عرفات تمنى حماية حلم الدولة في 1998: لائحة شروط إسرائيلية قبل الانسحاب من الضفة

ت + ت - الحجم الطبيعي

دخلت الأزمة التي تواجهها الحكومة الليكودية في إسرائيل بشأن الميزانية منعطفاً جديداً, حيث هدد وزير الخارجية ديفيد ليفي رسميا وقبل ساعات من التصويت على الميزانية, بالاستقالة من الحكومة والانسحاب بحزبه من الائتلاف الحاكم إذا تم إقرار الميزانية التي تضر بالفقراء . فيما واصل رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو محاولاته الدؤوبة لحشد التأييد الممكن لتمرير الميزانية, بعد أن قدم تنازلات هامة للأحزاب المتطرفة لصالح دعم الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وفي الوقت نفسه أكدت اسرائيل أنها تعد لائحة شروط ومطالب أمنية ستطالب السلطة الفلسطينية بتنفيذها قبل تنفيذ أي انسحاب من الضفة الغربية, بينما تمنى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مع مطلع العام الجديد, حماية الحلم الفلسطيني بإنشاء دولة مستقلة عاصمتها القدس, وشارك ثلاثة آلاف فلسطيني أمس في الاحتفالات المستمرة بذكرى انطلاق حركة فتح في غزة. واعلن وزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي أمس انه سيقدم استقالته في حال وافق البرلمان الاسرائيلي على مشروع موازنة 1998 الذي قدمه بنيامين نتانياهو. واضاف ليفي في مؤتمر صحافي عقده في القدس (سأصوت ضد مشروع الموازنة وهذا التصويت بالرفض يعني تقديم استقالتي) . الا ان ليفي ترك الباب مفتوحا امام تسوية مع نتانياهو عندما اعلن انه لن يقدم استقالته الا بعد التصويت على الموازنة. وهذا يعني انه سيكون بامكان نتانياهو اذا اراد ذلك ارضاء وزير خارجيته الذي يعتبر من الوجوه المعتدلة القلة داخل الحكومة. وكان حزب جيشير (خمسة نواب) الذي يتزعمه ليفي رفض مشروع موازنة عام 1998 الذي قدمه نتانياهو تعبيرا عن رفضه لخفض النفقات الاجتماعية ولتعثر عملية السلام. وقال ليفي (سنصوت في حزب جيشير, وانا شخصيا على رأس نواب الحزب, ضد مشروع قانون الموازنة) . الا ان نتانياهو يستطيع الاعتماد على اكثرية نظرية من 63 نائبا من اصل 120 من دون نواب جيشير بعد ان حصل على دعم نائبين من حزب موليديت الىميني المتطرف الذي لا ينتمي الى الائتلاف الحاكم, بسبب تقديم دعم مالى اضافي للمستوطنات في الأراضي الفلسطينية. وقال ليفي (دخلت الى هذه الحكومة حرصا مني على تأمين عدالة اجتماعية ودفع عملية السلام قدما) . واتهم ليفي نتانياهو بعدم التقيد باتفاق خطي وقعه معه في يوليو الماضي حول زيادة بعض النفقات الاجتماعية ومكافحة البطالة. واضاف (نلاحظ الىوم ان لا قيمة للتوقيع على هذا الاتفاق ولا معنى للتعاون وان صرخات الالم لا تجد من يستمع الىها) . وتابع (في حال كانت الحكومة عاجزة عن العمل من البديهي التفكير في اجراء انتخابات مبكرة) . وقد اجتمع البرلمان الاسرائيلي أمس في القدس للتصويت على الموازنة اثر تأجيل متكرر بسبب الخلافات بين اعضاء الائتلاف الحاكم, وسط مؤشرات باحتمال التأجيل مجدداً. وتمكن نتانياهو من الحصول على دعم الاكثرية داخل الائتلاف بعد ان وعد الاحزاب المشاركة معه في الحكومة بدعم مشاريع تطالب بها تبلغ قيمتها مئات ملايين الدولارات. ولم تشمل قائمة التنازلات لكسب الاصوات اي اذعان لمطالب حزب جيشير الذي ينتمي له وزير الخارجية ديفيد ليفي ويسيطر على خمسة مقاعد في البرلمان, وعلى اثر ذلك اعلن ليفي انه سيستقيل من الحكومة. وكان اكبر بند هو توجيه 450 مليون شيقل كمعونات اضافية لنظام الرعاية الصحية. وقال مكسيم ليفي شقيق وزير الخارجية والعضو بحزب جيشير انه لم يتم احراز اي تقدم. واضاف ان مقترحات اصلاح نظام الرعاية الصحية ما هي الا زيادة غير مباشرة في الضريبة اذ انها