دور الاتحاد الأوروبي واغتنام الفرصة

ت + ت - الحجم الطبيعي

استشرافاً للمستقبل، لا ينبغي للاتحاد الأوروبي أن يقيد نفسه في إطار إعادة التوكيد على التزامه بخطة العمل الشاملة المشتركة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتخلي عن الاتفاق النووي مع إيران.

بل يتعين عليه أن يغتنم الفرصة لتقديم استراتيجية أعرض اتساعا في التعامل مع إيران، استراتيجية قادرة على إقناع قادة إيران بمعالجة المخاوف المشروعة حول برنامجهم المستمر لتصنيع الصواريخ الباليستية وسلوكياتهم التخريبية في المنطقة.

وإذا نجحت هذه الخطوة، فإن نهجاً أوسع نطاقاً من شأنه أيضاً أن يترك الباب مفتوحاً أمام الولايات المتحدة للعودة إلى المشاركة في الجهود الدبلوماسية المتعددة الأطراف في وقت لاحق. يستطيع الاتحاد الأوروبي أن يستفيد من العلاقة الاقتصادية مع إيران.

ويجب أن يفهم الإيرانيون أنهم فقط من خلال تقييد برنامج الصواريخ والتعاون في جهود إعادة الاستقرار إلى المنطقة يصبح بوسعهم الحفاظ على علاقتهم الاقتصادية مع أوروبا. كما يتعين على قادة الاتحاد الأوروبي أن يوضحوا أيضاً أن نظام العقوبات الذي كان سارياً قبل عام 2015 سوف يُفرَض من جديد إذا استأنفت إيران التخصيب النووي .

في تبني النهج الأوسع نطاقاً، لا بد أن يكون الهدف، كما اقترح ماكرون، إبرام اتفاقية موازية لخطة العمل الشاملة المشتركة. كما ينبغي لمثل هذه الاستراتيجية أيضاً أن تبدأ في إغلاق فجوة الانقسام المتزايدة الاتساع بين ضفتي الأطلسي والتي فتحتها رئاسة ترامب.

ذلك أن تفكك الغرب تطور مرحب به في نظر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأنظمة غير الليبرالية في مختلف أنحاء العالَم. فلا شيء أحب إلى قلب المستبدين والشعبويين من زرع الفوضى وإهدار الثقة في النظام الدولي القائم على القواعد الذي ظل قائماً في فترة ما بعد الحرب. وتجسد الديمقراطيات التي شيدت هذا النظام القيم المضادة لمصالح النظم الدكتاتورية.

* رئيس مجموعة تحالف الليبراليين والديمقراطيين من أجل أوروبا في البرلمان الأوروبي حالياً.

Email