د. محمد الرضا مدير مكتب التحول التنظيمي في «صحة دبي»:

«الصحة العربي» فرصة لتبادل التجارب الناجحة واستعراض المشروعات المستقبلية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أنهت هيئة الصحة بدبي استعداداتها للمشاركة السنوية الفاعلة في معرض ومؤتمر الصحة العربي، وحرصت الهيئة على تضمين منصتها في المعرض، بما تمتلكه من أدوات وفرص لاستشراف المستقبل، وفي الوقت نفسه رصدت الهيئة مجمل مبادراتها وبرامجها وتطبيقاتها الذكية، لعرضها على رواد المعرض من المسؤولين والمختصين، للوقوف على رأي جمهور المعرض وتسجيل انطباعه عما تقدمه من خدمات نوعية، وتقييم مستوى رضا الجمهور ودرجة سعادته، والتحقق من أن منشآت الهيئة تعمل على توفير خدمات تفوق توقعات المتعاملين معها.

ليس هذا فحسب ما تستعرضه الهيئة هذا العام في المعرض الذي سينطلق يوم غد (الاثنين)، إذ تشمل منصة الهيئة كذلك رؤية تتسم بالوضوح والشفافية والتكامل، لخطواتها المستقبلية، ومشروعاتها المنبثقة من تطلعات إمارة دبي وأهدافها الاستراتيجية، ولاسيما ما يرتبط بمواكبة تحولات عصر الذكاء الاصطناعي.

حول هذه الاستعدادات، وما ستشتمل عليه منصة هيئة الصحة بدبي، في هذا الحدث السنوي المهم، يدور حديثنا اليوم مع الدكتور محمد الرضا مدير مكتب التحول التنظيمي في الهيئة، ليطلعنا على المزيد من التفاصيل، في الحوار التالي:

نود التعرف إلى نبذة عن معرض ومؤتمر الصحة العربي، وأهميته؟

معرض ومؤتمر الصحة العربي، هو أكبر معرض تجاري في مجال الرعاية الصحية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وثاني أكبر معرض ومؤتمر على مستوى العالم. يٌقدّم المعرض فرصة مثالية لتبادل الابتكارات، والتقنيات، والتنمية، والأفكار الجديدة تحت سقف واحد.

ويُوفّر هذا المعرض والمؤتمر الراقي منصّة رائعة للتواصل مع مجموعة واسعة من الزوار والخبراء في مختلف مجالات الرعاية الصحية، بما في ذلك مصنّعي المنتجات الطبية، والأطباء العموميين، وأطباء المستشفيات، والمديرين، وأطقم التمريض، والمديرين الفنيين، ومديري المعامل، وأطباء العلاج الطبيعي، والمساعدين الطبيين، والموزعين.

ويسلط معرض ومؤتمر الصحة العربي هذا العام الضوء على تقنية الرعاية الصحية الشخصية، التي تُعدّ إحدى الموضوعات المهمة المتوقع أن تجذب اهتماماً عالمياً. وسوف يمكّن المعرض مصنعي أجهزة الرعاية الشخصية، ومقدمي الخدمة من عرض تقنيات، ومنتجات، وخدمات جديدة ومثيرة أمام الآلاف من متخذي القرار الإقليميين والدوليين.

مسؤوليات

حدثنا عن الصورة العامة لمشاركة الهيئة في المعرض والأهداف التي تسعى إليها من وراء هذه المشاركة؟

هيئة الصحة بدبي تمثل جزءاً أصيلاً ومهماً من معرض ومؤتمر الصحة العربي، كما أنها أحد المؤثرين البارزين في نشاط المعرض وفعاليات مؤتمره، وهذه المكانة تضع الهيئة – بوصفها عاملاً مهماً في نجاح الحدث – عن مسؤوليات وتحديات تحتم عليها الاستعداد الجيد للظهور بشكل أفضل دائماً، وخاصة أن هناك تنافسية شديدة، وماراثون مفتوح من دون حدود تجاه أدوات المستقبل وامتلاك أكبر قدر من هذه الأدوات، وهذا هو حال المعرض والمؤتمر وحال الهيئة بشكل عام.

هل يمثل المعرض فرصة حقيقية للهيئة؟

عندما نتحدث عن معرض ومؤتمر الصحة العربي، الذي تحضنه مدينة عالمية.. مدينة دبي، ونتحدث كذلك عن مساحة المعرض التي وصلت العام الماضي 2017 إلى 64.000 متر مربع، ومشاركة أكثر من 4.000 شركة عارضة من 68 دولة، و40 جناحاً وطنياً، إلى جانب 97.000 زائر، و102.666 مشاركاً، فإننا نتحدث عن مجموعة من الفرص التي تعمل هيئة الصحة بدبي على استثمارها، من بينها فرصة تبادل الخبرات والتجارب بيننا وبين المشاركين من المؤسسات الصحية وكبرى الشركات الرائدة في التقنيات والتجهيزات الذكية الصحية، فضلاً عن نقل المعرفة، وفتح قنوات جديدة على العالم، وبناء الشراكات، إلى جانب التعرف إلى آخر ما جاد به العالم في مجال التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وغير ذلك من تقنيات ذكية تسعى الهيئة دائماً للاستحواذ عليها وعلى كل ما هو حديث منها، ضمن استراتيجية التطوير التي تتبنى تنفيذها.

