صحف طهران تطالب كلينتون بمبادرة مماثلة.. واشنطن: سياسة الاحتواء المزدوج مستمرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواصلت ردود الفعل الايرانية والامريكية تجاه الحديث الذي ادلى به الرئيس الايراني محمد خاتمي الاربعاء الماضي لشبكة سي. ان. ان الامريكية . ففيما بدت مؤشرات امريكية ايجابية تجاه اقتراح خاتمي اجراء اتصالات على المستوى الشعبي لاعادة بناء الثقة المنهارة بين البلدين تفاوتت ردود الفعل في الصحافة والاوساط الرسمية الايرانية ما بين منتقد ومشيد بتصريحات خاتمي. وقال جيمس فولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ان بلاده رأت تطورات جديدة ولهجة مشجعة تصدر عن رئيس ايران وانها ستقيم خطابه بشكل متأن, كذلك الردود عليها الا انه رفض التعليق على التقارير الصحافية التي اشارت الى طلب امريكا اجراء مباحثات مع ايران العام الماضي. وصرح مسؤولون امريكيون بانه لم تتضح بعد الاجراءات التي قد تتخذها الحكومتان الامريكية والايرانية لتنفيذ اقتراح خاتمي. ووصف المندوب الامريكي في مجلس الامن بيال ريتشاردسون عرض خاتمي بفتح حوار شعبي بين البلدين بانه (مثير للغاية) واكد ان الادارة الامريكية تنظر فيه بعناية. واوضح ريتشاردسون في حديث مع محطة (ان. بي. سي) التفزيونية الامريكية ان الرئيس كلينتون يقدر تصريحات خاتمي الايجابية النبرة ونرحب باعتذاره عن حادث احتجاز الرهائن في السفارة الامريكية في طهران في عام ,1979 وامتدح خاتمى قائلا (نحن نقدر قيام الرئيس الايرانى الذى انتخب بصورة مشروعة بالادلاء بهذه التصريحات) . وكرر ريتشاردسون الموقف الامريكى حول وجود اختلاف بين خاتمى وزعماء ايران الدينيين وضرورة ان يكون الحوار بين الحكومتين وان يتعرض للقضايا التى تنتقد واشنطن السياسات الايرانية حيالها . وقال (هناك بعض المشاكل.. فتصريحات الزعماء الدينيين الايرانيين مختلفة..وهناك قضايا مختلف عليها بيننا لم يتعرض لها خاتمى. ونحن نريد ان تصبح ايران اكثر ايجابية حيال عملية السلام فى الشرق الاوسط . واكد المسئول الامريكى ان واشنطن تنظر حاليا فى العرض الايرانى بفتح حوار بين الشعبين (ولكننا نريد ان نرى حوارا مع الحكومة الايرانية) واستدرك قائلا ان سياسة الاحتواء المزدوج حيال ايران والعراق مازالت قائمة . وكانت تقارير امريكية قد اشارت الى ان واشنطن ارسلت خطابا الى الحكومة الايرانية عقب انتخاب خاتمى تعرض فيه بداية حوار بين البلدين ولكن المتحدث باسم الخارجية الامريكية جيمس فولى اليوم رفض التعليق على هذه التقارير. وعلى الجانب الايراني اشادت الصحف الايرانية الرئيسية امس بنداء خاتمي من اجل الحوار بين الشعبين الامريكي والايراني, الامريكية كررت مواقفها السابقة المتحفظة ازاء اى حوار مع الحكومة الاميركية. واقترحت صحيفة (القدس) ان تلى مبادرة خاتمى مبادرة مماثلة من الرئيس الامريكي بيل كلينتون يتوجه فيها عبر وسيلة اعلام ايرانية وخصوصا عبر التلفزيون الرسمي الى الشعب الايراني. وفيما لم تبدر بعد اى ردود فعل عن القادة الايرانيين على اقتراح خاتمي معاودة الاتصالات للمرة الاولى بين الكتاب والصحافيين والجامعيين الامريكيين والايرانيين, انتقد عدد من الصحف رئيس الدولة على العديد من المقاطع فى مداخلته التلفزيونية على شبكة سي ان ان. ورأت صحيفة (جمهوري اسلامي) القريبة من اوساط المتشددين ان المحاورين الامريكيين لا يستحقون من الرئيس كل هذا الاطراء لحضارتهم. وابدت الصحيفة اسفها لاعتذار خاتمي للشعب الامريكي على احتجاز الرهائن فى السفارة الامريكية فى طهران فى نوفمبر ,1979 مذكرة بان الامام الخميني كان نفسه وصف احتلال السفارة بانه ثورة ثانية. اما صحيفة ايران الحكومية فصدرت بعنوان عريض العالم يتطلع باعجاب الى خاتمي وقالت ان الجمهورية الاسلامية لا تعتزم الوقوف فى وجه الاتصالات بين الشعبين. ورأت صحيفة ايران دايلى الناطقة بالانجليزية والتى تصدرها وكالة الانباء الايرانية ان الطريق سيكون طويلا لكى تحل الثقة محل العداوة والريبة فى علاقات ايران مع الولايات المتحدة. وحذرت صحيفة (سلام) القريبة من الحكومة ضمنا الاوساط المحافظة من اى استغلال سياسى لكلام خاتمي. وقالت ان رسالة الرئيس اعمق من ان تؤدى بتسرع ومن دون تحضير وخلال فترة قصيرة الى مفاوضات بين الحكومتين. ورأت الصحيفة التى أسسها حجة الاسلام محمد خوينيا المتحدث باسم الطلاب الذين احتلوا السفارة الامريكية ان الرسالة ليست سوى مقدمة للتعبير عن كل ما باعد بين البلدين خلال السنوات الاخيرة. وقالت صحيفة (ابرار) القريبة من الحكومة ايضا ان من يرون ان الرئيس خاتمي سيعطى الضوء الاخضر للامريكيين واهمون. وتابعت: خاتمى لم يقم الا بنقل رسالة المقاومة والتصلب لشعب ايران وهذا سيكون بلا شك صفحة ناصعة من صفحات تحرك الرئيس منذ انتخابه. وفى الوقت نفسه وفى مدينة قم المقدسة قال وزير الاستخبارات دوري نجف ابادي ان خاتمى رفض بشكل قاطع عودة العلاقات مع الولايات المتحدة. وقال فى خطبة الجمعة فى قم ان القادة الامريكيين كانوا يتوقعون ان يقول الرئيس الايراني كلاما يمكن تفسيره على انه اشارة لعودة العلاقات لكننا رأينا الرئيس يقول لا قاطعة بهذا الشأن. ـ الوكالات

Email