آفاق الاستثمار في محو الأمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

في جميع البلدان، تُعد القدرة على القراءة والكتابة مسألة ضرورية لدعم مجموعة واسعة من الأهداف الاجتماعية والإنمائية، بدءاً من المشاركة السياسية إلى النتائج الصحية الجيدة. وتعرف معدلات وفيات رضع الأمهات المتعلمات انخفاضاً ملحوظاً.

وعلى النقيض من ذلك، فإن الأطفال المنتمين إلى المناطق التي تنخفض فيها نسبة محو الأمية، لا يحصلون على نتائج سيئة في المدرسة فحسب - وبالتالي تكون فرصهم الاقتصادية أقل - ولكن أيضاً متوسط العمر المتوقع لديهم أقل بكثير من نظرائهم في المناطق التي يرتفع فيها معدل محو الأمية.

وتحتل باكستان المرتبة الثانية من حيث معدل محو الأمية في جنوب آسيا بعد أفغانستان، وبالنسبة لمحو الأمية بين البالغين تحتل المرتبة 150 من بين 188 دولة حول العالم.

ولا بد ليس من من العمل على الاستثمار في مجال محو الأمية في البلاد. ولا بد أن نستشهد هنا بتجربة مهمة، إذ ارتفع معدل محو الأمية الإجمالي في بنغلاديش من 46٪ في عام 2007 إلى 73٪ في عام 2017.

كما أحرزت البلاد تقدماً ملحوظاً فيما يتعلق بالتكافؤ بين الجنسين منذ عام 2000، مع مواصلة التقدم الذي أحرزته في العقد السابق. في العام الماضي، استوفت بنغلاديش جميع معايير الأهلية الثلاثة -بما في ذلك «الأصول البشرية»، والتي تشمل محو الأمية- للتخرج من قائمة الأمم المتحدة الأقل نمواً. (تم تحديد الوصول إلى مستوى البلدان النامية بحلول عام 2024).

يجب جعل محو الأمية، في جميع الدول التي تعاني هذه المشكلة، أولوية قصوى وأن ننفذ برنامجاً وطنياً يراعي المجتمع متعدد الأعراق واللغات في البلاد.

إن تحسين عملية محو الأمية ليس صعب المنال، حتى في ظل ظروف صعبة. وهذا يتطلب الالتزام والتخطيط والموارد. ولكن نظراً إلى الفوائد الضخمة المتمثلة في محو الأمية على مستوى العالم، ليس هناك استثمارات أكثر أهمية.

* باحثة باكستانية في إسلام أباد، و زميلة سابقة في معهد العلوم الاجتماعية والسياسات.

Email