فكرة استقلال البنوك المركزية

ت + ت - الحجم الطبيعي

ينسى الناس مدى حداثة فكرة استقلال البنوك المركزية، فقد اكتسب بنك إنجلترا المهيب الاستقلال النقدي قبل عشرين عاماً فقط.

في أوائل ثمانينيات القرن العشرين، عندما كتبت بحثاً أكاديمياً أوردت فيه الحجة لصالح الاستقلال كونه أداة لترسيخ مصداقية البنوك المركزية في مكافحة التضخم ،وقد سخر أولئك الحكام من فكرة أن يكون الاستقلال أكثر من مجرد واجهة بلا معنى يمكن اختراقها بسهولة من قِبَل الحكومة.

من المؤسف أن المعركة من أجل استقلال بنك الاحتياطي الفيدرالي لم تنته بعد، فربما يكون الرئيس الأميركي دونالد ترامب حريصاً فقط على الإبقاء على ذخيرته جاهزة إلى أن يندلع صراع حقيقي. في الوقت الحالي، تُعَد زيادات أسعار الفائدة التي يخطط لها بنك الاحتياطي الفيدرالي وقائية إلى حد كبير، فالتضخم لا يرتفع إلا ببطء شديد، حتى برغم أن الاقتصاد يبدو مفرط النشاط، لكن لحظة الحساب قد تأتي.

في حال اندلاع أزمة، ربما يتبين أن استقلال بنك الاحتياطي الفيدرالي أكثر هشاشة مما قد يتصور أغلب الناس، فهو ليس مقدساً في الدستور الأميركي، كما يتحكم الرئيس والكونغرس في العديد من أدوات السيطرة. أنشئ بنك الاحتياطي الفيدرالي بموجب قانون في الكونغرس في عام 1913،.

ومن حيث المبدأ يستطيع الكونغرس تعديله أو إصلاحه،ولنقل من خلال إقرار زيادة كبيرة في الإشراف من قِبَل الكونغرس، أو عن طريق تجويعه بحجب التمويل. والواقع أن مشاريع قوانين كانت تطرح من حين إلى آخر في الكونغرس، وكانت لتفعل هذا على وجه التحديد.

في الوقت الراهن، نال المعينون في بنك الاحتياطي الفيدرالي معاملة الجنرالات ، وفي ظل العجز المتضخم واقتراب حملة الانتخابات الرئاسية في عام 2020، تنتظرنا أوقات عصيبة، ولكن الآن، ينبغي لنا أن نعترف بأن رئاسة ترامب في هذه المنطقة على وجه التحديد كانت شبه طبيعية.

* أستاذ الاقتصاد والسياسة العامة في جامعة هارفارد

Email