النظام الغذائي.. التدرج والتوازن يجنبان المشاكل الصحيّة بعد رمضان

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قد يسبب تغيّر النظام الغذائي مع انقضاء شهر رمضان المبارك، للعديد من الناس الكثير من المشاكل الصحية؛ ولا سيما في الجهاز الهضمي؛ كاضطرابات عسر الهضم، والتهاب المعدة، وزيادة الوزن وغيرها، لذا ينصح بالتدرج في تناول الوجبات والتركيز على الوجبات الصغيرة والمتفرقة، مع الاستمرار على نظام غذائي متوازن وصحي حتى نتفادى هذه المشكلات وننعم بالصحة والعافية.

من جانبها، أكدت وفاء عايش مدير إدارة التغذية السريرية في هيئة الصحة بدبي على ضرورة التدرج السلس في تناول الوجبات الغذائية الصغيرة والمتفرقة خلال الانتقال من مرحلة الصوم إلى مرحلة ما بعد رمضان، والاعتماد على الخضراوات والفواكه.

وقالت: إن الالتزام بروح شهر رمضان طوال العام، وتنظيم الوجبات الغذائية، وتناول الأكل الصحي المتوازن المعتدل في الكميات والمختلف في الأنواع، الذي لا يحتوي على الكثير من السعرات الحرارية أو النسب العالية من الدهون، يؤدي دوراً أساسياً في التمتع بصحة جيدة وحياة سعيدة، وهناك نصائح عدة مهمة يجب اتباعها حتى نحقق هذا الهدف، منها تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية، مع تناول الحبوب الكاملة والخضراوات والفواكه، ولا بد من تناول الخبز البني والأرز والمنتجات المصنعة من الحبوب الكاملة، والحفاظ على الوزن المناسب.

عوامل

وأشارت إلى أن الوزن المثالي يعتمد على عوامل عدة منها: الجنس (ذكر أو أنثى)، والطول والعمر، وبعض العوامل الوراثية، والزيادة في الوزن تساعد على زيادة فرص الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري وبعض أنواع السرطان، كما أن النحافة المفرطة أيضاً تزيد من فرص الإصابة بهشاشة العظام، وعدم انتظام الدورة الشهرية لدى السيدات، لذلك عند خسارة الوزن، لا بد من الاستعانة بخبير التغذية لتنظيم بعض العادات الغذائية والتحكم في الوزن، كما أن التمارين الرياضية المنتظمة تساعد على الاحتفاظ بالوزن المناسب.

كما شددت وفاء عايش على ضرورة الانتظام في تناول الوجبات، حيث إنّ إهمال إحدى الوجبات الأساسية قد يؤدي إلى الإحساس بالجوع المفرط، الذي يتسبب في تناول كميات كبيرة من الطعام، فعند الشعور بالجوع تهمل أساليب التغذية الجيدة تماماً، وينصح أيضاً بتناول الوجبات الخفيفة بين الوجبات للتغلب على الإحساس بالجوع، وبالتالي عدم تناول كميات كبيرة من الطعام، ولكن يراعى عدم تناول كميات كبيرة من الطعام خلال الوجبة الخفيفة حتى لا تتحول لوجبة أساسية.

وقالت مدير إدارة التغذية السريرية في هيئة الصحة بدبي: يجب التوازن في اختيار أنواع الوجبات فعند تناول بعض الأطعمة الغنية بالدهون، لا بد من تناول نوع آخر من الطعام خال من الدهون لمعادلة الكمية الكلية المتناولة من الدهون، أيضاً عند عدم تناول نوع معين من الطعام أو العناصر الغذائية خلال يوم معين، فلا بد من تناولها خلال اليوم التالي لتعويض الفاقد، فخيارات الطعام خلال أيام عدة متتالية ينبغي أن تكون متوازنة ومتنوعة للحفاظ على الصحة.

تغير النظام الغذائي

بدورها، قالت ليلى عبد الله أخصائية أغذية في مستشفى دبي: يتبع الصائمون خلال أيام رمضان نظاماً غذائياً يختلف في التوقيت والنوعية عنه في الأيام الأخرى، لمدة شهر كامل، وقد يؤدي تغير النظام الغذائي بعد شهر رمضان إلى مشاكل في المعدة وغيرها.

لذلك ينصح بالاستمرار في اتباع النظام الغذائي الصحي الذي كان متبعاً خلال شهر رمضان، والعودة تدريجياً إلى النظام الغذائي العادي، أي عدم المبالغة بالطعام من حيث الكمية والنوعية.

وقدمت بعض النصائح التغذوية خلال أيام العيد التي تساعد على التحول إلى اتباع نظام غذائي صحي خلال أيام العيد: قائلة خلال العيد يجب تناول الوجبات الرئيسة في أوقات قريبة من أوقات الإفطار والسحور، ومن ثم قرب مواعيد الوجبات تدريجياً إلى مواعيد الوجبات المعتادة، فذلك يساعدك تدريجياً على استعادة نظامك الغذائي الطبيعي.

