تجابهن المستحيل جنباً إلى جنب مع الرجل

نساء يحولن التحديات إلى قصص نجاح

ت + ت - الحجم الطبيعي

هل التحديات التي تقابلها المرأة في حياتها المهنية تشكل حجر عثرة في طريق تقدمها؟ وهل تمتلك من القدرة والقدرات الخاصة ما يجعلها قادرة على تخطي كافة العراقيل والمشاكل التي تواجهها؟ وهل تستطيع تغيير الصورة النمطية المأخوذة عنها داخل المجتمع التي تعيش فيه؟ وهل هناك تجارب نسائية ناجحة سطرت إنجازات كبيرة، وغدت نماذج يحتذى بها؟

كل هذه الأسئلة، وغيرها استطاع عدد من النساء المشاركات في #الفريق_ألفا في موسمه الثاني أن يجبّن عنها من واقع التجربة العملية داخل المؤسسات التي يعملن فيها، بل برهن عدد منهن أنهن على الرغم من التحديات الموجودة في طبيعة أعمالهن بشكلٍ مستمر، إلا أنهن نجحن في مجابهة هذه الصعوبات، جنباً إلى جنب مع الرجل، وتخطيها بنجاح في كل المهن تقريباً.


خيالة نسائية
فاطمة عصام، عريف أول في فريق الخيالة النسائية بشرطة دبي، تمتزج في شخصيتها روح المغامرة والتجديد، وتعتبر تجربتها التي لم تتعدَ السنوات الثلاث في العمل الشرطي حديثة، ولعل دافعها الأول للالتحاق بفرقة الخيالة إلى جانب عملها الرئيس، هي جاذبية الفكرة وتميز الفريق كأول فريق نسائي في الوطن العربي، علاوة على شغفها بعالم الخيول.

https://media.albayan.ae/inline-images/2570304.jpg

لم تكمل فاطمة فترة طويلة في تدريبات الخيل، لحداثة تجربتها، إلا أنها وجدت نفسها غارقة في عالم الخيل وتفاصيله، بروح الحماس والمغامرة التي ترافقها في كل موقف، حتى وإن كان السقوط حليفها، فهذا غير مهم، كما حدث معها ذات مرة، وهي تتسابق مع زميلاتها عندما سقطت واختل توازنها من فوق الخيل، وبالرغم من ذلك، عاودت الركوب من جديد، لتكمل مغامرتها مع خيلها «هنلي» ذي القوة والذكاء

والسرعة الفائقة، فهو مهووس بالمسافات الطويلة، والسباقات، علاوة على حبها الكبير لأداء الحركات الصعبة مع الخيل، مثل فتح الذراعين بشكل مستوٍ على الجوانب والجري من دون لجام، كأنها تقود مركبة وسط الطريق من دون مقود.

اختصاصية الفنون
عُينت هالة خياط، اختصاصية للفنون الشرق أوسطية والإيرانية المعاصرة لدى دار كريستيز في عام 2007، وتمت ترقيتها إلى منصب مديرة المزادات والمديرة المشاركة لدار كريستيز في دبي في عام 2013. تحمل إجازة في الفنون الجميلة والاتصالات البصرية من جامعة دمشق، وحاصلة أيضاً على درجة الماجستير في دراسات التصميم من كلية سانت مارتن المركزية للتصميم والفنون في لندن.

https://media.albayan.ae/inline-images/2570303.jpg

تؤكد خياط أن لكل لوحة في دار كريستيز سيرة ذاتية، مثل الإنسان. وفي بعض الأحيان، يمكن الوصول للنهاية، وفي أوقات أخرى، يتم الوصول إلى منتصف التاريخ، وتضيف، نسافر في المنطقة، ونزور معارض ومقتنين وأصدقاء الفنانين، عدا ما يأتينا على إيميل المزاد، فمثلاً، أزور صانعي البراويز في بيروت ودمشق وغيرها من العواصم، وأحياناً يحضر المقتنون الأشياء التي يديرونها، إلا أن لبعض اللوحات حكاية خفية في خلفية اللوحات، حيث تحمل الكثير من الحكايات، فربما تضم لصاقة من مشاركة معرض، أو تفاصيل الملاك الذين تعاقبوا على تاريخ اللوحة، وبالتالي، يتم تعقب التاريخ.

القوة الناعمة
https://media.albayan.ae/inline-images/2570302.jpg

"لا تعرف الخوف ولا الصعوبات سواء أكانت الواقعة معقدة أم عادية، طالما تلتزم بالجدية وروح الفريق الواحد مع بقية العناصر"؛ هكذا هي شخصية العريف جميلة محمد المحيربي، في فرقة الاقتحام والمداهمة بشرطة أبوظبي. تخرجت جميلة في مدارس الشرطة في سويحان وها هي تكمل مشوارها المهني بجدية عالية تسبقها طموحات المرأة الإماراتية التي قهرت المستحيل، واخترقت مجالات عمل الرجال بجدارة لتشكل مع الرجل حماية وطنية متكاملة.

