علاج 12 حالة كسور بليغة بتقنية «الاليزاروف» و3 بالذكاء الاصطناعي في مستشفى راشد

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف الدكتور بلال اليافاوي استشاري ورئيس قسم الكسور والعظام في مستشفى راشد عن علاج 12 حالة كسور بليغة نتيجة حوادث سير تم فيها فقد أجزاء كبيرة من العظام مع حدوث التهابات عظمية بكتيرية مقاومة لكافة أنواع المضادات الحيوية والعلاجات التقليدية بتقنية «الاليزاروف» وهي عبارة عن أجهزة دائرية خارجية تثبت على رجل المصاب وعادوا ليمارسوا حياتهم الطبيعية 100% رغم فقدانهم الأمل في العلاج.

وقالت شما الرميثي، التي تعرضت لحادث بليغ أدى إلى حدوث عدة كسور فقدت معها الأمل في العودة مرة ثانية لممارسة حياتها الطبيعية: إن الحادث نجم عنه أيضا تهتك عظم الساق وأنه تم في البداية علاجها عن طريق تثبيت 15 برغياً في الساق، نجم عنها بعد فترة حدوث التهابات عظمية بكتيرية مما استدعى إزالة البراغي واستخدام المضادات الحيوية لإزالة الالتهاب بعدها تم تثبيت جهاز دائري خارجي على الساق يطلق عليه تقنية «الاليزاروف» وبعد 9 شهور عادت لممارسة حياتها الطبيعية.

حاسب آلي

وقال الدكتور اليافاوي: إن القسم ابتكر طريقة لعلاج مثل هذه الحالات عبر استخدام الحاسب الآلي للتوصل إلى أفضل طريقة لتعديل الأطراف المصابة ومحاكاة مراحل العلاج من خلال الذكاء الاصطناعي، تتيح للجراح والمريض رؤية واضحة لمراحل العلاج ومدى دقة إصلاح إصابة الطرف المصاب بنسبة 100%، لافتاً إلى استخدام الذكاء الاصطناعي مع 3 حالات لغاية الآن.

 

تثبيت الأطراف

بدوره، قال الدكتور محمد سند أخصائي أول في قسم العظام: إن العملية تتلخص بقيام الطبيب المدرب على هذا النوع من الجراحات بتثبيت الأطراف المصابة بجهاز جراحي يتكون من حلقتين ثم يقوم بإدخال كل بيانات المريض مع صور أشعة الطرف المصاب بعد إجراء الجراحة على البرنامج الخاص بالجهاز على الحاسب الآلي، ومن ثم يقوم الحاسب الآلي عن طريق عملية حسابية وهندسية معقدة، بوضع خطة العلاج كاملة مع الفترة الزمنية المطلوبة للعلاج، وكيفية استرجاع الوضع الصحيح للعظام المصابة، وتعديل الانحرافات والاعوجاجات الناجمة عن الإصابة، وأيضاً كيفية تعويض ما فقد من عظام مع وضع إطار زمني واضح ودقيق، ويحصل كل من الطبيب والمريض على نسخة مطبوعة عن الخطة العلاجية كاملة تشمل مدة العلاج بالكامل من خلال متابعة يومية لوضع الطرف المصاب، ما يمكن الطبيب والمريض من متابعة تقدم الحالة والتأكد من سير الخطة العلاجية في الاتجاه الصحيح وفقاً لما خطط له.

وأوضح أن قسم العظام في مستشفى راشد هو أول جهة صحية على مستوى الشرق الأوسط تقوم بإدخال الذكاء الاصطناعي في علاج الكسور المعقدة والاعوجاجات والتشوهات الخلقية، إضافة إلى تطويل القامة.

كسور مضاعفة

وبين أن معظم الحوادث التي ترد إلى قسم الطوارئ تكون بإصابات بليغة تؤدي إلى كسور مضاعفة أو تمزق شديد في الأنسجة، وهو ما كان في السابق يعالج بطرق علاجية تقليدية تستغرق وقتاً طويلاً، مما كان يستدعي بقاء المريض في المستشفى مدة طويلة مع عدم القدرة على المشي وانقطاع عن العمل لفترة طويلة، لافتاً إلى أن المريض الواحد كان يكلف في السابق أكثر من مليون درهم، في حين انخفضت حالياً باستخدام الجهاز الجديد المربوط ببرنامج الذكاء الاصطناعي على الكمبيوتر لأقل من مئة ألف درهم، وهو ما يعني توفير أموال طائلة جداً على الدولة.

وأوضح سند أن الجهاز الجديد الذي يتم تركيبه للمريض هو عبارة عن جهاز صغير يتكون من حلقتين، مربوط ببرنامج الذكاء الاصطناعي ويتم من خلاله تعويض الأجزاء المفقودة من العظام بعظام جديدة من المريض نفسه، حيث إن جسم المريض يقوم بتشكيل الأجزاء المفقودة نتيجة إصابة العمل أو الحادث باستخدام الأجهزة الدائرية المزودة ببرنامج الذكاء الاصطناعي.

وأضاف أنه بعد تركيب الجهاز الدائري المكون من حلقتين يتم إدخال كل بيانات المريض «لسوفت وير» خاص، ويتم فوراً احتساب نسبة نقص وفقدان العظم، ونسبة الانحناء أو التشوه وغيرها، ثم يقوم بعدها برنامج الذكاء الاصطناعي بإعطاء جدول عن تفاصيل الخطة العلاجية ونسبة التحسن اليومي والمدة المطلوبة للعلاج، لافتاً إلى أنه يتم إعطاء التطبيق للمريض وبإمكانه متابعة التحسن اليومي، ومتابعة علاجه بنفسه، والتواصل مع الطبيب في حال حدوث أي خطأ في الخطة العلاجية.

ذكاء اصطناعي

وأوضح الدكتور سند أن إدخال الذكاء الاصطناعي في علاج الإصابات البليغة أو حتى التشوهات الخلقية لدى الأطفال يعطي نتائج تصل نسبة الدقة فيها إلى 100%، كما أن المريض نفسه يقوم بعلاج نفسه من خلال اتباع التعليمات والإرشادات الموضوعة له من قبل برنامج الذكاء الاصطناعي من داخل البيت ودون الحاجة للبقاء في المستشفى، وهو ما وفر على القسم والمستشفى عدداً كبيراً من الأسرّة يمكن الاستفادة منها في علاج المرضى الآخرين.

وأضاف أن المريض تكون لديه أيضاً صورة واضحة عن مدة العلاج المطلوبة، كما يمكنه متابعة تطور حالته الصحية يومياً، لافتاً إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي قلل من حجم الإنفاق على الخدمات الصحية، وقلل من تكاليف العلاج على المريض.

Email