عنان يرد الدين وينقذ كلينتون وأولبرايت: بقلم- جيم هوجلاند

ت + ت - الحجم الطبيعي

يرد كوفي عنان الدبلوماسي الغاني الماهر الدين للرئيس كلينتون ووزيرة خارجيته مادلين اولبرايت بعد ان ساعداه في الحصول على منصبه كأمين عام للامم المتحدة وذلك عن طريق قيامه بتعديل وتغيير أعنف ورطة تواجهها السياسة الخارجية لادارة كلينتون حتى الان . فلنستعد للاحتفال بعد ظهور مؤشرات توصل عنان لاتفاق شامل مع صدام حسين في بغداد امس على خطة سيسمح بمقتضاها للفرق التابعة للامم المتحدة باستئناف عمليات التفتيش. وعندما يكشف عنان تفاصيل الاتفاق غير النهائي لمجلس الامن خلال ساعات فان جواب صدام من المحتمل ان يرتقي ليكون (نعم تقريبا) . والورطة التي ساعد كلينون واولبرايت في ايجادها بسماحهما بمهمة عنان بالرغم من شكوك بعض من مستشاري الرئيس للشؤون الخارجية عبر عنها السيناتور جون وارنر النائب الجمهوري عن فرجينيا والذي يعد واحدا من قادة حزبه فيما يتعلق بالشؤون الدفاعية. وكان طرح وارنر لتلك المسألة متشائما اثناء مناقشة الجمعة الماضي عندما تساءل عن استعداد الولايات المتحدة الحقيقي للذهاب الى الحرب بسبب الخلاف على وضع فاصلة او فاصلة منقوطة او اضافة جملتين للخطوط العريضة للاتفاق الذي حمله معه عنان عندما غادر نيويورك الجمعة الماضي. وعندما تكون عقلية راسخة ومحل ثقة كتلك التي يتمتع بها وارنر متشائمة تجاه استراتيجية الحرب والسلام فلابد ان تكون هناك مشكلات جادة ملموسة. فربما يواجه كلينتون الان لعبة عصر صدام كفصل اخير من اربعة اشهر من العمل الدبلوماسي المحموم وان كان مشوشا واجهت خلاله واشنطن خيارات كانت غير واعدة في اغلبها, فالروس والفرنسيون والبريطانيون كانوا فاعلين في هذا التمرين الدبلوماسي في حين انتظرت واشنطن من الآخرين ان يزيلوا عنها الخطاف الذي علق بها. فلقد أبلغ الروس واشنطن ولندن الاسبوع الماضي ان صدام مستعد لتوقيع الاتفاق الذي يريده كلينتون مع عنان. وقد اقنع هذا التفاؤل الروسي عنان على ان يتجه نحو المفاوضات وجها لوجه في بغداد. ولقد وافق كلينتون بحذر على مهمة عنان بالرغم من الشكوك القوية لمندوبه بالامم المتحدة بيل ريتشاردسون والذي رفض أي مفاوضات للامم المتحدة مع صدام فضلا عن الشكوك الواضحة وان كانت اكثر كتمانا من مسؤولين كبار بالادارة بينهم نائب الرئيس آل جور. وكان الذي جادل لصالح مهمة عنان هو اولبرايت التي صوتت ضد اعادة انتخاب بطرس غالي على رأس الامم المتحدة وساعدت في حشد الدعم الافريقي خلف عنان. ولقد أكدت اولبرايت لعنان بأن عليه ان يقدم تقريرا لدى عودته لمجلس الامن متضمنا اما موافقة صدام الان على ضمان عمليات التفتيش بشكل كامل وبلا اي قيود او ان يبلغ المجلس ان الاتفاق غير محتمل الان. وكان من شأن الحكم الاخير ان يطلق الحرية لكلينتون في المضي قدما في تهديداته العسكرية, فاذا ما تصلب صدام مع عنان, فان روسيا وفرنسا لن تنتقدا بشكل جدي الهجمات العسكرية الامريكية البريطانية التي ستلي ذلك, وطبقا لما قالته مصادر دبلوماسية فان بوريس يلتسين وجاك شيراك اوضحا ذلك بجلاء لصدام في رسائل خاصة الاسبوع الماضي. وقد ساعد ذلك في تغيير الموقف وترجيح كفة سيناريو (نعم تقريبا) الاسبوع الماضي عندما خففت واشنطن وفرنسا من موقفهما تجاه القضية المثيرة للنزاع المتعلقة بالقصور الرئاسية والتي اعلنها صدام خارج نطاق عمليات التفتيش للامم المتحدة. ويخشى وارنر وريتشاردسون وآخرون في ان يكون كلينتون قد تورط في اعتماد سيناريو نعم تقريبا كجواب يكفي لوقف الهجوم الجوي الذي استعد البنتاجون لبدئه خلال اسبوع او عشرة ايام, وان ذلك جاء في وقت كان فيه الدبلوماسيون يزيلون شوائب التعهدات العراقية المكتوبة والملزمة والتي اصر كلينتون ان يحضرها عنان معه في عودته حتى يتخلى عن الهجوم. فالتأجيل سيزود البنتاجون بمشاكل لوجستية ومعنوية. لكن التأجيل لا يجب ان يكون عدو كلينتون, فالرئيس يستطيع الاستفادة من الوقت الاضافي لانهاء السلبية تجاه العراق والتي ميزت معظم فترة رئاسته ودبلوماسيته الاشهر الاربعة الاخيرة. وعلى الرئيس ان يربط علنا أي تأجيل للهجوم على العراق بأربعة شروط: * يجب الاحتفاظ بقوات امريكية كبيرة في المنطقة على ان تكون مستعدة للعودة لوضع الهجوم في اللحظة التي يسبب فيها صدام أي مشاكل لفرق التفتيش, والهجوم في هذه الحالة سيأتي بشكل اتوماتيكي وبقرار امريكي مع موافقة مسبقة من روسيا وفرنسا والدول العربية الحليفة لواشنطن على عدم التدخل الدبلوماسي نيابة عن صدام. * يستطيع التحالف الذي تقوده القوات الامريكية حاليا القيام بدور نشط في اعتراض عمليات التهريب التي تتضمن انشطة تجارية بعشرات الملايين من الدولارات تذهب للعراق بما يشكل انتهاكا للعقوبات الدولية. * تقوم الولايات المتحدة بتسريع جهود توجيه اتهامات ضد نظام صدام حسين امام محاكم دولية. * يجب ان يلتزم كلينتون ببرنامج جديد لتقديم دعم امريكي للاكراد والجماعات العراقية المعارضة لصدام. فتأجيل الهجمات واختيار صدام مرة اخرى سيزيد من التكاليف والاخطار التي تتعرض لها الولايات المتحدة ويجب على اي تأجيل يمنحه كلينتون الا يكون بلا أي تكلفة على صدام أو الدول التي سعت لصالح صدام من أجل ذلك. كبير كتاب الواشنطن بوست*

Email