في أكبر خروج على سياسة طهران التقليدية: نائبة خاتمي تدعو لحوار إيراني إسرائيلي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أطلقت معصومة ابتكار نائبة الرئيس الايراني محمد خاتمي دعوة غير مسبوقة ومفاجئة لاقامة حوار مع اسرائيليين, وتزامنت هذه الدعوة التي جاءت في سياق مقابلة صحافية لابتكار مع صحيفة اسرائيلية, مع انباء عن استقالة النائب الاول لخاتمي لأسباب غير معلومة , وانباء اخرى عن زيارة وشيكة يزمع الرئيس الايراني السابق هاشمي رفسنجاني القيام بها الى السعودية. ففيما يعد تغييراً جذرياً في السياسة الايرانية, قالت معصومة ابتكار انها تؤيد قيام حوار بين ايران واسرائيل. ونسبت صحيفة (يديعوت احرونوت) الاسرائيلية الى ابتكار قولها ان هناك ايضا تغييرا في موقف القيادة الايرانية بالنسبة لمعارضتها عملية السلام في الشرق الاوسط. وقالت يديعوت احرونوت ان مراسلها تحدث مع ابتكار في قمة دافوس الاقتصادية في (اول حديث صحفي من نوعه تجريه شخصية سياسية ايرانية مع صحيفة اسرائيلية) منذ قيام الثورة الاسلامية في ايران عام 1979. ونقلت الصحيفة الاسرائيلية عن ابتكار قولها (نؤيد حوارا بين ايرانيين واسرائيليين لكن من السابق لاوانه الحديث عن حوار سياسى بين ايران واسرائيل) . وبدت تلك التصريحات خروجا على السياسة الايرانية التي لا تعترف بحق اسرائيل في الوجود. وقالت ابتكار وهي اول سيدة ايرانية تشغل منصب نائبة الرئيس ان بعض المسؤولين يعيدون النظر في سياسة طهران بشأن معاهدة السلام التي توصلت اليها منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل في اوسلو عام 1993. ونقلت عنها الصحيفة قولها (موقف ايران الرسمي يرفض عملية اوسلو ونتائجها... هذه القضية يعاد بحثها... لا رسميا لكن من جانب قطاع كبير في الادارة) . نتفهم ان هذه مشكلة معقدة وهشة للغاية ولا نريد ان يكون لنا موقف جازم من هذه المسألة. وتابعت ان التوجه الاسلامي في ايران ليس معادياً لليهود واشارت الى ان بلادها (مستعدة لارساء السلام) مع اسرائيل شرط (احترام حقوق الفلسطينيين الوطنية) . ولم يرد أي رد فعل من ايران على هذا الحديث. الى ذلك, نقلت وكالة الانباء الالمانية عن ابتكار قولها من دافوس ان مبادرة خاتمي الاخيرة لتخفيف التوتر مع الولايات المتحدة الامريكية تحظى بقبول واسع في أوساط الشعب الايراني. لكنها قالت إنه من الواضح أن هناك العديد من العراقيل والمصاعب التي يجب التغلب عليها لرأب الصدع في العلاقات الايرانية الامريكية. وقالت نائبة الرئيس إن رسالة خاتمي التي وجهها في الشهر الماضي إلى الشعب الامريكي كانت بداية طيبة (تظهر أنه ليس هناك عداء) تضمره إيران لامريكا. ورفضت ابتكار التعليق على ردود الفعل المتباينة التي عبر عنها الساسة في واشنطن وطهران ولكنها شددت على أن (هناك الكثير من الجسور التي يمكن بناؤها بين البلدين) . ولدى سؤالها عن التقارير التي تقول بمعارضة المؤسسة الدينية في إيران لمبادرة خاتمي قالت نائبة الرئيس إن هذا ليس صحيحا ــ حتى بالنسبة لزعيم إيران الروحي آية الله خامنئي. وقالت ابتكار (نعم إنه يؤيد هذا, وبالطبع فانه يتحدث بطريقة مختلفة عن هذا في خطابه مع الشعب الايراني) . وفي طهران دعا وزير الخارجية الايراني كمال خرازي إلى إدخال (تغييرات عملية) على سياسة واشنطن تجاه إيران وذلك في أول رد فعل رسمي على الرسالة التي وجهها الرئيس الامريكي بيل كلينتون منذ أيام إلى الشعب الايراني. ونقلت صحيفة رسالات عن خرازي قوله إن تصريحات كلينتون حول العلاقات مع إيران (كانت ودية ولكنها غير كافية) . وأكد وزير الخارجية الايراني أنه من الضروري إحداث (تغييرات عملية) في سياسة الولايات المتحدة تجاه طهران لتحسين العلاقات بين البلدين. في هذه الاثناء, ذكرت صحيفة (طهران تايمز) المحافظة امس ان النائب الاول للرئيس الايراني حسن حبيبي قدم استقالته الى الرئيس محمد خاتمي. ونقلت الصحيفة التي تعتبر قريبة من الاوساط الرسمية عن مصدر لم تحدده قوله ان حبيبي (61 عاما) قدم استقالته (قبل بضعة اسابيع) . ونفت الصحيفة وجود اي (خلاف) بين الرئيس وحبيبي, مشيرة الى ان رئيس الدولة لم يتخذ بعد قراره في شأن استقالة نائبه. وذكرت الصحيفة ان حبيبي الذي تم تعيينه العام 1989 بنى استقالته على أسباب صحية وعلى عدم قدرته على (القيام بأعمال مرهقة) . وقالت الصحيفة انه من المحتمل ان يحل محل حبيبي وزير الخارجية الاسبق علي اكبر ولايتي الذي يشغل حاليا منصب مستشار السياسة الخارجية للزعيم الروحي أية الله خامنئي. وكانت (طهران تايمز) قد اعلنت مرة اولى في ابريل 1993 استقالة حبيبي لكنها نفت ذلك بعد بضعة ايام. على صعيد ثان قالت صحيفة (ايران نيوز) الناطقة بالانجليزية امس ان هاشمي رفسنجاني سيزور المملكة العربية السعودية في 20 فبراير. واضافت الصحيفة ان رفسنجاني الذى يؤدي العمرة سيجري محادثات مع المسؤولين السعوديين تتناول الوضع في الجزائر وفي افغانستان والعراق اضافة الى مشكلة كشمير وفق مصدر مطلع نقلت عنه الصحيفة. ويتولى رفسنجاني الذي كان رئيسا للجمهورية بين عامي 1989 و ,1997 رئاسة مجلس تشخيص مصلحة النظام الذى يعتبر اعلى هيئة استشارية وتحكيمية في النظام الايراني. وسيكون رفسنجاني اذا ما تأكدت هذه الانباء اكبر شخصية ايرانية تزور السعودية منذ قيام الثورة الايرانية عام 1979. يشار الى ان العلاقات بين الرياض وطهران التى سادها التوتر لفترة طويلة شهدت بعض التحسن منذ سنتين. وقد شارك ولي العهد السعودي الامير عبد الله في القمة الاسلامية التى استضافتها ايران في ديسمبر الماضي. ـ أ.ف.ب

Email