ترجمة القوة الاقتصادية إلى «ناعمة»

ت + ت - الحجم الطبيعي

ذات يوم، قال أحد الخبراء المخضرمين في عالَم الأعمال، إن كل الإدارة السيئة تُدَرَّس أكاديمياً باعتبارها مثالاً. والآن يقوم الرئيس الاميركي دونالد ترامب بتدريس درجة الماجستير في كيفية عدم الخدمة كرئيس تنفيذي لأميركا. فبتخليه عن عملية صنع السياسات المدروسة المتروية التي انتهجها من سبقه من الرؤساء، لصالح رئاسة تتخذ من تلفزيون الواقع نموذجاً لها، فشل ترامب في التعبير عن أي شيء يشبه استراتيجية وطنية جديرة بالثقة.

من المؤكد أن الممارسات الاقتصادية الصينية لابد من التصدي لها. فبتراجعه عن وعود الإصلاح والمزيد من انفتاح السوق، يعزز الرئيس شي جين بينغ القطاع الحكومي في مواجهة المنافسة الأجنبية، في حين يتجاهل مسألة الملكية الفكرية. لكن مواجهة الصين تتطلب الاستعانة بحلفاء، ومن الواضح أن النهج الذي يتبناه الرئيس ترامب من شأنه أن يزيد من عزلة الولايات المتحدة.

حتى الفحص الظاهري السريع للروابط الاقتصادية بين الصين وحلفاء أميركا في آسيا كفيل بتوضيح مدى عدم فعالية هجمات ترامب على التجارة الحرة. فالصين هي القلب الاقتصادي في جنوب شرق آسيا، وقد مثلت نحو 21% من صادرات المنطقة في عام 2015. والصين أيضاً أكبر مستورد في المنطقة، ويشمل قسم كبير من التجارة من الدول المجاورة الإلكترونيات والآلات، وهو ما يؤكد دور الصين بوصفها «مركز المعالجة» في آسيا.

أياً كان ما يتوقعه ترامب من مواقفه التجارية، فلا ينبغي لنا أن نستهين بتأثير النفوذ الأميركي في مختلف الدول المطلة على المحيط الهادئ ــ وخارج المنطقة. ورغم التحديات الكبرى التي يواجهها النظام في الصين في ترجمة قوتها الاقتصادية إلى قوة ناعمة، فإن قادتها يستفيدون من خلال الدعوة إلى تجارة عالمية مفتوحة.

* كبير محللين ومدير الشؤون العامة في وكالة الاستخبارات المركزية سابقاً

Email