هذا الحدث يعد فرصة مهمة أيضاً لرصد انطباعات وآراء القيادات الصحية وكبار المسؤولين والخبراء والأطباء والاختصاصيين، فيما تقدمه الهيئة من خدمات متقدمة ومتطورة، إلى جانب رصد آراء جمهور المتعاملين مع الهيئة، وتقييم مستويات رضاهم وسعادتهم، عن كل ما توفره هيئة الصحة بدبي في مختلف منشآتها الطبية.

تطبيقات

ما هي حزمة الخدمات والتطبيقات الذكية التي تقرر عرضها في منصة هيئة الصحة بدبي؟

تشتمل منصة الهيئة هذا العام على التعريف بمجموعة التطبيقات الذكية المعززة للخدمات الصحية التي تقدمها مستشفيات ومراكز وعيادات «صحة دبي»، منها (صحتي، وطفلي، وحياتي، ودمي)، وهي باقة من أفضل الباقات الذكية عالمياً، والتي تعمل الهيئة على تطويرها بشكل متواصل، من أجل تحسين رحلة المتعاملين معها، وخدمتهم بشكل أفضل.

وإلى جانب ذلك، تستعرض الهيئة مجموعة من المبادرات والمشروعات، وهي متمثلة في: مشروع (حصانة)، وهو نظام وبرنامج ذكي للحد من انتشار الأمراض المعدية، ومتابعة التطعيمات الأساسية يقوم عليه قطاع الرعاية الصحية الأولية، ومشروع (سالم)، الذي يعد أحدث الأنظمة العالمية المتكاملة لفحوصات اللياقة الطبية، وتنفذه إدارة خدمات اللياقة الطبية، ونظام (مالية بلا أوراق)، وهو مختص بأتمتة جميع الخدمات المالية من خلال تحويلها لأنظمة إلكترونية لدعم الخدمات الصحية للهيئة، وتنفذه إدارة الشؤون المالية، ونظام (فوسيرا) وينفذه مستشفى لطيفة، وهو عبارة عن نظام اتصالات ذكي داخلي يسهل عملية التواصل بين الطاقم الطبي والتمريضي.

ما هي المشروعات المستقبلية التي تستعرضها الهيئة، وهل هناك ما يتصل منها بالذكاء الاصطناعي على وجه التحديد؟

يأتي برنامج تقييم أداء المنشآت الصحية، من بين المشروعات والبرامج المستقبلية، وهو نظام يتم من خلاله قياس الخدمات المقدمة من جميع المنشآت الصحية في إمارة دبي في مجال سلامة صحة المرضى، كما يمكن النظام كذلك من قياس مستوى الكفاءة التشغيلية للمنشآت.

يضاف إلى ذلك مشروع آخر شديد الصلة بالذكاء الاصطناعي، وهو مشروع (الأشعة)، حيث تستهدف الهيئة من هذا المشروع، رفع مستوى دقة الأشعة والتقارير الطبية المصاحبة لها، فضلاً عن توفير وقت وجهد المنشأة الصحية والعاملين فيها، وحتى تتضح أهمية المشروع، نذكر على سبيل المثال أن مراكز فحص اللياقة الطبية، تجري 5 آلاف صورة أشعة في اليوم للمتقدمين لفحص اللياقة، وعليه يتطلب الأمر توفير عدد كبير من الأطباء لفحص هذا العدد من صور الأشعة، وإعداد التقارير اللازمة بشأنها، وهذا بالطبع يستغرق وقتاً طويلاً.

غير أنه وفي نظام الأشعة الذكي، يمكن لمراكز فحص اللياقة إجراء الأشعة بأية أعداد، ومن ثم يتولى النظام الذكي تحديد صور الأشعة التي يعاني أصحابها من أية مشكلات صحية، فقط، وبالتالي، سيتمكن عدد قليل جداً ومحدود من الأطباء من مراجعة الأشعة بعد فرزها بطريقة تقنية ذكية، وبالغة الدقة.

اتفاقات

«صحة دبي» تحرص على استثمار تواجدها في معرض الصحة العربي، لعقد الاتفاقات المهمة.. فما الجديد هذا العام في هذا الشأن؟

من المقرر أن تبرم هيئة الصحة بدبي اتفاقيتين، الأولى مع شركة (AGFA) العالمية، التي سيتم من خلالها تنفيذ مشروع الأشعة الذكي، أما الاتفاقية الثانية، فسيتم توقيعها مع مؤسسة متخصصة كبرى من كوريا الجنوبية، وهي تستهدف تدريب وإعداد وتأهيل الأطباء من مختلف التخصصات.

ما هي النتائج المتوقعة من مشاركة هيئة الصحة بدبي في معرض الصحة العربي؟

تحرص الهيئة في هذا المعرض على تحقيق أهداف المشاركة، والمتمثلة – كما ذكرت سابقاً – في تبادل الخبرات والتجارب ونقل المعرفة، وتقييم مستوى الخدمات الطبية، وقبل ذلك تعريف رواد المعرض، بما أنجزته، وما تعمل هيئة الصحة بدبي على تحقيقه، وما تسعى إليه للوصول إلى المستقبل اليوم، في ضوء تطلعات ورؤى مدينة دبي المستقبلية.

مكانة

يمثل معرض الصحة العربي فرصة كذلك للوقوف على مكانة الهيئة ووضعيتها في خريطة المؤسسات الصحية العالمية، وتقييم هذه الوضعية، والتعرف إلى مجمل الثمار المتوقعة من التوجهات المستقبلية لــ «صحة دبي».

Email