اخترع علماء جهازاً يمكنه إبقاء الدماغ حياً ليعمل بشكل مستقل بعد فصله عن الجسم.
وتمكن الباحثون في مركز «يو تي سوث وسترن» الطبي في الولايات المتحدة من عزل تدفق الدم إلى دماغ خنزير تم تخديره بالكيتامين، في حين حافظت خوارزمية محوسبة على ضغط الدم الضروري وحجمه ودرجة حرارته والمواد المغذية التي يحتاجها العضو، وذلك حسبما أفاد موقع صحيفة «إندبندنت» البريطانية.
وأوضح فريق أطباء الأعصاب أن نشاط الدماغ شهد تغيرات طفيفة خلال خمس ساعات، على الرغم من عدم تلقي أي مدخلات بيولوجية من بقية الجسم.
وأكدوا أن نجاح التجربة يمكن أن يؤدي إلى طرق جديدة لدراسة الدماغ البشري دون تأثير وظائف الجسم الأخرى، مشيرين إلى أن التكنولوجيا تفتح باباً لإمكانية إجراء عمليات زرع الدماغ في المستقبل.
وقال خوان باسكوال، أستاذ علم الأعصاب وطب الأطفال وعلم وظائف الأعضاء في مركز يوجين ماكديرموت للأطفال: «إن هذه الطريقة الجديدة تتيح إجراء أبحاث تركز على الدماغ بشكل مستقل عن الجسم، ما يسمح لنا بالإجابة عن الأسئلة الفسيولوجية بطريقة لم يتم القيام بها من قبل».
وتم بالفعل استخدام النظام الأول من نوعه، الذي يشار إليه باسم «التحكم في الدورة الدموية النابضة خارج الجسم» (EPCC)، لفهم تأثيرات نقص السكر في الدم على الدماغ بشكل أفضل دون الحاجة إلى النظر في العوامل الخارجية.
وعادةً ما تتضمن الأبحاث المتعلقة بانخفاض نسبة السكر في الدم تقييد تناول طعام حيوانات المختبر، أو إعطائها جرعة من الأنسولين، إلا أن الأجسام الحيوانية لديها طرقها الطبيعية الخاصة للتعويض عن هذه العوامل عن طريق تغيير عملية التمثيل الغذائي.
وسمح عزل الدماغ بهذه الطريقة للباحثين بدراسة تأثير تناول العناصر الغذائية بشكل مستقل عن آليات الدفاع الطبيعية للجسم.
وخلص الباحثون في دراستهم، التي نُشرت خلال الشهر الحالي بعنوان «صيانة وظيفة دماغ الخنازير تحت التحكم في الدورة الدموية النابضة خارج الجسم»، إلى أنه «تم الحفاظ على النشاط الدماغي طوال مدة الدراسة».
وذكروا أنه «باستثناء زيادة أكسجة أنسجة المخ عند مكملات الأكسجين، والتغيرات المعتدلة في الضغط داخل الجمجمة عند استخدام بضع القحف، ارتبط هذا النظام بمستويات قريبة من الأصلية من المعلمات الفسيولوجية الدماغية، مثل الضغط داخل الجمجمة، وتشبع الأنسجة بالأكسجين، ودرجة الحرارة».