نقل رسائل من بغداد الى واشنطن، الملك حسين: هناك امكانية لعقد لقاء بين صدام وكلينتون

ت + ت - الحجم الطبيعي

ابدى العاهل الاردني الملك حسين تفاؤله بامكانية عقد لقاء يجمع الرئيسين الامريكي بيل كلينتون والعراقي صدام حسين لاجراء حوار مباشر بين واشنطن وبغداد . وألمح الى أن هذا اللقاء يخرج من دائرة التمنيات المجردة الى حيز الحقيقة الواقعة معيدا الى الأذهان العلاقات الحميمة التي كانت تربط الجانبين قبل الغزو العراقي للكويت. وكشف العاهل الأردني في مقابلة مع محطة (أوربت) الفضائية عن أن كلينتون عبر له مؤخرا عن رغبته في إعادة النظر في سياسات الولايات المتحدة تجاه العالم العربي لتكون افضل مما كانت عليه في اي يوم من الأيام, كما كشف كذلك عن قيامه بنقل رسائل واضحة من بغداد الى واشنطن منذ بداية تأزم علاقاتهما في التسعينات لاجراء حوار مباشر. وعن عقد لقاء بين كلينتون وصدام اوضح (انا لا اتحدث عن تمنيات فقط وانما من خلال حديث مع القيادة الامريكية وعلى اعلى المستويات) . واوضح ان الازمة بين العراق والامم المتحدة ستبقى قائمة بالرغم من الاتفاق الذي ابرم أخيرا ما لم تفتح القيادتان الامريكية والعراقية حوارا مباشرا, مؤكدا وجود نية لدى الطرفين في هذا الاتجاه. وتابع اجد أن هذا الامر ضروري وبدونه ستتعذر المسيرة. اذا كان للجانب الامريكي مواقف او مطالب فليقدمها مباشرة وليأخذ بالتالي الاجوبة من الجهة المعنية وما لم يتحقق ذلك لا فرق التفتيش ولا غيرها ستؤدي الدور المفروض ان تؤديه وردا على سؤال حول موقف واشنطن من الحوار مع صدام حسين, قال العاهل الاردني لا بد من الحوار مع (صدام حسين) طالما هو النظام في بغداد. وفي نفس الوقت موضوع المستقبل هذا متروك للشعب العراقي وحده, لا تقرره اي جهة خارجية مهما كانت واشار الملك حسين الى ان محاولاته : لفتح حوار بين الحكومتين العراقية والامريكية تمت بناء على ما سمعه من القيادة العراقية مرارا وتكرارا وقال (في اعتقادي ان هناك رسالة واضحة من العراق للولايات المتحدة منذ بداية الازمة في التسعينات, بان يكون ثمة حوار مباشر بين الطرفين. هذا ما نقلناه فيما سبق وحاولنا جاهدين ان يقوم هذا الحوار) . وكشف الملك حسين كذلك ان الرئيس كلينتون عبر له مؤخرا عن رغبته في إعادة النظر في سياسة الولايات المتحدة تجاه العالم العربي لتكون العلاقات بينهما افضل مما كانت عليه في اي يوم من الأيام. ويرى الملك حسين أنه من الممكن فعلا تحسين العلاقات الامريكية العربية ولكن الأساس يكمن في حسن تصرف العرب وعدم إعطاء فرصة لاي كان لضربهم بعضهم ببعض, مضيفا: يجب ان نتعامل بثقة في أنفسنا وفي بعضنا البعض, وعندها نكون في وضع آخر أما عن حرب الخليج الثانية, فقد أوضح الملك حسين أنه لا يجوز استعمال السلاح العربي ضد العربي, وأن ما حدث آلمه الى أبعد حد وأخرج القرار العربي من اليد العربية. وفي هذا الصدد ذكر أنه لو تحركت القمة الاسلامية منذ البداية لكان من الممكن حل المشكلة قبل أن يفلت زمام الأمور من ايدي العرب. وبالنسبة لموقف الأردن من هذه الحرب, قال الملك حسين ان بلاده حاولت اعطاء فرصة ولو صغيرة لفتح المجال امام العرب وقياداتهم لان يتصرفوا ويحلوا القضية على الصعيد العربي عاملين على تأمين انسحاب العراق من الكويت وتقديم حل لجميع المشاكل. كما أكد ان موقف الاردن لم يكن مبنيا على مصالح اردنية داخلية على الاطلاق. واضاف له موقفا مع الاخوة في العراق مؤكدا انه قال لهم عندما تتخذون قرارات لها علاقة ليس بمستقبلكم فقط وانما بمستقبل المنطقة. كلها من حقنا ان نناقش هذه القرارات وهذه المواقف ولابد ان تدخل في لغة الحوار العقلاني فيما بيننا لكن متى نعرف ما هي النتائج. وردا على سؤال حول ما يتردد من أن العراق هو جزء من المملكة الاردنية الهاشمية قال الملك حسين انه سمع مثل هذا الكلام, كما انه سمع العجائب والغرائب. وقال الملك حسين ان مثل هذا الكلام لا مبرر له اطلاقا ولا اساس له من الصحة فالاردن اعترف للعراق حقه في ان يغير ويبدل كما يشاء واعترف بالحكم في العراق بعد الثورة وبعد الانقلاب الدموي عام 1958. عمان ـ خليل خرمه

Email