولي الرئاسة, قوبل بسخرية من ومدفوعاً بالاستفزاز الصارخ احتد شيراك طالباً من الصحفيين الكف عن الضحك وقال: لا يوجد شيء يستدعي الضحك. الا ان الصحفيين لم يتوقفوا عن الضحك لعلمهم ان (تقاعد) الهولندي ليس لأسباب شخصية او (لكبر سنه) كما قال بل بضغوط فرنسية شديدة قادها (البلدوزر) شيراك وارغم قادة اوروبا وخصوصاً المستشار الألماني هيلموت كول على الاذعان لتقديم تنازلات لصالح باريس لتجني ثمار ما قدمته سابقاً لفرانكفورت مقر المركزي الاوروبي ولم تخل قمة بروكسل من انفلات الاعصاب التي افسدت الفرحة الاوروبية بتحقيق حلم العملة الموحدة (اليورو) . فلقد ثار صحفي فرنسي في وجه الناطق بلسان شيراك عند الفجر لدى اعلان الآخير عن تسوية رئاسة البنك المركزي واجهت فيها فرنسا كل دول الاتحاد فصاح الصحفي الفرنسي قائلاً للناطق باسم شيراك.. (انت مجنون انت تطلب من الالمان ان يعلنوا (عجزهم) علناً هذه تضحية) . وعكست الخلافات على رئاسة المركزي الاوروبي مخاوف متبادلة بين رجال المال ورجال السياسة والصيغة المطلوبة للمركزي الاوروبي وهل هو مؤسسة مصرفية تكنوقراطية مستقلة ام مؤسسة سياسية. وقلل الرئيس شيراك من حجم الخسائر التي خلفها الانتصار الفرنسي لصالح تحويل البنك المركزي لمؤسسة سياسية بقوله: هذه ليست مأساة وليست حربا. ومن جانب آخر تحمل توني بلير رئيس الوزراء البريطاني ورئيس الدورة الحالية للاتحاد الاوربي قدراً من خسائر قمة لوكسمبرج وصار ضحية لـ (البلدوزر) الفرنسي شيراك, فلندن لن تطبق (اليورو) ومع ذلك انحازت لباريس ضد بون وباقي دول الاتحاد لينهي بلير شهر العسل مع اوروبا.

Email