"البرسيم" لمقاومة أمرض المعدة ومكافحة الجوع!

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

هل جربت يوماً أن تتذوق كوباً مثلجاً من عصير البرسيم؟!، هل فكرت في أن تتناول طبقاً طازجاً من البرسيم الأخضر؟! لا تستغرب أو تستنكر، فالبرسيم ليس كما يظن الناس طعام الدواب فقط، ولكنه يصلح طعاماً للإنسان أيضاً، حيث يعتقد الصينيون أن ما هو مفيد للحيوان فإنه مفيد للإنسان أيضاً، وبدأوا يستخدمونها لفتح الشهية ومعالجة مشاكل الهضم. أما الهنود فكانوا يعالجون القرحات بالبرسيم، ويصفونه أيضاً لمعالجة التهاب المفاصل واحتباس البول والسمنة المفرطة. وكان العرب يطعمون جيادهم بالبرسيم مقتنعين أنه يجعلها أسرع وأكثر حيوية ويعرفونه بأنه أصل جميع الأغذية.

وتعتبر إسبانيا أول من أدخل البرسيم إلى أمريكا، وهو الآن أحد نباتات الأعلاف الأكثر شعبيةً في السهول، ومنذ حوالي 20 سنة تبنى خبير بريطاني يرأس جمعية خيرية بريطانية الدعوة إلى استعمال البرسيم كغذاء للبشر لاحتوائه على بروتينات تفيد في مكافحة مشكلة الجوع وسوء التغذية في العالم وأطلق عليه "السلاح الأخضر"!، ونظمت هذه الجمعية حملة لإقناع الهيئات الدولية الكبيرة مثل منظمة الأغذية والزراعة بأن أكل البرسيم يمكن أن ينقذ ملايين الأطفال الذين يعانون الجوع أو سوء التغذية، وأثارت هذه الحملة اهتمام دول مثل رومانيا والصين وأجريت تجارب ناجحة على التغذية بالبرسيم.

ويذكر أنه في أواخر الخمسينات من القرن الماضي ظهر عصير البرسيم في أغلب محال العصير وأطلق عليه اسم (الربيع) وأصبح منافساً شديداً لعصير القصب، وظهرت عليه بعض الشائعات والنكات في ذلك الوقت بسبب انتشاره الواسع، وقالوا إن من يشرب عصير البرسيم ستطول أذناه وقد يظهر له ذيل طويل، ما قلل الاهتمام به واختفى من محال العصير. وقد واكب هذه الحملة ظهور بعض الدراسات العلمية في مصر عن استخدام البرسيم في أغراض غذائية للإنسان، وقامت كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية باستخلاص البرسيم وإضافته في عمل الكيك والبيتي فور والحلويات، وهو مستخلص غني بالبروتين وبمكونات اللون الأخضر الطبيعي وفي اختبار التذوق كان الإقبال على حلويات البرسيم أكثر من أنواعها العادية.

كما أكدت الدراسات أن الأميركيين يتناولون بذور البرسيم كمادة غذائية على شكل (نابت) حيث يتم إنبات البذور الجافة إلى نباتات صغيرة تشبه الحلبة المنبتة، ليتم طبخها بالتحمير السريع مع التقليب لمدة دقيقتين ليتم تناولها بعد ذلك، والطبق المتوسط من البرسيم النابت المطبوخ يعطي الجسم 5 جرامات بروتين وجراماً ونصف من الألياف مع كميات من المعادن الغذائية والفيتامينات.

وأيضاً قامت الدراسات العلمية في كندا بمقارنة القيمة الغذائية لنبات بذور البرسيم مع الكرنب والخس، وظهرت زيادة في كمية البروتين بحوالي 5 مرات في بذور البرسيم عما في الكرنب والخس. كما تزيد أيضاً النشويات والسكريات في البرسيم مرتين مقارنة بالكرنب والخس. أما الحديد المقاوم لأنيميا جسم الإنسان فهو يزيد 13 مرة في بذور البرسيم عما في الكرنب وحوالي 11 مرة أكثر مما في الخس. كما وجد أن فيتامين (ب)، المهم لعمليات الهضم تكون كميته في نابت البرسيم ضعف ما يوجد في الكرنب والخس، والكمية المتوسطة من نابت البرسيم تعطي الجسم طاقة قدرها 70 سعرة حرارية، بينما تناول الكمية نفسها من الخس يعطي 15سعرة حرارية فقط.

للمزيد من أحداث الدراسات التي تربط بين ممارستنا اليومية وأوضاعنا الصحية اطلعوا على المضمون المنشور تحت وسم #جسمي_يتفاعل.

Email