قمة مصرية سورية مفاجئة باللاذقية: مبارك والأسد بحثا المصالحة الايرانية المصرية، وتنسيق المواقف قبل زيارة نتانياهو للقاهرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

عقد الرئيسان المصري حسني مبارك والسوري حافظ الاسد قمة مفاجئة بمدينة اللاذقية السورية امس تناولت مسيرة السلام والعرض الاسرائيلي المشروط للانسحاب من جنوب لبنان وسبل تحسين علاقات القاهرة بطهران وهو الملف الذي تتولاه دمشق حاليا . وعقد مبارك والأسد جلسة محادثات مغلقة فور وصول الرئيس المصري الى اللاذقية اعقبها جلسة موسعة ضمت وفدي البلدين بحثت التنسيق لعقد قمة عربية مصغرة او موسعة (حسب ما تجود به الظروف السياسية) وذلك طبقا لما ذكرته مصادر دبلوماسية في القاهرة لــ (البيان) . وأكد الرئيس مبارك على أهمية المضي قدما فئ عملية السلام فى الشرق الاوسط. وقال فى تصريحات لرؤساء تحرير الصحف المصرية الذين رافقوه خلال رحلة العودة من سوريا الليلة قبل الماضية ان عملية السلام يجب أن تستمر من أجل تحقيق الاستقرار الذى تحتاج اليه المنطقة والذى يعتبر لازما لتحقيق التعاون البناء بين دول المنطقة وتجنب التعنت بكل اشكاله. وأضاف الرئيس مبارك أن اللقاء الذى تم اليوم (امس) بينه وبين الرئيس السورى حافظ الاسد وما تم خلاله من محادثات قد دار حول اربعة موضوعات اساسية هي: اجراء مناقشة شاملة حول المقترحات الاسرائيلية الخاصة بالانسحاب من جنوب لبنان وكل ما يتعلق بهذا الامر وخاصة قرار مجلس الامن رقم 425 الداعى للانسحاب من جنوب لبنان دون قيد او شرط. وأضاف مبارك أن القمة لبحث الجهود الجارية بشأن ما يدور حول المسار الفلسطينى وما يمكن أن تسفر عنه هذه الجهود واحتمالاتها فى ضوء ما سيعقد من لقاءات فى لندن بين مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الامريكية وكل من الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي. كما تناولت الموقف من عملية السلام والارتباط الكامل بين المسارين السورى واللبنانى فى ضوء ما أكده الرئيس الاسد من استحالة التحرك المنفرد على اى من المسارين وضرورة أن يجرى التحرك عليهما معا فى اطار مفاوضات السلام. وأوضح الرئيس مبارك فى هذا الصدد أن الرئيس الاسد أكد أنه فى أية مفاوضات قادمه فانه لا بد أن يكون هناك التزام بما تم الاتفاق عليه مسبقا خلال المفاوضات السورية الاسرائيلية فى واشنطن وأنه لا يمكن البدء من جديد من نقطة الصفر. وقال الرئيس مبارك ان الرئيس الاسد أكد عدم صحة ماتزعمه بعض الدوائر الاسرائيلية من أن سوريا تشترط الانسحاب من الجولان أولا ثم التفاوض بشأن جنوب لبنان مؤكدا أن هذا الزعم غير صحيح. وأضاف أن الرئيس الاسد أوضح أن ماتقوله سوريا هو أن يبدأ التفاوض والتحرك بشأن الانسحاب من الجولان ومن جنوب لبنان معا. وقال الرئيس مبارك ان النقطة الرابعة فى محادثاته مع الرئيس الاسد كانت تتعلق بالعلاقات الثنائية. وأشار الى أنه تم في هذا الاطار التأكيد على ضرورة التعاون الثنائى على أساس زيادة التجارة بين البلدين والتعاون فى انشاء المنطقة الحرة التى سبق الاتفاقغليها وكذلك الاسراع فى اقامة المشروعات المتفق عليها فى كافة المجالات. وفي وقت سابق قال المتحدث الرئاسي السوري جبران كورية ان المحادثات التي عقدت في قصر الرئاسة في اللاذقية تناولت الاتصالات التي يجريها البلدان حول عملية السلام ومسائل تهم سوريا ومصر. ولم يدل المتحدث بتفصيلات الا ان مصادر دبلوماسية قالت ان المحادثات تعد استكمالا للقاء الذي اجراه الزعيمان في القاهرة في 15 ابريل الجاري والذي اشتمل ضمن موضوعات اخرى بحث العرض الاسرائيلي المشروط للانسحاب من لبنان. كما اشارت المصادر الي ان زيارة الرئيس المصري الى اللاذقية جاءت قبيل الزيارة التي سيقوم بها اليوم نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام ووزير الخارجية فاروق الشرع الى طهران حيث يتوقع ان يبحثا خلالها الجهود التي تبذلها سوريا لتحسين العلاقات بين مصر وايران. وادت جهود المصالحة التي قامت بها سوريا خلال الفترة الماضية الى تحسين