واشنطن تواصل الترحيب بـ(نغمة) خاتمي: كلينتون يفكر بتوجيه رسالة تلفزيونية الى الإيرانيين

ت + ت - الحجم الطبيعي

طرحت الولايات المتحدة امس امكانية قيام رئيسها بيل كلينتون بتوجيه رسالة تلفزيونية الى الايرانيين, في احدث رد فعل ترحيبي على الرسالة التلفزيونية غير المسبوقة التي وجهها الرئيس الايراني محمد خاتمي الى الامريكيين الاسبوع الماضي . واشادت واشنطن امس بـ(نغمة) خاتمي الجديدة بوصفها تطورا ايجابيا قائلة انها ترغب في علاقات افضل مع طهران, في وقت جددت ايران نفيها لانباء ترددت عن زيارة مبعوث امريكي الى طهران قريبا قائلة انه لا يوجد اتفاق في هذا الشأن. وجاء ذلك فيما اعطى مجلس الشورى الايراني الضوء الاخضر للحكومة باقتراض اربعة مليارات دولار من الخارج. فقد اعلن ساندي بيرجر مستشار الرئيس الامريكي لشؤون الامن القومي في اول رد فعل رسمي على تصريحات خاتمي, قائلا انه يرحب بتصريحات خاتمي ولهجته الجديدة حيال الشعب الامريكي تشكل (تطورا ايجابيا) . وقال بيرجر لمحطة التلفزيون الامريكية (سي. ان. ان) : (اظن ان التصريحات التي ادلى بها الرئيس خاتمي تشكل تطورا ايجابيا. ونحن نرحب باللهجة الجديدة الصادرة عن الرئيس الايراني) . واضاف يقول: (نرغب في علاقات افضل مع ايران) لكنه شدد على وجود (عقبات) امام تطويرها. واعتبر مستشار كلينتون ايضا ان واشنطن مستعدة (لاثارة ومعالجة) مسألة تخفيف القيود على منح تأشيرات دخول امريكية الى الايرانيين. وزاد بيرجر (نحن مستعدون لاثارة هذه القضية ومعالجتها) موضحا انه لا يستطيع تحديد اي موعد) لذلك. وألمح الى ان الادارة الامريكية بدأت في اعادة النظر في السياسة الامريكية التي تحدد منح تأشيرات السفر للمواطنين الايرانيين الى الولايات المتحدة. والمح الى ان الادارة الامريكية تنظر في ذلك الان, غير انه رفض تحديد المهلة التي ستنتهي فيها الدوائر الحكومية الامريكية المعنية للانتهاء بذلك. وردا على سؤال حول الارصدة الايرانية المجمدة في الولايات المتحدة اعلن بيرجر ان واشنطن مستعدة للبحث في هذه المسألة (شرط ان تطرح ايضا على بساط البحث المواضيع التي نريد التطرق اليها) . وزاد (اضافة الى الحوار بين شعبينا علينا اقامة حوار مباشر مع الحكومة الايرانية) مذكرا بالموقف الذي اتخذته الولايات المتحدة مرارا. وقال بيرجر, دون ان يرفض مباشرة دعوة خاتمي الى بدء حوار بين الشعبين الايراني والامريكي, انه (يجدر اولا ان نقيم حوارا بين حكومتينا نثير نحن فيه دواعي قلقنا, يمكنهم هم ايضا بالطبع ان يثيروا فيه دواعي قلقهم تجاه سياساتنا) . واردف قائلا: ان على الولايات المتحدة ان تأخذ في حسبانها دائما المعوقات التي تقف امام هذا الحوار, وهي التي تتمثل في مسلك ايراني نعتبره مشيعا لعدم الاستقرار والتهديد للمنطقة وخارجها. وكرر بيرجر ذكر تلك المعوقات وهي ما تصفه الحكومة الامريكية بتأييد ايران للارهاب, ومعارضتها العنيفة لعملية سلام الشرق الاوسط ومساعيها لتطوير اسلحة الدمار الشامل ووسائل اطلاقها. واكد بيرجر اخيرا ان واشنطن مستعدة للبحث في فكرة اجراء وسيلة اعلام ايرانية مقابلة مع بيل كلينتون والتي اقترحتها اخيرا صحيفة ايرانية. في هذه الاثناء نفت ايران مجددا امس موافقتها على زيارة العضو الديمقراطي في مجلس النواب الامريكي السيناتور توم لانتوس لطهران. