لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا
تزداد خلال فصلي الخريف والشتاء لدى العديد من الناس آلام العظام والمفاصل، وتتفاقم المضاعفات بسبب الامتصاص المحدود لفيتامين «د»، الذي يأخذه الجسم من أشعة الشمس غير الموجودة خلال فصل الشتاء، كما ينخفض تدفق الدم إلى كل المناطق في الجسم للحفاظ على دفء الدم حول القلب، وهذا يؤدى إلى تصلب وألم في المفاصل، وفق أطباء هيئة الصحة بدبي. ويمكن أن يؤدي تجاهل المشكلات المتعلقة بالعظام والمفاصل إلى مزيد من التدهور، ما قد يسبب التشنجات والكسور.
قالت الدكتورة أمل الجزيري استشاري ورئيس وحدة كبار السن بقطاع خدمات الرعاية الصحية الأولية إن «هشاشة العظام» الذي يعرف بالمرض الصامت عادة لا تظهر أي أعراض له في المراحل المبكرة من فقدان العظم، ولكن بمجرد ضعف العظام نتيجة الإصابة بهشاشة العظام، قد تظهر الأعراض، وهناك أعراض منها سهولة الإصابة بكسور العظام عن المعدل المتوقع (في حوض الفخذين، في الفقرات، في مفاصل كفيّ اليدين أو في عظام أخرى)، مع قصر في القامة مع مرور الوقت واتخاذ وضعية التقوس إلى الأمام في العمود الفقري.
عوامل الخطر
وأشارت الدكتورة الجزيري إلى أن عوامل خطورة الإصابة بهشاشة العظام تشمل الجنس، حيث تُعد النساء أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام من الرجال والعمر، فكلما تقدَّم العمر، زادت خطورة الإصابة بهشاشة العظام والعِرق، حيث يزيد خطر الإصابة بهشاشة العظام لذوي البشرة البيضاء أو من أصل آسيوي، إضافة للتاريخ العائلي، إذ إن وجود أحد الوالدين أو الإخوة أو الأخوات مصاباً بهشاشة العظام يعرّض الشخص لقدر أكبر من الخطورة، لا سيما إذا كان الوالد أو الوالدة قد سبق وتعرّض لكسر في الوِرك ومؤشر كتلة الجسم، الأقل من أو يساوي 19 إضافة للتدخين وتناول الكحول.
جهازديكسا
وبيّنت أن كثافة العظام تقاس بجهاز الديكسا ((Dual energy X - ray absorptiometry - DEXA وهو جهاز أشعة يقيس كثافة العظام في عظام العمود الفقاري والحوض، حيث تعد طريقة تصوير كثافة العظام بتقنية DEXA (قياس امتصاص العظم بواسطة الأشعة السينية المزدوجة) طريقة التصوير الأفضل، وهذا الإجراء سهل وسريع ويعطي نتائج عالية الدقة.
طرق الوقاية
وحول أهم طرق الوقاية من هشاشة العظام قالت الدكتورة الجزيري: يجب المواظبة على ممارسة النشاط الجسدي والتمرينات الرياضية، والامتناع عن التدخين وتناول المشروبات الكحولية، والتقليل من استهلاك الكافايين والمشروبات الغازية، والتعرض للشمس لزيادة إنتاج فيتامين «د» وتناول منتجات الحليب والخضروات الورقية لأنها مصدر مهم للكالسيوم والوقاية من السقوط عن طريق استخدام فرش للأرض مقاوم للانزلاق والتقليل من أكل اللحوم الحمراء لأنها تحتوي على الفسفور الذي يحتاج لكمية من الكالسيوم لموازنته مما يؤدي إلى تقليل نسبة الكالسيوم في الدم.
أسباب
وعزّت الدكتورة الجزيري مرض هشاشة العظام إلى وجود نقص في استهلاك كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين «د» على فترات طويلة من العمر، مطالبة المرضى باستهلاك هذه الكميات من الفيتامينات عند ظهور أعراض المرض الذي يطلق عليه: «اللص الخفي أو المرض الصامت» لعدم وجود أعراض إلا عند حدوث الكسور.
ووجدت دراسة حديثة أن تناول فيتامين «د» يساعد أجهزتنا المناعية على البقاء متوازنة خلال فصل الشتاء.
أنماط الحياة
من جانبه، أكد الدكتور علي السيد مدير إدارة الخدمات الصيدلانية في هيئة الصحة بدبي أن مشكلة نقص فيامين «د» وصلت إلى مرحلة الوباء، الذي يصيب الكبار والصغار الذكور والإناث من مختلف المراحل العمرية.
