اجتمعا لـ 90 دقيقة.. نتانياهو: لا اتفاق مع كلينتون

ت + ت - الحجم الطبيعي

عقد رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو اجتماعا مشحونا بالتوتر ودام اكثر من المقرر مع الرئيس الامريكي بيل كلينتون امس قال بعده انه لم يتوصل الى أي اتفاق مع كلينتون الذي سعى جهده للضغط على نتانياهو ـ كما اعلنت الخارجية الامريكية بشأن اعادة الانتشار الاسرائيلي في الضفة الغربية. ووسط انباء عن خلافات داخل صفوف الادارة الامريكية بشأن التعامل مع نتانياهو, قالت تقارير ان كلينتون تجاهل نتانياهو, لم يدعه على العشاء كما هو متبع, كما لم يدعه للاقامة في بلير هاوس وهو منزل الضيافة الرسمي لقادة الدول قرب البيت الابيض. وقال مسؤول: (لقد عاملناه (نتانياهو) كما سنعامل رئيس بلغاريا الذي سيزور واشنطن في العاشر من فبراير المقبل. غير ان كلينتون قدم لفتة لنتانياهو, اذ قال انه يتفق معه على التنديد بتهديدات الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات باشعال انتفاضة جديدة وهو امر سرعان ما نفاه عرفات الذي اجتمع في باريس مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك. واجتمع كلينتون ونتانياهو لمدة 90 دقيقة اي اكثر بنصف ساعة مما كان مقررا. واعلن نتانياهو بعد اللقاء انه لم يتوصل الى اي اتفاق مع كلينتون وزاد: (لم نتوصل الى اتفاق) مضيفا (لقد بحثنا في الثوابت التي ستتيح التوصل الى ترتيبات نهائية مع الفلسطينيين) . لكن نتانياهو قال مع ذلك ان الاجتماع (لم يكن صعبا) ولكن هناك حاجة لمزيد من العمل من اجل انهاء عشرة شهور من الجمود في مساعي السلام التي تتوسط فيها الولايات المتحدة. واشار الى ان هناك تفاهما واضحا على ان اسرائيل والولايات المتحدة تريدان ايجاد سبيل لبدء محادثات بين اسرائيل والفلسطينيين بشأن الوضع النهائي. ولكن نتانياهو وصف الاجتماع بانه محاولة من كلينتون (لفهم اعتباراتنا) مشيرا على ما يبدو الى وجود فجوة بين الموقفين الامريكي والاسرائيلي بشأن كيفية الدخول في هذه المفاوضات. وامتنع نتانياهو عن اعطاء تفاصيل عن المباحثات بشأن المطلب الامريكي الخاص باعادة الانتشار في الضفة الغربية. بيد ان المتحدث باسم الخارجية الامريكية جيمس روبن قال ان كلينتون ركز خلال محادثاته مع نتانياهو على شروط وظروف مزيد من اعادة انتشار القوات الاسرائيلية في الضفة الغربية. واشار الى ان هناك حاجة الى ان تتم اعادة الانتشار بصورة يعتد بها وينبغي ان يكون حجم الانسحاب معقولا. واضاف ان القضايا التي نوقشت لم تقتصر على مسألة مدى الانسحاب الاسرائيلي بل شملت نوعية الاراضي التي ستنسحب منها القوات الاسرائيلية والوضع الامني الذي سينتج وتوقيت الانسحاب. وتابع ان لدى الوسطاء الامريكيين افكارا حول كيفية حسم الخلافات بين الفلسطينيين والاسرائيليين. واكد المتحدث ان المحادثات بين كلينتون ونتانياهو سارت على ما يرام واصفا العلاقات بين الرجلين بانها (طيبة) لكن صحيفة واشنطن بوست قالت ان كلينتون رفض توجيه دعوة الى نتانياهو لتناول العشاء معه في البيت الابيض, كما جرت العادة كما لم يدعه الى الاقامة في بلير هاوس وهو منزل الضيافة لقادة الدول بالقرب من البيت الابيض. وعلى الرغم من تأكيد المتحدث باسم البيت الابيض بان كلينتون ونتانياهو يتمتعان بعلاقات جيدة, الا ان مراقبين ومصادر قالوا ان المباحثات جرت في جو مشحون بالتوتر مشيرين الى عدم وجود (مزيج كيميائي شخصي بين الرجلين) على حد تعبير احد المصادر. مهما