د. منى تهلك المدير التنفيذي للمستشفى وعضو مجلس الاتحاد العالمي:

مستشفى لطيفة بيت خبرة عالمي لاكتساب ونقل المعرفة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لا ينفصل الحديث عن مستشفى لطيفة للنساء والأطفال، التابع لهيئة الصحة بدبي وإنجازاتها ومكانتها العالمية وريادتها، في مضمونه وجوهره عن الحديث حول الدكتورة منى تهلك المدير التنفيذي للمستشفى، وأول امرأة على مستوى العالم تحتل منصباً دولياً رفيعاً، وهو عضوية مجلس الاتحاد العالمي للمستشفيات وأمين صندوق الاتحاد لدورتين متتاليتين، عن جدارة واستحقاق، بدأنا حوارنا معها، من الاتحاد العالمي، ثم المستشفى، والتي أكدت أن مستشفى لطيفة يعد مركزاً مهماً لاكتساب الخبرات ونقل المعرفة، وأن المستشفى بإنجازاته وإمكانياته أقرب من المستشفى التعليمي المتخصص.

وأشارت إلى التطورات المتلاحقة فيه والتي تستهدف إحاطة المرضى بالعناية الفائقة وفق أعلى معايير السلامة، كما أكدت أن مستشفى لطيفة للنساء والأطفال بات وجهة استشفاء مميزة لآلاف الحالات المرضية من داخل وخارج الدولة، لافتة إلى أن المستشفى يستقبل 50 ألف حالة طارئة (أطفال ونساء) سنوياً، وتالياً نص الحوار:

تجارب

ماذا يعني الاتحاد العالمي للمستشفيات، وماذا يعني أنك أول امرأة في العالم تشغل عضوية مجلس هذا الاتحاد؟

الاتحاد العالمي للمستشفيات أحد أهم المنظمات العالمية التي يمتد تاريخ تأسيسها إلى 90 سنة، وهو يجمع دولاً مختلفة في عضويته بشكل عام، وهو معني بتقديم الاستشارات، وتعزيز عملية نقل الخبرات وتبادل التجارب الناجحة، ودعم المستشفيات في جانب البحوث والدراسات، وغير ذلك من الأمور التي تدعم الشأن الصحي.

أما عضوية مجلس الاتحاد العالمي للمستشفيات، فكان لي الشرف أن أمثل المرأة على مستوى العالم في هذا المجلس، ولذلك أعتز بكوني عربية وأفخر بأني إماراتية. ومن دون شك وجود امرأة في هذا المجلس الحيوي المهم، من شأنه تعزيز قضايا المرأة الدولية بشكل عام، وصحتها بشكل خاص، إلى جانب القضايا الصحية الأخرى.

إلى أي حد استفاد مستشفى لطيفة من وجودكم في عضوية مجلس الاتحاد العالمي للمستشفيات؟

مستشفى لطيفة للنساء والأطفال من المستشفيات الرائدة عالمياً، وهي وجهة أساسية لآلاف المرضى ليس فقط من داخل الدولة، بل وخارجها، وللمستشفى إنجازاتها ومكانتها الدولية، أما مسألة الاستفادة من عضويتي في مجلس المستشفيات العالمي، فأنا أحرص على نقل العديد من المعارف والتجارب إلى المستشفى، وفي الوقت نفسه أعمل على إبراز تجارب مستشفى لطيفة في المحافل الدولية، ومن دون شك هناك أثر آخر واستفادة على المستوى الشخصي، وهي صقل الخبرة والوقوف المتواصل على مستجدات الساحة الصحية العالمية، ولاسيما ما يخص المستشفيات.

تطورات

شهد مستشفى لطيفة للنساء والأطفال خلال السنوات القليلة الماضية تطورات متلاحقة، وإنجازات لافتة، نود التعرف إليها.. حدثينا بداية عن أعمال التوسعات التي شهدها المستشفى؟

الحديث عن التوسعات، لا يعني البنى التحتية المجردة، أو عدد الغرف والأسرة أو الطاقة الاستيعابية، وفقط، نحن نتحدث عن تطور، وهذا يشمل أعمال التوسعة ومناخ الاستشفاء وبيئة العلاج ودرجة جودة الخدمات.