ستضطر المشتركين في التأمين الصحي لدفع المزيد من المال مقابل الاستشارات الطبية. واضاف (الاغنياء سيتلقون خدمات افضل الاطباء وافضل الفحوص وافضل رعاية صحية) . ويهدد التيار الىميني في الائتلاف كذلك بمعارضة الميزانية من اجل الحصول على تنازلات من نتانياهو بشأن اعادة انتشار القوات الاسرائيلية في الضفة الغربية. وتضغط الولايات المتحدة على اسرائيل من اجل تنفيذ اعادة الانتشار المنصوص علىه في اتفاق السلام المؤقت الموقع عام 1995 . وعلى الرغم من اعتراضات بعض اعضاء الائتلاف الا ان نتانياهو واثق من حصول ميزانيته على موافقة البرلمان في نهاية الامر. وابلغ نتانياهو الصحفيين في البرلمان (ستمرر الميزانية بأغلبية حاسمة) . الا انه يخشى ان يكون للوعود المالىة التي قطعها نتانياهو عواقب وخيمة على الاقتصاد الإسرائيلي المهدد اصلا بالركود. فقد اشارت احصاءات رسمية اذاعتها الوكالة المركزية للاحصاءات أمس الى ان معدل النمو الاقتصادي انخفض الى النصف تقريبا في العام 1997 بينما ارتفعت نسبة البطالة لتشمل 8% من الاشخاص القادرين على العمل. واوضحت الوكالة في تقرير ان اجمالى الناتج القومي ارتفع بنسبة 2,1 % فقط خلال العام الماضي مقابل نسبة نمو بلغت 4,5% في العام 1996 و7,1% خلال 1995. واظهرت الاحصاءات ان قطاع البناء كان الاكثر تضررا اذ تراجع نشاطه بنسبة 5% بينما كان سجل نموا بمعدل 6% في 1996 و16,2% عام 1995. وتراجع معدل الانتاجية في مجمل الاقتصاد الاسرائيلي بنسبة 1%. ويرى الخبراء ان على الخزانة ان تستهلك من احتياطيها لتأمين نفقات الميزانية او ان ترفع الضرائب. على صعيد آخر كشفت صحيفة (هآرتس) الاسرائيلية أمس أن حكومة نتانياهو تعد لائحة مطالب أمنية من الفلسطينيين هي مثابة شروط لاعادة انتشار جيشها في الضفة الغربية. وأوضحت الصحيفة أن مكتب رئيس الوزراء يعكف على اعداد وثيقة تقع فيما بين 10 و12 صفحة تتناول بالتفصيل الاتفاقات التي تتهم اسرائيل الفلسطينيين بعدم احترامها. ونقلت (هآرتس) عن مسؤول رفيع لم تشر الى اسمه قوله أن الوثيقة التي سيناقشها مجلس الوزراء الاسرائيلي بعد غد الأحد ربما معدة لتكون لائحة شروط لاعادة انتشار الجيش الاسرائيلي المزمعة في الضفة الغربية. وأضافت الصحيفة أن اسرائيل تطلب من السلطة الفلسطينية في هذه الوثيقة بنزع أسلحة الاسلاميين والامتناع عن أي (تحريض على العنف) والعمل على تفكيك شبكات تمويل الحركات الاسلامية. وتدعو الحكومة الاسرائيلية الفلسطينيين في هذه الوثيقة الى أن يحددوا أي مواد تنص على عدم الاعتراف بوجود اسرائيل الغيت عام 1996 من ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية. وكان المجلس الوطني الفلسطيني, أعلى هيئات منظمة التحرير, ألغى في أبريل 1996 كل مواد الميثاق التي تناقض اتفاقات الحكم الذاتي, لكنه لم يوضح أيها ألغى. وقبلت اسرائيل يومها بهذا القرار. وقال المسؤول الاسرائيلي الرفيع لصحيفة (هآرتس) أن الوثيقة الجديدة أعدت لتكمل لا بل لتكون بديلا عن خطة تعاون أمني أعدتها الأجهزة الأمنية الفلسطينية والاسرائيلية الأسبوع الماضي ورفضها نتانياهو. في الوقت نفسه أكد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أن مسيرة السلام في 1997 لم تمض بشكل دقيق وأمين وفق الاتفاقات, وقال للصحفيين في غزة أنه يتمنى العمل لحماية حلم قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف, وكرر عرفات تفاؤله برؤية النور في آخر النفق. كما تجمع الآلاف من الفلسطينيين من أنصار حركة فتح في احتفال كبير بغزة أمس في ذكرى انطلاق الحركة, وقام عدد كبير منهم بتنظيم مسيرة في شوارع المدينة قاموا خلالها بحرق أعلام إسرائيلية وإطلاق النار في الهواء من أسلحتهم الرشاشة. ـ الوكالات

Email