الاستفادة من الاقتصادات الناشئة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواجه الاقتصادات الناشئة في العالم مجدداً نوبة من الغموض والالتباس. ومن بين تلك الاقتصادات تعد الأرجنتين وجنوب أفريقيا وتركيا تحديدا الأكثر إثارة للقلق، بسبب مزيج من السياسات النقدية المريبة، إضافة إلى خفض العملة أمام الدولار الأميركي، الأمر الذي يهدد بتقويض قدرة تلك البلاد على سداد أصول ديونها وفوائدها. لكن ليس كل الاقتصادات الناشئة سواسية.

لا شك أن خطر انتقال العدوى واضح جلي، كما كانت الحال في الماضي. ومن ثم يتحتم على كل دولة من الاقتصادات الناشئة معالجة التحديات التي تواجهها حتى تتفادى السقوط ضحية لها. بناء على ذلك، يميل بعض المستثمرين لتبني نهج عام يبتعد عن المجازفة في التعامل مع العالم الناشئ بأكمله، لا سيما في ظل التوترات المتصاعدة التي تهيمن على التجارة العالمية. لكن قد يكون من الخطأ تجاهل الظروف المواتية للغاية التي تمتاز بها بعض الاقتصادات الناشئة.

على سبيل المثال، تمكنت اقتصادات ناشئة عديدة من إحراز تقدم ملموس على صعيد إدارة مستويات الديون، ورفع الإنتاجية، وتحسين البنى التحتية، وتنفيذ الإصلاحات المطلوبة. وقد ساهم كل ذلك في تقوية مرونة تلك الاقتصادات في مواجهة الصدمات الخارجية. فقد بنى عدد كبير بالفعل من الاقتصادات الناشئة أسساً أكثر سلامة ورسوخاً عبر فترة ممتدة، رغم الشكوك المستمرة بشأن درجة استيعابها دروس الماضي، ناهيك عن مظاهر التنافر وعدم الاتساق بين الدول.

ويمثل التفاوت بين المخاطر المتصورة والفعلية، والميل لتعميم الحكم على كل الاقتصادات الناشئة مشكلة مزمنة. لكن ينبغي للمستثمرين تحاشي التراجع الجماعي عن الاقتصادات الناشئة بدافع وجود مشكلات بارزة في عدد قليل من الدول. بل ينبغي أن يتبنوا منهجاً أكثر تمعناً وتدقيقاً، يركز على تحسين نسبة المخاطر إلى العائد بالاستثمار في مناطق وأسواق مختارة .

 

* الرئيس التنفيذي والمؤسس لمنظمة رأس مال مستدام من منظور مختلف (بلو لايك آن أورانج ساستينابل كابيتال)

Email