وعندما أنجز المستشفى – بدعم غير محدود من إدارة هيئة الصحة بدبي – أعمال التوسعة لقسم الولادة، فنود الإشارة إلى أن ذلك حدث للمرة الأولى منذ عام 1987، وقد تم التركيز على فكرة أساسية للتوسعات، وهي تحسين رحلة المرضى ورواد المستشفى بشكل عام، فالمسألة – كما قلت – ليست في العدد فحسب، وإنما في أساليب الراحة والمناخ الإيجابي الذي يتسم به المستشفى.

الفكرة أيضاً هي إحاطة المرضى بكامل الرعاية الصحية، وفق أعلى معايير السلامة والمأمونية، وهذه هي اللغة الحديثة والمتطورة في المستشفيات العالمية، التي تعني بسلامة المرضى والمحافظة على حياتهم وتوفير كل سبل العناية التي تكفل سلامة رحلتهم وتواجدهم في أي وحدة من وحدات المستشفى. ولذلك راعى المستشفى اختصار رحلة المرأة الحامل على وجه التحديد، حيث أصبح دخولها إلى قسم الولادة من باب المستشفى مباشرة، دون الحاجة إلى المرور لأقسام أخرى، بما فيها قسم الطوارئ.

التركيز هو إحاطة الأم، والمرأة الحامل بكل الوسائل المعززة للصحة، والباعثة على التفاؤل. توسعات

إلى جانب المناخ والأجواء العامة وسبل الراحة التي ذكرتموها.. هل لنا أن نتعرف إلى أعمال التوسعات بالأرقام؟

أعمال التوسعات، شملت 15 غرفة ولادة جديدة، وغرفة عمليات متخصصة، إلى جانب غرفتين للولادة القيصرية، بخلاف غرف العمليات الجراحية النسائية الأخرى، وهي 4 غرف.

التوسعة أيضاً شملت غرف استراحة (رجال، ونساء).

من الصعب الحديث عن قسم دون قسم آخر في مستشفى لطيفة، فجميع الأقسام مميزة، لكننا نود التوقف بحديثنا عند (الطوارئ).. ماذا عن خدماته؟

قسم الطوارئ من بين الأقسام الأكثر نشاطاً وحركة، وهناك اهتمام بالغ به، لطبيعته، فهو المدخل الرئيس للخدمات الطبية العاجلة والحالات الحرجة التي ترد إلى المستشفى في أي وقت، ومن أي مكان، والقسم مزود بأفضل التجهيزات، التي يقوم عليها كفاءات طبية متخصصة، إلى جانب متخصصين وفنيين مدربين ومحترفين.

ولنا أن نذكر هنا أن مبنى الطوارئ في مستشفى لطيفة يستقبل سنوياً، 30 ألف حالة طارئة للأطفال. و20 ألف امرأة حامل، وحالة نسائية عاجلة.

وقد امتدت أعمال التوسعات إلى قسم الطوارئ، وذلك بــــ 15 غرفة للنساء والأطفال، ومن المنتظر أن يتم افتتاح قسم الولادة الجديد بداية العام الجديد إن شاء الله، وقسم الطوارئ المستحدث في الربع الأول من العام 2020. وستكون هناك أحدث أجهزة الأشعة (المقطعية والرنين)، فضلاً عن مختبر أكثر تطوراً وصيدلية ذكية.

مركز جراحة المناظير للنساء والأطفال، هو أحد الأقسام المهمة في مستشفى لطيفة.. هل لنا أن نتعرف إلى أي مدى وصل هذا المركز؟

مركز جراحة المناظير، فضلاً عن كونه معتمداً دولياً، فهو يمثل الآن وجهة مفضلة للمرضى من أصحاب الحالات الصعبة والمعقدة، ومنها حالات بطانة الرحم من المستوى الرابع.

المركز الآن تأتي إليه حالات مرضية من أوروبا، وأكثرها من فرنسا، وروسيا، كما ترد إليه حالات من الولايات المتحدة، وكندا، وباكستان. وهذه الحالات تمثل 25% من المترددات على المركز سنوياً.

وبالنسبة لجراحات المناظير للأطفال، فالحالات الوافدة على المركز، تمثل مختلف بلدان العالم، وأغلبها من أفريقيا.

أين المستشفى من البحوث والدراسات المتخصصة؟

لمستشفى لطيفة للنساء والأطفال، مكانته الدولية على مستوى البحوث والدراسات، التي يتم نشرها في مختلف المجالات والدوريات الطبية المُحكمة دولياً، وهناك أكثر من 30 ورقة بحثية في أمراض النساء والأطفال باسم المستشفى، فقط في العام الجاري ( 2019).

