تقرير إخباري: خبراء أمريكيون يقيمون لـ (البيان) : أوبك ما بعد بيان الرياض

ت + ت - الحجم الطبيعي

توقع خبراء النفط الامريكيون ان تتحول الخطوات المقبلة لأوبك الى ترجمة دقيقة للمنهاج المتدرج ضمنا في بيان الرياض الثلاثي الصادر عن وزراء نفط السعودية وفنزويلا والمكسيك وقالوا ان الكثير يتوقف على التزام الدول المنتجة داخل اوبك وخارجها بهذا المنهاج القائم على خفض الانتاج بما يكفل رفعا حقيقيا للاسعار وليس مجرد استجابة نفسية من المتعاملين في الاسواق العالمية. واعرب هؤلاء الخبراء عن اعتقادهم بأن جانبا كبيرا من اهمية بيان الرياض الثلاثي يستمر في تكريسه لاتجاه قوي للتعاون مع المنتجين من خارج الاوبك بما يكفل في نهاية المطاف تحويل المنظمة الى ناد لكبار المنتجين. وكانت الدول الثلاث قد اتفقت في الرياض, مؤخرا, على خفض انتاجها النفطي بدءا من اول ابريل بما يصل الى 600 الف برميل يوميا, اذ وافقت المكسيك على خفض انتاجها بواقع 100 الف برميل يوميا وفنزويلا بـ 200 الف برميل والسعودية بـ 300 الف برميل يوميا. ويعتقد محللو الصناعة النفطية الامريكيون ان الاتفاق الثلاثي مهم جدا, لأن السعودية وهي اكبر مصدر للنفط في العالم, وفنزويلا التي هي من اكبر المصدرين العالميين تقودان جهد خفض الانتاج من اجل رفع اسعار النفط المتداعية منذ بداية العام, ويقول هؤلاء انه حتى الوصول الى ذلك الاتفاق كان كل من البلدين ينتظر الآخر ليخطو الخطوة الاولى. ويشير المحللون ايضا الى اهمية انضمام لاعب غير متوقع وهو المكسيك الى هذا الاتفاق على الرغم من انها ليست عضوا في منظمة الدول المصدرة للنفط ويضيفون ان انضمامها اليه يشير الى التزام اوسع قاعدة من قبل الدول المنتجة للنفط لخفض الانتاج من اجل رفع الاسعار. وكانت اسعار النفط قد هبطت هبوطا حادا من 23 دولارا للبرميل في اكتوبر الماضي الى ادنى مستوى لها وهو 12.8 دولارا للبرميل قبل ان ترتفع قليلا لتصل الى 14 دولارا للبرميل ولتعاود المراوحة بعذ ذلك استجابة للتطورات المتعلقة بتحرك اوبك لاحتواء الازمة. وقالت آن لويس هتل, مديرة قسم النفط العالمي في مؤسسة (ابحاث كامبريج للنفط) وهي مؤسسة استشارات نفطية مقرها بوسطن بولاية مساتشوستس الامريكية انه اذا صمد الاتفاق الثلاثي بين السعودية وفنزويلا والمكسيك, فمن المحتمل ان ترتفع اسعار النفط الخام بقيمة ثلاثة الى اربعة دولارات لبرميل النفط الخام, ويمكن ان تظل عند هذا المستوى لفترة طويلة نوعا ما. واضافت هتل ان محاولات سابقة قامت بها منظمة اوبك للحد من الانتاج قد فشلت بسبب ان بعض اعضائها لم يلتزموا بالاتفاقات المبرمة بينهم, وواصلوا الانتاج بمستويات اعلى مما اتفق عليه, مما خفض الاسعار بهذه الصورة. وقالت هتل انه يتوجب على الدول الثلاث ان تلتزم بخفض انتاجها بمليوني برميل يوميا لفترة طويلة اذا ما ارادت ان تحقق ارتفاعا حقيقيا في الاسعار في المستقبل المنظور. واضافت ان اسواق النفط العالمية كانت تعاني (من تخمة نفطية في الاشهر الثلاثة من هذا العام تصل الى مليوني برميل, وان تخفيضا بهذا الكم سيؤدي في نهاية المطاف الى استهلاك هذا الفائض ورفع الاسعار قليلا) . وقال جون ليكتابلو, رئيس مجلس ادارة معهد ابحاث النفط في مانهاتن بنيويورك, ان الدول التي تعهدت بخفض انتاجها النفطي (ستتعرض لضغوط كبيرة للوفاء بالتزاماتها) . واضاف انه اذا تعهدت هذه الدول بخفض انتاجها وبدأت في التحايل على ذلك, فان الاسواق ستفقد ثقتها كاملة في قدرة هذه الدول على التحكم في مستويات انتاجها, وهو ما سيعرضها جميعها لخسارة كبيرة. وقال ليكتابلو ان اهمية هذا الاتفاق هو انه اكد قدرة السعودية وفنزويلا في التغلب على المشكلات بينهما, وهو امر في غاية الاهمية بالنسبة لمستقبل الصناعة النفطية. وكانت فنزويلا قد بدأت في انتاج كميات اكبر من النفط في نوفمبر الماضي في محاولة للحصول على حصة اكبر من السوق النفطية خصوصا في امريكا الشمالية. وجاء خفض الانتاج النفطي للدول الثلاث, وهو ما انعكس فورا في ارتفاع اسعار البنزين في محطات تعبئة السيارات في الولايات المتحدة, في الوقت الذي يبدأ فيه الامريكيون في السفر بسياراتهم اكثر مع بدء فصلي الربيع والصيف. وكان العديد من الخبراء ومراقبي الصناعة النفطية قد توقعوا ان يؤدي الاذى الاقتصادي الذي لحق بالدول المصدرة للنفط بسبب انخفاض اسعار النفط في نهاية المطاف بهذه الدول الى الحد من انتاجها, خصوصا وان العديد من هذه الدول تعتمد اعتمادا كليا على عائداتها من الصادرات النفطية. ويقول المحللون ان دول اوبك كانت مترددة في التوصل الى اتفاق يقضي بخفض الانتاج خوفا من عدم التزام الدول غير الاعضاء في الكارتل النفطي بالاتفاق مثل المكسيك والنرويج, وهو ما يساعد الدول غير الاعضاء فقط ويضر بالدول الاعضاء في اوبك. ويعلل الخبراء في شؤون الصناعة النفطية انخفاض اسعار النفط بهذه الحدة في الاشهر الماضية بثلاثة عوامل رئيسية, هي الانتاج الزائد عن الاتفاق من قبل دول اوبك, والطقس المعتدل الذي ساد معظم دول العالم خاصة الولايات المتحدة, وازمة الاسواق المالية الاسيوية التي أدت الى خفض الاستهلاك في القارة الاسيوية. واشنطن ـ مهند عطا الله

Email