اجواء العلاقات بين مصر وايران وحضور وزير الخارجية المصري عمرو موسى مؤتمر القمة الاسلامي الذي عقد في طهران اخيرا. وحول موضوع العرض الاسرائيلي المشروط للانسحاب من جنوب لبنان نوهت مصادر سياسية الى ان الرئيسين الاسد ومبارك كانا قد اكدا بعد محادثاتهما في القاهرة رفضهما للشروط التي وضعتها اسرائيل للانسحاب من جنوب لبنان وقالا انه يتعين على القوات الاسرائيلية ان تنسحب دون قيد او شرط تنفيذا لقرار الامم المتحدة رقم 425. واشار كورية الى ان رئيس الوزراء المصري كمال الجنزوري ووزيري الاعلام صفوت الشريف والخارجية عمرو موسى ومدير مكتب الرئيس للشؤون السياسية اسامة الباز الذين يرافقون الرئيس مبارك في زيارته لسوريا حضروا اللقاء الموسع. واضاف انه حضر الاجتماع من الجانب السوري عبد الحليم خدام نائب الرئيس ورئيس الوزراء محمود الزعبي ووزير الخارجية فاروق الشرع. وفي القاهرة لفتت مصادر دبلوماسية الانتباه الى أنه بعد يومين فقط من زيارة رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري للقاهرة طار حسني مبارك الى اللاذقية واشارت الى أن ذلك خطوة في سلسلة التنسيق المصري السوري ازاء عملية السلام بوجه عام وازاء الطرح الاسرائيلي الأخير بالانسحاب من لبنان بوجه خاص والذي استهدف أساسا عزل المسار السوري من لبنان وتكريس الاحتلال الاسرائيلي لهضبة الجولان السورية وتقليم أظافر المقاومة اللبنانية مما دفع بيروت الى رفضه. وكشف مصدر رفيع المستوى فضل عدم الافصاح عن هويته عن ان سوريا كانت قد طلبت عقد قمة عربية في دمشق للبحث عن مخرج من المأزق الذي تمر به العملية السلمية خاصة في ضوء (الطرح الاسرائيلي) الا أن القاهرة رأت ان الأجواء غير مهيأة لذلك وتعاطت مع فكرة تنسيق مصري سوري سعودي على غرار ما حدث في السنوات السابقة وكان فعالا لدرجة ان اسرائيل احتجت اكثر من مرة ضد هذا التنسيق الثلاثي. وأخذت البلدان الثلاثة خطوة في هذا الاتجاه بعقد لقاء بالرياض مؤخرا ضم وزراء خارجيتها ركز على بعدين اساسيين هما: الاسراع في التنسيق العربي مع الادارة الامريكية كي تعلن عن مبادرتها لانقاذ عملية السلام التي تترنح بفعل السياسات المتعنتة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو واتخاذ اجراءات ملموسة في سبيل تطبيع العلاقات مع العراق سواء بشكل جماعي أو منفرد. إلا أن مصدرا دبلوماسيا عربيا بالقاهرة رأى أن قمة مبارك الأسد التي استضافتها اللاذقية امس تستهدف أساسا التنسيق لعقد قمة عربية مصغرة أو موسعة (حسب ما تجود به الظروف السياسية) ليحدد العرب ما سيفعلونه في حالة فشل لقاء لندن في الرابع من مايو المقبل. كما استهدفت القمة ــ حسب المصدر نفسه ــ التشاور بشأن اللقاء الذي سيجمع الرئيس المصري مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بالقاهرة يوم الثلاثاء المقبل وقال: (ان مبارك حرص على الوقوف على رأي سوريا عن كثب قبل لقائه بنتانياهو والذي سيكون المسار السوري الاسرائيلي ضمن المسارات الاخرى على بساط البحث خلاله) . يذكر في هذا الصدد أن مبارك كان قد قام بزيارة مماثلة لسوريا العام الماضي عندما كانت القاهرة تستعد لاستقبال نتانياهو أيضا مما حدا بالمصدر الى القول (ما حدث في الماضي بين مبارك والأسد عندما كان نتانياهو يعتزم زيارة القاهرة يفسر القمة المصرية السورية التي عقدت امس) . وفي تصريحات لرؤساء تحرير الصحف المصرية على متن الطائرة التي أقلته لدمشق قال مبارك (انني اتحدث مع نتانياهو بصراحة وعندما التقي به يوم الثلاثاء بالقاهرة سأتحدث معه بالصراحة ذاتها) . وفيما اعتبره المراقبون رسالة تحذير مبطنة لاسرائيل قال مبارك (السلام في مصلحة اسرائيل كما هو في مصلحة العرب) . وتعاطى مبارك في تصريحاته مع وجهة النظر السورية من الطرح الاسرائيلي الخاص بلبنان فجدد تأييده لبيروت في دعوتها لضرورة تنفيذ اسرائيل لقرار مجلس الأمن رقم 425 الخاص بانسحابها من جنوب لبنان وقال (اسرائيل دخلت لبنان وعليها ان تخرج كما دخلت) مؤكدا ان القرار 425 واضح وصريح. القاهرة ـ دمشق ـ البيان

Email