ولا تقف جهود وإنجازات المستشفى عند هذا الحد، فالمستشفى أيضاً معتمد لمنح الزمالة في جراحة المناظير، وتدريب الأطباء. كما أنه يمثل مركزاً بحثياً علمياً، بمشاركته في دراسة شاملة عن نمط الحياة وتأثيراتها، تجريها جامعة نيويورك – أبوظبي.

ليس هذا فحسب ما يحققه مستشفى لطيفة، فإلى جانب كونه وجهة استشفاء مميزة للحالات المرضية من خارج الدولة، فهو يعد مصدراً مهماً لنقل المعرفة واكتساب الخبرات، ونشير هنا إلى استقبال المستشفى نحو 15 طبيباً من مختلف دول العالم ( شهرياً)، ممن يرغبون الاستفادة من تجربتنا، وسياستنا، وأساليب الممارسات المهنية الحديثة لدينا، وهذا ما يزيد اعتزازنا بالمستشفى، وبكل ما تقوم به هيئة الصحة بدبي من أجل أن يكون مستشفى لطيفة، وإلى جانب مستشفيات ومراكز وعيادات الهيئة كافة، مؤسسات صحية عالمية المستوى، لها مكانتها المرموقة.

هل ترون أن المستشفى بهذا المجمل من الإنجازات والاعتمادات الدولية وإسهاماته في البحوث والدراسات العالمية المتخصصة، قريب جداً من أن يكون مستشفى تعليمياً؟

مستشفى لطيفة للنساء والأطفال، أقرب بالفعل من أن يكون مستشفى تعليمياً متخصصاً، ويكفيه ما يزخر به من خبرات وكفاءات طبية مخلصة ومتفانية في عملها وأداء مسؤولياتها، وفق أفضل الممارسات، والمعايير الدولية.

خدمات

لم نتحدث عن العناية بالأطفال الخدج؟

العناية بالأطفال الخدج، واحدة من أهم الخدمات التي يوفرها المستشفى، بمواصفات ومعايير عالمية، ووفق الأصول الطبية المعمول بها والمتعارف عليها، وضمن بيئة صحية مميزة. وقد شهد المستشفى أعمال توسعة في هذه الخدمة على وجه التحديد، وأصبح لديه الآن 64 سريراً، بعد أن كان عدد الأسرة 43 في العام 2015.

ماذا عن مركز السعادة، الذي أسسه المستشفى قبل عامين؟

مركز السعادة يقوم بدوره، في تقديم جميع الخدمات الإدارية الخاصة بالمواليد، حيث أنه ينهي المعاملات المتعلقة بهم، من شهادات الميلاد والتقارير الطبية، وجوازات السفر، داخل المستشفى، وفي اليوم نفسه، وهذه خدمات إضافية وفرها المستشفى لراحة الناس وسعادتهم.

حدثينا عن أجنحة البستان، التي افتتحتها هيئة الصحة بدبي في المستشفى، منتصف العام الماضي؟

«أجنحة البستان»، تمثل إضافة مهمة لإحاطة النساء بالمزيد من الرعاية والعناية الفائقة قبل وبعد العمليات الجراحية وعمليات الولادة، في خطوة مهمة نفذتها هيئة الصحة بدبي، نحو تقديم خدمات تنافسية عالية الجودة، وخيارات متعددة أمام المتعاملين مع المستشفى.

وتتسم «أجنحة البستان» وعددها 15 جناحاً، بذات المستوى الراقي من الخدمات الطبية التي يقدمها مستشفى لطيفة في جميع الأقسام والغرف الأخرى، باستثناء تميز الأجنحة بأجواء فندقية من حيث الإقامة ونوعية وطريقة تقديم الوجبات الغذائية، والمناخ العام ومستوى التأثيث رفيع المستوى، إلى جانب توفير المزيد من الوسائل الترفيهية، مع تلبية أي احتياجات شخصية أخرى تتفق والبروتوكولات المعمول بها داخل مستشفيات الهيئة.

15

توسعات مستشفى لطيفة شملت 15 غرفة ولادة جديدة، وواحدة للعمليات المتخصصة، واثنتين لـ«القيصرية»

2020

يتوقع افتتاح قسم الولادة الجديد و«الطوارئ» المستحدث في المستشفى خلال الربع الأول من العام 2020

64

المستشفى شهد أعمال توسعة في خدمة العناية بالأطفال الخدج، وأصبح لديه الآن 64 سريراً

Email