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية محمود محمدي ان (الوزارة لم تقم بأي ترتيبات لزيارة لانتوس لطهران) . ونفى محمدي (اي اتفاق بين الحكومة الايرانية والولايات المتحدة) . واوضح ان لانتوس اشار من قبل فقط الى اهتمام شخصي بزيارة طهران في محاولة لبدء محادثات مع الحكومة الايرانية. وكانت تقارير اشارت مؤخرا الى رغبة لانتوس في زيارة ايران في رسالة بعث بها الى الرئيس الايراني محمد خاتمي. ونفت وزارة الخارجية الايرانية النبأ نفسه في ديسمبر الماضي واكدت ان ايران لا تنتظر وصول لانتوس. وكان لانتوس الذي زار ايران قبل 17 سنة امسك بزمام المبادرة بعد يوم من الخطاب التاريخي الذي وجهه الرئيس الايراني للشعب الامريكي, وبعث لخاتمي مجددا عرضه بزيارة ايران وبحث احتمالات تحسين العلاقات الامريكية الايرانية. على صعيد ثان, تواصلت ردود الفعل المختلفة داخل ايران على رسالة خاتمي للامريكيين. وانتقد متشددون نغمته التصالحية وامتدحها معتدلون على انها تمهد الطريق لرأب الصدع بين الجانبين. وفي هذا السياق, اكدت قيادة حراس الثورة الايرانية (الباسداران) امس دعمها (للعملية الثورية) التي تم خلالها احتجاز رهائن في السفارة الامريكية في طهران عام 1979 وذلك ردا على اعتذار خاتمي عن العملية. وقال بيان نشر في الصحف الايرانية ان الشعب الايراني لم ينس ان السفارة الامريكية في طهران كانت مركز قيادة المؤامرات ضد الثورة الاسلامية. على صعيد اخر نفى مصدر ايراني مطلع اجراء اي اتصالات دينية مع اسرائيل, قائلا انه لا يوجد اي اتصال سري او علني بين السلطات الدينية في ايران واسرائيل. وكان المصدر يشير الى تقرير اذاعه راديو اسرائيل جاء فيه ان القادة الدينيين في ايران يقومون باتصالات سرية في محاولة لترتيب زيارة لوفد اسرائيل يتألف من حاخامات يهود للجالية اليهودية في ايران. وذكر المصدر لصحيفة (طهران تايمز) ان (العالم بأكمله يعلم ان ايران لا تعترف بالنظام المحتل (لاسرائيل) وتعتبره كيانا مغتصبا وهو بالفعل كذلك) . في موازاة ذلك, اعطى مجلس الشورى الايراني الضوء الاخضر للحكومة باقتراض اربعة مليارات دولار من الخارج خلال العام الايراني 1377 مارس 1998 ـ مارس 1999 للقيام باستثمارات في مجال النفط. وكانت الحكومة خططت اصلا لاقتراض 6.4 مليارات دولار لاستثمارها في القطاع النفطي والصناعة البتروكيميائية لكن البرلمان خفض المبلغ الى اربعة مليارات دولار. ونقلت وكالة فرانس برس عن مصادر برلمانية قولها ان القرض سيخصص لتمويل 16 مشروعا نفطيا وغازيا. وبين هذه المشاريع بناء خطوط انابيب لنقل الغاز وتطوير الحقول النفطية واعادة بناء وتطوير مصفاة عبدان الكبرى. واشنطن ـ مهند عطا الله

Email