البيان تكشف تفاصيل (صفقة) قرنق وكاربينو: الخرطوم ابتلعت (طعم العائدين) وموّنت هجوم واو

كشفت المعارضة الجنوبية المسلحة التي يتزعمها العقيد جون قرنق لاول مرة امس تفاصيل انشقاق القائد الجنوبي المثير للجدل كاربينو كوانين عن الخرطوم وانضمامه الى صفوفها. وتزامن ذلك مع اعلان الخرطوم عن صد (هجوم اريتري) على الجبهة الشرقية, وقالت انها كبدت القوات المهاجمة 73 قتيلا, في وقت تحدثت صحف الخرطوم عن هجوم اوغندي متوقع على جنوب السودان. ففي تصريحات خص بها (البيان) بالهاتف من اسمرة, كشف المتحدث باسم (الحركة الشعبية لتحرير السودان) , ياسر عرمان ان الحركة بدأت اتصالاتها مع كاربينو قبل ثلاثة اشهر للتنسق للهجوم على (واو) . وقال عرمان ان خطة (الخدعة والتمويه) التي اعدت لتنفيذ الهجوم (تعتبر نقلة نوعية جديدة في طرق تنفيذ العمليات) بالنسبة للحركة. واضاف: (في اطار الخطة التي وضعت بعيدا عن اعين الحكومة, قمنا بارسال مجموعات من مقاتلي الحركة الى منطقة (ماريال ـ باي) التي تتمركز فيها قوات كاربينو, وذلك تحت ستار عودة المنشقين عن قرنق. وابتلعت الحكومة الطعم فاعدت استقبالات رسمية لمقاتلينا الذين اسموهم (العائدين) , واستنفرت اجهزة الاعلام الحكومية لتغطية تقاطر هذه المجموعات بعد ان اعلنت في الخرطوم حملة قومية لجمع الكساء والغذاء لـ(العائدين) شارك فيها مؤيدو النظام بالداخل والخارج. وتوجت كل هذه الجهود بزيارة قام بها نائب رئيس الجمهورية الفريق الزبير محمد صالح الى المنطقة برفقة مسؤولين كبار. واستطرد عرمان: (عشية الهجوم قمنا باجلاء المواطنين من داخل المدينة بالتنسيق مع قوات كاربينو وقد لاحظ القائد الحكومي للحامية حركة الاجلاء وارتاب في الامر ولكن لم يسعفه الوقت لفعل شيء فقد تم الهجوم صباح يوم العيد بعد التأكد من اجلاء جميع المدنيين خارج واو. وفسر عرمان عدم انكشاف امر الخطة رغم ضخامة العملية بقوله (ان الامر يعود الى عزلة القوات الحكومية في المدن لانهم منغلقون داخل مباني حامياتهم في اطراف المدن ولا علاقة لهم مع ساكني المدن) . واعتبر المتحدث باسم حركة قرنق ان الهجوم وتنفيذه بقيادة كاربينو (اربك اهل الحكم في الخرطوم ما دعاهم الى التخبط في تصريحاتهم مرة بادعاء اسره واخرى بزعم مقتله وتاره بفقد الاتصال معه) . وقال عرمان ان القائد كاربينو عاد الى صفوف الحركة بعد ان تيقن من عزم النظام على اشعال القتال بين ابناء الجنوب. واضاف ان انشغال كاربينو بسير العمليات القتالية في بحر الغزال بعد ان اصبح قائد قوات الحركة هناك يحول دون ظهوره امام اجهزة الاعلام (لكن ذلك قد يتم خلال ايام قليلة اذا مكنته الظروف الميدانية للالتقاء بمراسلي وكالات الانباء في الخارج.. او في الداخل) . واعترف عرمان بان القوات الحكومية استعادت السيطرة على حامية المدينة ومطارها مشيرا في الوقت نفسه الى ان قوات الحركة لاتزال تسيطر على المواقع الاخرى حول المدينة خاصة الجزء الشمالي الشرقي من المدينة وقال ان (مضادات قواتنا تغطي منطقة المطار وتجعله في مرمى نيراننا) . واعتبر عرمان ان اهمية العملية تكمن في انها (هدمت قرية السلام في الداخل من اساسها) بانضمام القائد كاربينو الى صفوف الحركة (الامر الذي يشلك ضربة قاصمة لخطط الحكومة باشعال حرب جنوبية جنوبية) . ومن الناحية الاستراتيجية ـ يقول عرمان ـ تستمد العملية اهميتها من الثقل السكاني لبحر الغزال التي تقع بالفعل تحت سيطرة قوات كاربينو وهي القوات التي كانت تتحرك في الريف وتصطدم بقوات الحركة فيما (تستكين) القوات الحكومية داخل حاميتها في المدن. ويضيف عرمان: (ومن جانب اخر فان ذلك يعني توحد بحر الغزال خلف الحركة الى جانب فتح طرق الامدادات مع قواتنا في جبال النوبة, اضافة الى امكانية تقديم المساعدة لكل المعارضين من ابناء غرب السودان عن طريق القواعد الخلفية للحركة في الجنوب) . على صعيد اخر قال مسؤول سوداني في تصريحات نشرت امس ان القوات الحكومية قتلت اكثر من 73 ارتيريا في هجوم مضاد قرب الحدود. وابلغ ابراهيم محمد حامد حاكم ولاية كسلا صحيفة الانباء ان الجيش قتل اكثر من 60 اريتريا في اشتباكات يومي الجمعة والاحد واكثر من 13 اخرين امس الاول. وغالبا ما تشير وسائل الاعلام السودانية الى هجوم ارتيري كلما وقع اشتباك بين القوات الحكومية وقوات المعارضة. وقال حامد ان هجومي الجمعة والاحد استهدفا الاستيلاء على خط الدفاع الاول (لكن القوات الحكومية تمكنت من انزال الهزيمة بالقوات الاريترية الغازية ودمرت مدفعية بعيدة المدى وعربات وقتلت اكثر من 60 من القوات المهاجمة) . ويتهم السودان ارتيريا واثيوبيا واوغندا بمساعدة المعارضين وتنكر الدول الثلاث صحة الاتهام. وغالبا ما تعلن الحكومة والمعارضة مكاسب في مواجهات متقطعة في شرق البلاد يصعب التأكد منها من مصدر مستقل. وكان فصيل (قوات التحالف) الناشطة في هذه المنطقة قد اعلن ان قواته قتلت 60 جنديا سودانيا في هجوم على حامية القرضة على مسافة 30 كيلومترا جنوب شرقي كسلا. من ناحية اخرى بدأت فرق إغاثة الامم المتحدة امس عملية إسقاط جوي للمؤن لحوالي 150 ألف لاجىء في جنوب السودان بعد القتال الاخير, وقالت الناطقة باسم برنامج التغذية التابع للامم المتحدة ان طائرات النقل تقلع من شمال كينيا وتلقي الغذاء فوق مناطق النزاع في السودان المجاور. وأضافت الناطقة أنه تم امس القاء 32 طنا من المؤن أي ما يكفي لاطعام 80 ألف شخص ليوم واحد فقط. وقالت إن السكان خرجوا إلى الادغال هربا من القتال الدائر في مدينة (واو) و(جوجريال) و(أويل) والقرى النائية في منطقة بحر الغزال وأضافت أن 325 ألف شخص يعتمدون على المساعدات الطارئة من الخارج. أسمرة ـ (البيان) :