تعقيدات هندسية
تجذب مهنة الهندسة بكل تعقيداتها المرأة؛ فحصة المطروشي، مهندسة فضاء في مركز محمد بن راشد للفضاء، وأسماء محمد، مهندسة طيران في شركة "طيران الإمارات"، نموذجان مشرفان لحضور المرأة الإماراتية في مهن كانت لوقت ليس ببعيد حكراً على الرجل، وقد ضربتا مثالاً حياً على حضور العنصر الأنثوي في كافة المجالات، وكانت وستظل شريكاً أساسياً للنجاحات التي تحققها الدولة في كل المجالات؛ فهي ركن رئيسي ومهم في استراتيجية الدولة نحو التقدم والنمو.

مهندسة فضاء
حصة المطروشي، مهندسة فضاء ونائب مدير مشروع القمر الصناعي «نايف1». لم يكن يخطر في بالها العمل في مجال الفضاء، لكن دراستها الأكاديمية في مجال الهندسة لم تجعل هذا الحلم بعيد التحقق، وانضمت إلى مركز محمد بن راشد لأبحاث الفضاء منذ سنوات.

https://media.albayan.ae/inline-images/2570300.jpg

وتؤكد المطروشي أهمية وجود المرأة في مثل هذه المشاريع التي تعد من التخصصات النادرة والتي تتطلب إعداداً جيداً لكافة مراحل تعليم المرأة في الدولة، ومن هذا المنطلق تشير المطروشي إلى تعاون مركز محمد بن راشد للفضاء مع جامعة الإمارات لتنويع العلاقات، وزيادة الاهتمام بأعمال الفضاء لدى طلبة الكليات العلمية.

مهندسة طيران
 أسماء محمد، مهندسة طيران معتمدة من "طيران الإمارات"، تعمل في قسم (الكابين أبيرنس)، درست في كلية الطيران التابعة لطيران الإمارات، وتمتد خبرتها إلى 7 سنوات. قامت بدورات كابين متخصص، ودورات تخصصية أخرى.

https://media.albayan.ae/inline-images/2570299.jpg

وتحرص أسماء خلال عملها على أن يكون كل ما يراه المسافرون داخل الطائرة على الصورة الأمثل، حيث تبدأ بالتفتيش على حالة الكابين من الداخل ابتداء من مقصورة الطيار فمقصورات الدرجة الأولى والبيزنس وصولاً إلى الدرجة السياحية، ويتميز الفريق العامل معها أنه الأكبر حجماً من بقية الفرق داخل "طيران الإمارات"، حيث تتم إزالة كل موجودات الطائرات بترتيب محدد، حفاظاً على توازن الطائرة، من مقاعد ومراحيض ومطابخ وإعادتها مجددة بالكامل بعد صيانتها في ورشة الصيانة الخاصة، أو يتم استبدال الأجزاء التالفة.

ترويض الجوارح
تعد جواهر الشامسي، مسؤولة التدريب في مركز تدريب الطيور بحديقة الحيوانات بمدينة العين، أول مدربة إماراتية للطيور الجوارح، وهي بالوقت ذاته مشرف الفريق، تقبع خلف شخصيتها الناعمة جرأة وثقة عالية، فقد وجدت نفسها منذ ثلاثة أعوام تمتلك شغفاً كبيراً في مهنة التدريب التي تبتعد عنها الفتيات.

https://media.albayan.ae/inline-images/2570298.jpg

تقول الشامسي عن أبرز التحديات التي تواجهها خلال تدريبها للطيور الجارحة: " الأمر ليس هيناً كما يعتقد الكثيرون، بل هو تحدٍّ مخيف، لا يخلو من الحوادث. لكن تبقى حرفية وأسلوب مدربي الفريق هي من تحدد متانة العلاقة والود المتبادل الذي ينشأ فيما بعد بين المدرب والطائر، فالطير الجديد يلزمه 6 شهور تقريباً ليتعود على صاحبه، وذلك بحمله على اليد لساعات مكثفة كل يوم، إلى أن يشعر بالأمان ويزول الخوف وتختفي الحواجز بينهما". وتتابع الشامسي: "المربي الذكي هو من يجعل طيوره تعرفه وتفرح بقدومه وتتعود عليه كي لا ترتبك أثناء تقديم العرض أمام الجمهور، وهذا ما يتسم به الفريق مع هذه الفئة من الطيور".
 

Email