يكرهون الإبداع ويثبطون الهمم ويحاربون كل إنجاز

أعداء النجاح أشباح تحوم حولنا بوجهين

ت + ت - الحجم الطبيعي

النجاح خطيئة يرتكبها المرء بحسن نية ومع ذلك لا يغفرها له الآخرون! كلمات ربما تثير نوعا من الاستغراب، إلا أنها حقيقة يجب إدراكها، فما من ناجح إلا وتحوم حوله أشباح أعداء النجاح، الذين يكرهون النجاح ويهاجمون الإبداع، ويحاولون بسعيهم المريض تثبيط الهمم لكي لا تنتج أبدا! وفي هذا الإطار نذكر إحدى الكلمات المنيرة للكاتب مصطفى أمين؛ إذ يقول: «إذا قمت بعمل ناجح وبدأ الناس يرمونك بالطوب فاعلم أنك وصلت بلاط المجد، وأن المدفعية لا تطلق في وجهك، بل احتفاء بقدومك».

وقديماً قال أحد الحكماء: «إذا تمنيت أن تنجز إنجازا عظيما، تذكر أن كل إنجاز يتطلب قدرا من المجازفة، وأنك إذا خسرت فأنت لا تخسر كل شيء، لأنك تتعلم دروسا. لن تضل الطريق لو تمسّكت باحترام الذات ثم احترام الآخرين وتحمل مسؤولية كل فعل».. إذن فأعداء النجاح لا يجب أن نلتفت إليهم، لأنهم أساسا ليسوا كفوئين، فلا تزيدنا عداوتهم إلا كل تميز ورغبة في البحث عن ما هو أفضل لنصل بطموحنا إلى الثريا.. (الحواس الخمس) ناقش هذا الموضوع مع مجموعة من الشباب، نعرض ذلك ضمن السطور التالية:

صناعة الإنجازات

المنشد أحمد المنصوري يقول: بفضل الله تعالى لا أعاني من وجود أعداء النجاح الذين يثبطون العزيمة، ويحاربون كل ناجح.. موضحا أنه يتحتم على الناجح ألا ينتظر الاعتراف بشخصيته المتميزة، فالزمان والوقت كفيلان بإثبات حقيقة إنجازاته.. والتوكل الدائم على الله تعالى مع الإخلاص في ما نقدمه من أعمال، وعدم جعل كلمات النقد وتحطيم وتكسير الذات من اهتماماتنا، وتسخير جهدنا ووقتنا لصناعة انجازاتنا.

أعداء النجاح نحن من نصنعهم

وترى مريم عبدالرزاق (طالبة جامعية) بأن أعداء النجاح نحن من نجعلهم حولنا، ويتمثل هذا ببعض الأعذار أو الحجج التي يسوقها الفرد لتبرير التسويف؛ كأن يقول لنفسه إنه يعمل أفضل تحت ضغط الوقت، أو ما زال الوقت مبكرا، أحتاج إلى مشروب جيد قبل البدء، أنا مشغول جدا الآن، سأبدأ فيه غدًا أو مع بداية الأسبوع.. والنقطة التي تجب الإشارة إليها هنا ضرورة مواجهة كل هذه الأعذار وعدم الاستجابة لها، باليقين التام أن الناجحين لا يخضعون لها أبدا.. مضيفة: أن النجاح لا يكون إلا من خلال الجهد الكبير المبذول من قبل الشخص الناجح، فالنجاح لا يقدم على طبق من ذهب ! كما أنه عملية ليست سهلة أبدا، وتحتاج إلى اجتهاد متواصل.. وبابتسامة تقول مريم: اعلم يا عدو النجاح أن الناجحين سيواصلون مسيرتهم بنجاح، وأولى خطواتهم تجاه المحافظة على نجاحاتهم ستكون تحقيق النجاح لمن حولهم عن طريق تطهيرهم من أمثالك يا عدو النجاح.

لا حصر لهم

ويشير طلال الحميري (مدير مشروع «تم» التطوعي) إلى أن أعداء النجاح حولنا لا عدد ولا حصر لهم.. وهم أيضا ليسوا حكرا على زمان معين أو مكان بعينه.. وهم ذوو صفات كثيرة، منها: الانهزامية، الفشل، السلبية، العدائية، لعدم القدرة على النجاح والتجدد والإبداع وتطوير الذات، إضافة إلى أنهم ضارون لأنفسهم ومجتمعهم، فلا ينجزون ولا يتركون غيرهم ينجز.. مضيفا: إن الإنسان الضعيف غير الواثق من نفسه الذي تمتلئ روحه بالحقد والحسد وتهتز نفسه بين يديه ويضيق عقله عن التفكير المتزن هو ذلك الذي يحمل قلباً مريضا، ولا يجد في ذاته ايجابيات تعطيه نوعاً من الوجود، هو ذلك الذي تمتلئ ذاته بالسلبيات، يضيق هو بها، وبالتالي لا يجد وسيلة للتخفيف منها سوى إسقاطها على الآخرين، في محاولة بائسة يائسة ليرتاح مما تحمله ذاته من سقطات فكرية وأعباء نفسية مؤلمة، تلك بالضبط حال من يشعر بالنقص والأسى وتدن في معرفة الذات، وبالتالي لا سبيل له سوى النيل والهجوم على الآخر.

الناجح أكبر من أعدائه

لمياء آل علي (موظفة) تقول: بعض الناجحين يصابون بالغرور وحب الذات، بل حب الظهور أكثر من وضعهم الحقيقي، أما أسباب وجود الظاهرة فنجدها نتيجة عوامل كثيرة تساعد على ولادة أشخاص يكرهون ويعادون نجاح الآخرين. وتبدي لمياء استياءها حينما يتعرض الناجح للكثير من التهم، وهنا يتحتم على الناجح إدراك أن تلك الشائعات المغرضة والاتهامات الزائفة ما كانت لولا نفوس مريضة حاقدة حاسدة تنهش قلوبهم نار الغيرة مما وصل الناجح إليه، مع محاولة عدم اقتحام أي نقاشات أو تعليقات معهم، فالشخص الناجح أكبر من ذلك، وأن يجعل طاقته للجديد من أعماله وطموحاته.

يكرهون كل جميل

الإعلامي طلال الهنداسي حينما سألناه: هل لديك أعداء نجاح؟ أجاب مبتسماً: «هُم كُثر».. موضحا أنهم فئة تكره النجاح وأهله، وتخاف خوفا عميقا من ظهور أشخاص يتمتعون بمواهب وطاقات وإبداعات.. عموما يكرهون رؤية أي شخص محبوب صادق، أو وجه جميل، أو عمل ناجح.. مضيفاً: أعداء النجاح أصبحوا كثر، أسلوبهم التحطيم، الغدر، والطعن في الظلام للنيل من همم من هم أكبر منهم نجاحا ليثنوهم عن تحقيق طموحاتهم، لأنهم أساسا يشعرون بأنهم قابعون في الفشل! مما يدفعهم إلى النظر إلى الآخرين الناجحين في حياتهم وأعمالهم بحسد وغيرة وكيد، حيث يحاولون دائما أن يقللوا من شأن نجاحهم، ويعتبروا أنهم محظوظون في هذا النجاح لا أكثر ولا أقل!

Email