يكن من أمر, فقد حظي نتانياهو بلفتة مجاملة من كلينتون الذي استهل اجتماعه به بالتأكيد على انه يتفق ونتانياهو على ادانة تصريحات عرفات الذي هدد الاحد "بانتفاضة جديدة" في حال استمر الجمود في عملية السلام. واعلن كلينتون انه يجب تبني "موقف ايجابي" مضيفا انه يجب على عرفات الذي سيلتقيه الخميس المقبل في البيت الابيض الا "يشجع" مثل هذا التطور. لكن كلينتون اكد انه يعتزم اجراء "محادثات صريحة" مع نتانياهو ملمحا الى انه سيتخذ موقفا حازما. وزاد: ان احراز تقدم في العملية يهم اسرائيل والفلسطينيين وحث الجانبين على تبني موقف ايجابي. واضاف (اعتقد انه يتعين علينا ان نتخذ موقفا ايجابيا) . وتابع (اعتقد ان اسرائيل تريد السلام وحل هذه المشكلة واعتقد ان من مصلحة الفلسطينيين والسيد عرفات السعي من اجل حل هذه المشكلة ونحن نبذل قصارى جهدنا. واشار الى انه سيبحث مع نتانياهو اراءه بشان مفهوم (الانسحاب الذي يعتد به) الذي ينبغي ان تقوم به اسرائيل في الضفة الغربية. وقال نتانياهو ان حكومته ابدت التزاما بالسلام والامن واعرب عن ثقته في قدرة حكومته علي اقرار اي اتفاق يتم التوصل اليه. واضاف (لقد توصلنا الي قرار بالسعي الي السلام.. وهذا هو هدف الحكومة.. السلام والامن واني واثق من ان باستطاعتي حشد التأييد اللازم في الحكومة وفي الائتلاف لاي شيء يدفع عملية السلام للامام ويحفظ لاسرائيل حدودا امنة يمكن الدفاع عنها) . وكان نتانياهو قال انه لا يوافق ابدا على مطالب عرفات بانسحاب اسرائيلي بنسبة 80 الى 90 بالمئة, واصفا ذلك بانه (انتحار) . وقد كرر نتانياهو في كلمة القاها خلال حفل استقبال في واشنطن مساء امس الاول مطالبته بالغاء الفقرة التي تدعو الى تدمير اسرائيل في ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية. وقال ان الفلسطينيين لا بد ان يمزقوا الميثاق على الملأ في اجتماع عام وتساءل: (كيف يتسنى ان نبرم السلام اذا كان دستور شريك يدعو لتدميرك) على حد قوله. كما بدأ نتانياهو زيارته لواشنطن بحملة علاقات عامة للحصول على التأييد لموقف حكومته المتصلب من عملية السلام. وقام كلينتون بالمقابل بحملة مضادة اذ التقى مع قيادات الجالية اليهودية في محاولة لاستخدام نفوذ الجالية في الضغط على نتانياهو. وقال نائب الرئيس التنفيذي لمؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الامريكية مالكوم هوبنلين ان كلينتون اكد ان التزامه باسرائيل ثابت ولا يمكن ان يهتز وان في وسعه ان يعمل مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو. وقال هوبنلين ان كلينتون كان في اجتماعه مع زعماء المنظمات اليهودية متفتحا للغاية واعرب عن حبه لنتانياهو. واوضح انه لا يعتزم ان يضغط عليه.. واضاف هوبنلين ان كلينتون اعرب عن شعوره بالاحباط ازاء استمرار المناقشة شهرا بعد الاخر بشأن نفس الشيء (اعادة الانتشار الاسرائيلي او الانسحاب من الضفة الغربية) . وقال هوبنلين (هناك قدر كبير من القلق في المجتمع اليهودي بشأن التصريحات العامة عن ابتعاد الادارة الامريكية عن اسرائيل ونحن لا نعتقد انها تمثل سياسة. وقد دعا مائة من القيادات اليهودية نتانياهو في خطاب مفتوح نشر على شكل اعلان مدفوع في صحيفة (نيويورك تايمز) الامريكية امس الاول الى اتخاذ قرارات صعبة وخطوات جريئة من اجل اقرار السلام. وفي هذه الاثناء نقلت تقارير امريكية عن خلافات في اوساط فريق مستشاري الرئيس كلينتون للسياسة الخارجية ازاء ما يجب عمله بالنسبة الى