العاملون في الرعاية الصحية الأشد تعرضاً للمضاعفات

يمكن أن تصيب أوبئة الإنفلونزا السنوية جميع الفئات السكانية وتؤثر فيهم تأثيراً وخيماً، غير أن الحوامل والأطفال المتراوحة أعمارهم بين 6 أشهر و59 شهراً والمسنين والأفراد المصابين بأمراض مزمنة معيّنة مثل الإيدز والعدوى بفيروسه والربو والأمراض القلبية أو الرئوية المزمنة والعاملين في مجال الرعاية الصحية هم الفئات الأشد تعرضاً لخطر ظهور المضاعفات.

علامات

وتتسم الإنفلونزا الموسمية بارتفاع حرارة الجسم بشكل مفاجئ والإصابة بسعال (عادة ما يكون جافاً) وصداع وألم في العضلات والمفاصل وغثيان وخيم (توعّك) والتهاب الحلق وسيلان الأنف، ويمكن الإصابة بسعال وخيم قد يدوم أسبوعين أو أكثر. ويُشفى معظم المرضى من الحمى والأعراض الأخرى في غضون أسبوع واحد دون الحاجة إلى عناية طبية. ولكن يمكن للإنفلونزا أن تتسبّب في حدوث حالات مرضية وخيمة أو أن تؤدي إلى الوفاة إذا ما ألمّت بإحدى الفئات الشديدة، وتدوم الفترة التي تفصل بين اكتساب العدوى وظهور المرض، والتي تُعرف بفترة الحضانة، يومين تقريباً.

انتقال العدوى

تنتشر الإنفلونزا الموسمية بسهولة وتنتقل العدوى بسرعة في الأماكن المزدحمة بما فيها المدارس ودور التمريض. وعندما يسعل الشخص المصاب بالعدوى أو يعطس، ينتشر الرذاذ الحاوي للفيروسات (الرذاذ المعدي) في الهواء وفيما بين الأشخاص شديدي التقارب الذين يستنشقونه. كما يمكن للفيروس الانتشار عن طريق الأيدي الملوّثة به. ولتوقي سراية العدوى ينبغي للناس تغطية أفواههم وأنوفهم بمنديل عند السعال وغسل أيديهم بانتظام.

أوبئة موسمية

وفي المناطق المعتدلة المناخ تحدث أساساً أوبئة الإنفلونزا كل عام أثناء فصل الشتاء، في حين أنه يمكن أن تحدث في المناطق المدارية طيلة العام مسببة فاشيات أقل انتظاماً.

تسبب الأمراض من خفيفة إلى وخيمة حتى الوفاة. وتسجَّل حالات دخول المستشفيات والوفاة أساساً لدى الفئات الشديدة التعرض للخطر. وعلى الصعيد العالمي تتسبّب تلك الأوبئة السنوية في حدوث نحو ثلاثة إلى خمسة ملايين من حالة اعتلال وخيم وفيما يتراوح بين 000 250 و000 500 وفاة.

وفي البلدان الصناعية تُسجّل معظم الوفيات المرتبطة بالإنفلونزا بين الأشخاص البالغين من العمر 65 فأكثر (1). وتتسبب الأوبئة في مستويات مرتفعة من الغياب عن العمل/ الدراسة وفي خسائر كبيرة في الإنتاجية. ويمكن أن يزداد عبء العيادات والمستشفيات خلال فترة المرض الذروة.

ولا تُعرف الآثار الناجمة عن أوبئة الإنفلونزا الموسمية في البلدان النامية معرفة تامة، لكن تقديرات البحوث تشير إلى تسجيل 99% من وفيات الأطفال دون سن الخامسة المصابين بأمراض المسالك التنفسية السفلية المرتبطة بالإنفلونزا في البلدان النامية.

الوقاية

التطعيم هو أنجع وسيلة لتوقي المرض أو حصائله الوخيمة. وقد تم إتاحة اللقاحات المأمونة والناجعة واستخدامها طيلة أكثر من 60 عاماً. ويمكن أن يوفر لقاح الإنفلونزا حماية معقولة للبالغين الأصحاء حتى عندما لا تتطابق الفيروسات المنتشرة تماماً مع فيروسات اللقاح.

ومع ذلك فقد يكون لقاح الإنفلونزا أقل نجاعة في حماية المسنين من الاعتلال، ولكنه يمكن أن يحد من وخامة المرض ومن حدوث المضاعفات والوفاة. ويكتسي التطعيم أهمية خاصة بالنسبة للناس المعرّضين، أكثر من غيرهم، لمخاطر الإصابة بمضاعفات خطيرة جرّاء الإنفلونزا والأشخاص الذين يعيشون معهم أو يعتنون بهم.