وأشار إلى أنه مع تغير أنماط الحياة وقلة التعرض للشمس والطبيعة، بدأت تظهر مشكلة نقص فيتامين «د» حتى بين الشباب والمراهقين، وبات يصرف للمواليد الجدد والرضع.
جرعات
وحول كيفية أخذ الفيتامين، قال الدكتور السيد: تختلف من مريض لآخر حسب نسبة فيتامين «د» في الجسم، حيث يعطى المريض في البداية أقراصاً أو كبسولات فيها 50 ألف وحدة دولية كل أسبوع لمدة 8 أسابيع وبعدها 5 آلاف وحدة دولية يوماً بعد يوم لمدة شهرين، ومن ثم فحص فيتامين «د» إذا كان أقل من 30 نانوغرام تكرر الجرعة لمدة 8 أسابيع، ومن ثم يعطى علاجاً وقائياً 800-1000 وحدة دولية أو 50 ألف وحدة كل شهر، أو التعرض الكافي للشمس 30 دقيقة واليدين والأرجل مكشوفة مرتين في الأسبوع بعد الشروق بساعتين وقبل الظهيرة، وكذلك العصر قبل الغروب بساعتين.
وفقاً للمنظمة الدولية لهشاشة العظام كل 3 ثوانٍ تحدث حالة كسر غير فقاري ناجم عن هشاشة العظام، وكل 22 ثانية حالة كسر فقرات ناجمة عن الهشاشة.
من جهة أخرى، وفي دراسة نشرت في المكتبة الوطنية الأمريكية للطب، فإن تناول فيتامين «د» يمكن أن يقلل من احتمالات الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي مثل نزلات البرد والإنفلونزا، حيث يساعد فيتامين «د» أجهزتنا المناعية على البقاء متوازنة خلال فصل الشتاء.
وخلصت الدراسة إلى أن تناول مكملات هذا الفيتامين خلال فصل الشتاء قد يقلل من الإصابة بالإنفلونزا.
وفي دراسة أخرى تم نشرها في مجلة الطب النفسي، لاحظ الباحثون أن المشاركين في الدراسة المصابين بالاكتئاب لديهم مستويات منخفضة من فيتامين «د»، ووجد التحليل نفسه إحصائياً، أن الأشخاص الذين يعانون نقص فيتامين «د» كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب.
دراسة
أشارت دراسة حديثة نشرت في المكتبة الوطنية الأمريكية للطب إلى أن فيتامين «د» يقوي جهاز المناعة، ويحسن الحالة المزاجية، ويقي من الاكتئاب، ويحمي من الإصابة بهشاشة العظام.
وينتج عن نقص فيتامين «د» في الجسم زيادة نشاط الغدة الدرقية، وهو ما ينتج عنه هشاشة العظام، ويتفق الأطباء على ضرورة استخدام المصدر الطبيعي لفيتامين «د» لأقصى حد ممكن، ويكفي لتزويد الجسم بالفيتامين التعرض لأشعة الشمس لمدة من 5 إلى 20 دقيقة، ومع هذا فإنه يوصى لمن لا يتعرضون للشمس لفترات كافية بالحصول على الفيتامين عن طريق المكملات الغذائية.
نشر التوعية بالأنماط الحياتية الصحية وقاية استباقية من المرض
أكد عدد من مستطلعي «البيان الصحي» أن تعزيز التوعية بالأنماط الحياتية الصحية وقاية استباقية من هشاشة العظام، لافتين إلى أن ممارسة المشي في أوقات الصباح وقبل الغروب والخروج للمتنزهات نهاراً من شأنه المحافظة على المستويات الطبيعية لفيتامين (د)، الذي يلعب دوراً مهماً في الحفاظ على صحة العظام.
وأوضحت بدرية مفتاح، أنه لتجنب الإصابة بمرض هشاشة العظام، جراء نقص فيتامين (د)، لا بد من التعرض لأشعة الشمس، إذ لا يمكن الاقتصار على المصادر الغذائية للحصول على الاحتياجات اليومية من الفيتامين، وإنما يتطلب الأمر تحقيق ثالوث الحماية وهو التعرض لأشعة الشمس، والغذاء، والمكملات الغذائية.