نتانياهو. وتقول تلك التقارير ان هناك توترا اخذا في الظهور بين الرئيس كلينتون وبين وزيرة خارجيته مادلين اولبرايت بهذا الصدد, كما ان هناك توترا بين اولبرايت وكبار مساعديها في وزارة الخارجية للسبب ذاته. وتقول التقارير ان الرئيس كلينتون (غير سعيد) لعدم تمكن وزيرة الخارجية اولبرايت حتى الان من احراز اي تقدم في عملية السلام. ويقول الدبلوماسيون ان كلينتون يشعر بان اولبرايت (لم تدعم كلماتها المتشددة باجراءات متشددة) في تعاملها مع نتانياهو كما فعلت مع زعماء اخرين. ويضيفون ان فشلها في القيام بذلك قد دفع الرئيس كلينتون شخصيا الى (مغامرة سياسية شخصية) بمواجهة نتانياهو, وهو امر لم يكن الرئيس كلينتون يريد فعله شخصيا لو نجحت اولبرايت في تحقيق اي تقدم ملموس في عملية السلام. وفي الجانب المقابل, تقول تقارير اخرى ان اولبرايت قد (فقدت الثقة) في كبار مستشاريها في الوزارة المختصين بالشرق الاوسط, وخصوصا دنيس روس, الذي يقال انه دأب على النصح بعدم التصعيد مع نتانياهو, ولكنه في الوقت ذاته اخفق في الحصول على اية تنازلات من رئيس الوزراء الاسرائيلي عبر اسلوبه الذي لا يتسم بالتشدد مع نتانياهو. وتقول تلك التقارير ان اولبرايت, التي تشعر بخيبة أمل في فريقها الشرق اوسطي الحالي, طلبت من وكيل وزارة الخارجية توماس بيكرنج, الذي عمل سفيرا في كل من الاردن واسرائيل, ان يجري دراسة لعملية سلام الشرق الاوسط وان يقدم لها توصيات جديدة بشأن التوجهات التي ينبغي على الخارجية العمل بها لدفع هذه العملية قدما. وفي باريس, نفى ياسر عرفات ان يكون هدد بانتفاضة جديدة اذا لم يتم تحريك عملية السلام. وقال عرفات في مؤتمر صحافي في باريس (لم أقل ذلك والذي قلته ان عدم السير في عملية السلام, كما تم الاتفاق عليها يدفع المنطقة كلها الى عملية فوضى. وكان عرفات يتحدث بعد اجتماع مع الرئيس الفرنسي تمحور حول عملية السلام وقال ياسر عرفات انه يثق ان كلينتون سيعيد عملية السلام الى مسارها. ومن جانبه اشاد شيراك بكلينتون وقال انه (يبذل جهدا مهما للغاية من اجل عملية السلام المتوقفة) . واضاف (ترغب فرنسا واوروبا في الانضمام الى المساعي الامريكية بنفس الروح من اجل تحريك العملية من جديد. ووصف الرئيس الفرنسي الوضع في الشرق الاوسط بأنه (تحد لحق الانسان في العيش بسلام) واضاف ان غالبية المواطنين الاسرائيليين يؤيدون عملية السلام. على صعيد متصل (قال وزير الخارجية المصري عمرو موسى ان (لحظة الحقيقة) قربت فيما يتعلق بعملية صنع السلام في الشرق الاوسط. وسئل موسى ان كان يعتقد ان محادثات كلينتون مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو هذا الاسبوع (تمثل فرصة اخيرة) للسلام فرد بقوله (كثيرون يعتبرون ان لحظة الحقيقة قد قربت جدا سواء انها ستظهر في واشنطن او بعدها بفترة.. والمهم ليس الاجتماعات ولكن نتائجها) . من جهة اخرى, تراجع المسؤولون عن متحف (ضحايا الابادة النازية) في واشنطن عن موقفهم ووجهوا الدعوة للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات للقيام بزيارة رسمية للمتحف خلال زيارته المقبلة للعاصمة الامريكية باعتباره من كبار الشخصيات. وكانت ادارة المتحف قد رفضت توجيه دعوة رسمية للرئيس الفلسطيني لزيارة المتحف باعتباره من كبار الزوار خوفا من رد فعل بعض العناصر المتطرفة في الجالية اليهودية ولكن مايلز ليرمان رئيس المجلس المشرف على المتحف اعترف بأنه ارتكب خطأ عندما اتخذ قراره السابق. ـ الوكالات

Email