وأضافت: يعتبر تناول وجبة «ثقيلة» على الفطور في أيام العيد أحد الأخطاء الشائعة، مشيرة إلى ضرورة تناول وجبة إفطار قليلة في العيد، فكي تعتاد المعدة على الطعام في الصباح يجب البدء بتناول كميات قليلة من الطعام ثم زيادتها تدريجياً.

وبالنسبة لحلويات العيد أوضحت ليلى عبد الله: خلال أيام عيد الفطر يتم التركيز على تناول الأطعمة المتنوعة والحلوى والمكسرات المختلفة بين الوجبات، ابتداء من صباح اليوم الأول للعيد، متجاهلين أن الجسم قد اعتاد خلال شهر كامل على الراحة من الطعام، مما يربك الجهاز الهضمي، لذلك ينصح بالمحافظة على مواعيد الوجبات، وتناول الطعام بكميات قليلة ويجب تجنب الإسراف في الطعام مصداقاً لقوله تعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين).

وتابعت: يجب الابتعاد عن الأغذية الدسمة والمقلية، وينصح باختيار الأطعمة المطبوخة، مثل: تناول البطاطا المطبوخة أو المسلوقة، بدلاً من المقلية، والحرص على شرب الكثير من الماء بدلاً من العصير والمشروبات المحلاة التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات.

تناول اللحوم

وقالت أخصائية الأغذية في مستشفى دبي: خلال أيام العيد تتناول الأسرة كميات كبيرة من اللحوم مع الأرز، ويتم تناول هذه الوجبة أكثر من مرة خلال اليوم الواحد، مما يرفع كمية اللحوم التي يتناولها الفرد بحيث تفوق احتياجاته بصورة كبيرة. وإلى جانب الصعوبة التي يواجهها الجسم في هضم هذه الكمية من اللحوم، فإن الجسم لا يحتاج في حقيقة الأمر إلا إلى كمية محدودة منها والباقي يتم تخزينه كدهن. وينتج عن عملية الهضم الغذائي للبروتينات في هذه الظروف كميات كبيرة من اليوريا وحمض اليوريك، مما يؤثر على مرضى الكلى ويرفع نسبة ما يتناوله الإنسان من الدهون الحيوانية التي ترفع من نسبة الكولسترول في الدم، لذلك، ينصح بتناول اللحمة مرة واحدة فقط خلال اليوم.

حلويات العيد

بدورها، قالت زكية الهاشمي اختصاصية التغذية في هيئة الصحة بدبي: تشكل حلويات العيد جزءاً خاصاً من العيد، وخاصة الحلويات الشرقية المختلفة مثل الكنافة والقطايف، التي تحتوي على نسبة عالية جداً من الدهون والسكريات.

ويؤدي الإفراط في تناولها إلى إرباك الجهاز الهضمي، مما قد يؤدي إلى حدوث إسهال شديد مصحوباً بالعديد من المخاطر الصحية الأخرى. وتتضاعف المخاطر الصحية لدى المصابين بداء السكري والسمنة وبارتفاع نسبة دهنيات الدم وأمراض القلب والشرايين. لذلك، من المفضل عدم المبالغة في تناولها على الرغم من ضغوط الضيافة والإلحاح الذي يشتهر به مجتمعنا، فينصح باختيار حبة فاكهة بدلاً من تناول هذه الحلويات أو المشروبات الغازية، كلما قمت بزيارة إلى أقارب أو أصدقاء، وإذا كان لا بد، فلا بأس من قطعة صغيرة جداً.

01

يجب عدم المبالغة في تناول الحلويات خلال العيد رغم عادات الضيافة التي يشتهر بها مجتمعنا، وينصح باختيار حبة فاكهة واحدة بدلاً من تناول الحلويات أو المشروبات الغازية

30

يتبع الصائمون نظاماً غذائياً يختلف في التوقيت والنوعية عنه في الأيام الأخرى، لمدة 30 يوماً، وقد يؤدي تغير النظام الغذائي بعد رمضان إلى مشاكل في المعدة وغيرها

02

تناول الوجبات الغذائية الصغيرة والمتفرقة خلال الانتقال من مرحلة الصوم إلى مرحلة ما بعد رمضان، والاعتماد على الخضروات والفواكه، أمران مهمان لتجنب الكثير من مشاكل الهضم

11

ينصح بتناول الوجبات خلال العيد في أوقات متقاربة للإفطار والسحور في فترة التحول لما بعد رمضان، وكذلك تقريب الوجبات إلى المواعيد المعتادة خلال الـ11 شهراً الأخرى

Email