بدورها، قالت نجود محمد: إن ظروف عملها تجبرها على القيادة لساعات طويلة مما عرضها للإصابة بهشاشة العظام نتيجة لعدم ممارسة الرياضة، فضلاً عن عدم اتباع نظام غذائي سليم لأنها لا تجد الوقت الكافي لذلك، لافتة إلى أنها إما أن تختار ما بين عظام صحية وقوية، وما بين بشرة خالية من التجاعيد بسبب التعرض للشمس.
غذاء صحي
وطالب زياد طارق بنشر التوعية بالأغذية الصحية التي تمد أجسامهم بفيتامين (د)، مشيراً إلى أن الموظف الذي يضطر لقضاء ساعات النهار الطويلة في المكتب كيف له أن يتعرض للشمس؟، ولهذا يتطلب منه الحفاظ على تناول بالغذاء السليم لاسيما وإن كان يعمل لساعات طويلة في اليوم، ولا يمتلك غير ساعة واحدة خلال النهار يستطيع من خلالها تناول طعامه، مشيراً إلى أنها ليست كافية ليذهب للبحث عن مكان يقدم غذاء صحياً فيضطر لتناول وجبات سريعة بشكل يومي، كما أنه لا يمتلك الوقت الكافي للخروج خارج المكتب والتعرض للشمس.
وأضاف أنه تفاجأ من الفحوص التي أجراها أخيراً أنه مصاب بمرض هشاشة العظام على الرغم من اعتقاده بأن هذا المرض لا يصيب سوى كبار السن، وأن لا خطورة منه.
تمارين رياضية
من ناحيتها، أكدت سها محمد السعيد، أنها لم تلحظ إصابتها بالمرض الصامت بسبب عدم اتباعها لممارسة التمارين الرياضية أو العادات الصحية في الغذاء، بسبب ظروف عملها مشيرة إلى أنها بدأت تشعر بآلام في العظام وعند الفحص اكتشفت أنها في بداية الإصابة، على الرغم من أنها تعتقد أنها لا تزال دون السن التي يمكن أن تصاب فيها النساء به، وطلب منها طبيبها أن توقف تطور المرض، باتباع نصائحه وتناول كميات كافية من الكالسيوم وكافة أنواع الجبن لما تحتوي عليه من نسبة عالية من الكالسيوم.
أما عائشة حبيب البلوشي فطالبت جهات العمل المختلفة أن توفر لموظفيها أجهزة رياضية وأن تخصص لهم ساعة يومياً أو نصف ساعة على الأقل لتشجيعهم على ممارسة التمارين الرياضية التي تساهم في الحد من انتشار المرض الصامت، خاصة في ظل النمط المعيشي الذي يمنع الكثيرين من ممارسة التمارين الرياضية أو الاهتمام بالصحة الغذائية.
أشعة الشمس
من جانبه، أوضح الدكتور أنور الحمادي، استشاري ورئيس شعبة الأمراض الجلدية في جمعية الإمارات الطبية، أنه على الرغم من أهمية التعرض لأشعة الشمس كونها تمد الجسم بفيتامين (د) إلا أنها تعتبر العدو الأول للبشرة في حال تعرض المريض أو المريضة لها لفترات طويلة مستمرة، لذلك يجب أن نستفيد منها من دون أن نضر أنفسنا.
وقال الدكتور الحمادي: إن أهمية استعمال الواقي الشمسي تكمن في الوقاية من الحساسية من أشعة الشمس لاسيما للمصابين بمرض الذئبة الحمراء، والوردية تفادياً لإصابتهم بحروق أشعة الشمس، كما أن استخدام هذه الكريمات مهم للأشخاص المعرضين للتصبغات الجلدية، كما أن أصحاب البشرة البيضاء معرضون للإصابة بسرطان الجلد في حال لم يستخدموا الواقي الشمسي.
وأفاد بأنه ثبت علمياً أن استخدام الواقي الشمسي المناسب لنوع البشرة يقي بالفعل من سرطانات الجلد، لاسيما سرطان الخلايا القاعدية، وسرطان الخلايا الحرشفية وسرطان الملانوما، لذا فإن فائدة استعمال كريمات الوقاية من الشمس أكبر من ضررها، لاسيما إذا قضى الشخص فترة طويلة على شاطئ البحر.
وأوضح استشاري الأمراض الجلدية أن الحصول على فيتامين (د) يحتاج إلى التعرض للشمس لفترات طويلة، وبالتالي قد يتعرض الشخص للضرر في حال لم يستخدم الواقي الشمسي، كما يجب أن نتجنب ساعات الذروة وهي من العاشرة صباحاً وحتى الثالثة عصراً تقريباً.