الدكتور زيد المازمي استشاري جراحة السمنة لــ«البيان» الصحي:

1000 عملية قص وتحويل مسار المعدة في مستشفى دبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما الذي يمكن أن ينتظرك في آخر الطريق، وبعد إنقاص الوزن عن طريق جراحة تحويل مسار المعدة ؟ هذا هو السؤال المهم الذي يجب أن يشغل بالك، قبل اتخاذ قرارك، هناك إجراءات صارمة يجب أن تتخذها في حياتك بعد العملية الجراحية.

وبداية يمكن أن نقول إن هناك نظاماً غذائياً مخصصاً للأشخاص الذين يتعافون من جراحة قص المعدة أو تحويل مسار المعدة لمساعدتهم على الالتئام والشفاء وتغيير عاداتهم الغذائية، واتباع أنشطة رياضية، مع متابعة دورية مع الطبيب الجراح.

في الوقت نفسه تعد جراحة تحويل مسار المعدة واحدة من عدة جراحات مختلفة لإنقاص الوزن التي يتم إجراؤها هذه الأيام. وعبر سنوات مرت هذه العملية نفسها بتعديلات عديدة. العملية المستخدمة اليوم تسمى التفاغر المعوي على شكل Y. ويجب عدم الخلط بين هذه العملية وجراحات إنقاص الوزن الأخرى.

هذا بالتحديد ما تقوله الدراسات العلمية والتقارير والدوريات الطبية العالمية، التي تؤكد في خلاصتها أنه على المتوجه إلى إجراء عملية قص المعدة أو تحويل مسارها أن يفكر كثيراً في هذا التوجه وأن يتريث في اتخاذ مثل هذا القرار.

وبهذا الخصوص يقول الدكتور زيد عبد العزيز المازمي استشاري الجراحة والسمنة في مستشفى دبي التابع لهيئة الصحة بدبي، إن الطاقم الطبي يتريث كثيراً ويراعي العديد من الشروط والمعايير والضوابط قبل أن يتخذ قرار قص المعدة أو تحويل مسار المعدة لأي مريض أو راغب في إجراء مثل هذا النوع من العمليات الجراحية، أي أن القرار لا يتخذ بشكل عشوائي.

ويشير في بداية حوارنا معه إلى أن عيادة جراحات السمنة في مستشفى دبي، نجحت في إجراء 1000 عملية جراحية ما بين قص المعدة وتحويل مسارها، وذلك على مدى 4 أعوام تمثل عمر العيادة، في الوقت نفسه يوضح أن قائمة الانتظار لدى المستشفى لإجراء مثل هذه العمليات، تمتد وتتمدد إلى لأشهر، أي أن هناك من ينتظر طيلة هذه المدة لإجراء العملية في مستشفى دبي من دون غيرها، وهو ما يمثل عامل الثقة كما يقول الدكتور زيد في الكفاءات الموجودة والتجهيزات المتوفرة، والنجاحات المتوالية للطاقم الطبي القائم على شأن عيادة جراحات السمنة، والذي جعل الإقبال شديداً على مستشفى دبي.

وكان سؤالنا الأول: ما هو الشرط الأساس لإجراء عملية قص المعدة أو تحويل مسارها ؟

هناك العديد من الشروط، لكن الشرط الأساس، هو أن يكون وزن كتلة المريض 40، وهذا معدل يتم قياسه في المستشفى بحسابات مقارنة الطول بالوزن وفق برنامج متخصص، وينخفض هذا المعدل إلى 35، إذا كان المريض مصاباً بالسكري أو الضغط أو ارتفاع معدلات الكولسترول.

وفي عمليات تحويل المسار تكون كتلة الجسم 50 فما فوق مع وجود ارتجاع، ووجود السكري والضغط والكولسترول.

تريّث

الدراسات العلمية والدوريات الطبية، تنصح المريض بالتفكير كثيراً قبل التوجه لإجراء جراحة قص المعدة أو تحويل مسارها، وذكرتم أنتم في بداية الحديث أنكم تتريثون قبل اتخاذكم قرار إجراء مثل هذه الجراحات، كيف ذلك ؟

يمر قرار إجراء جراحة قص المعدة أو تحويل مسارها بخطوات عدة، نبدأها بتحويل المريض إلى الطبيب النفسي، واختصاصي التغذية، وطبيب الغدد الصماء، وطبيب المناظير، والهدف في البداية هو بحث إمكانية إيجاد حل أو علاج للسمنة والوزن الزائد عن طريق اختصاصي التغذية، أي من دون جراحة، وإن كان ولا بد من إجراء العملية، فالمريض عليه أن يتهيأ نفسياً لما قبل وبعد العملية، ومن ثم فمن الضروري فحصه طبياً عن طريق طبيب المناظير والأشعة التلفزيونية للتأكد من حالته الصحية، وعدم معاناته مثلاً من وجود حصوات أو غير ذلك من المشكلات الصحية، وكذلك الحال بالنسبة لتشخيص طبيب الغدد.

وبعد الاطلاع على التقارير، يتم بحث الحالة بالمناقشة مع جميع المتخصصين «الطبيب النفسي، واختصاصي التغذية، وطبيب الغدد الصماء، وطبيب المناظير»، وعليه يتم اتخاذ القرار وتحديد نوعية العملية الجراحية، وهل هي قص للمعدة أم تحويل مسار ؟

فروق

ما الفرق بين قص المعدة وتحويل المسار؟

أود التنويه أولاً بأنه وبعد اتخاذ قرار العملية، يتم إدخال المريض إلى مرحلة مبدئية مهمة مدتها أسبوعين وهي «البروتين دايت»، والتي يتم خلالها العمل على تخفيض وزن المريض بنحو 7 كيلوجرامات، لتقليل سمنة البطن، وذلك تسهيلاً لإجراء العملية الجراحية.

وأما الفرق بين القص وتحويل المسار، فإذا كان المريض وزنه غير مرتفع للغاية وليس لديه مشاكل ارتجاع، يتم قص المعدة، والعكس، إذا كان وزنه مرتفعاً ولديه ارتجاع فيفضل عملية تحويل مسار المعدة، وذلك بأخذ جزء من المعدة ليتم ربطه مع الأمعاء، بحيث يذهب الطعام من المعدة إلى الأمعاء مباشرة، وفي هذه الحالة لا يتعرض الطعام لعصارة البنكرياس والكبد، ولا يتم هضم المواد الدسمة بالكامل، وبالتالي لا يستفيد منها الجسم. وفي حالة القص، تصبح المعدة صغيرة فينخفض معها هرمون الجوع أو «غرلين» في الدم، وذلك بنسبة 65%، فيشعر المريض بالشبع لكن ليس دائماً، وعليه ينخفض الوزن.

إجراءات

ماذا بعد إجراء العملية، ما الذي ينتظر المريض غير خفض الوزن، نسمع عن ضوابط وإجراءات صارمة تحكم طريقة التغذية وأنماطها ؟

بعد العملية على المريض أن يركز في غذائه ولمدة أسبوعين على السوائل، والهدف هنا هو تدريب المعدة، فلدى المريض الآن معدة جديدة، بعدها ولمدة أسبوعين يبدأ المريض في أكل الطعام مهروساً، وبعدها يبدأ حياته بشكل طبيعي مع الإكثار من السوائل، ومضغ الطعام وطحنه جيداً قبل ابتلاعه.

هل هناك فرق بين حالة مريض قص المعدة أو تحويل مسارها، بعد العملية ؟

بالنسبة لقص المعدة، يستمر المريض لـ 3 أشهر في أخذ جرعات محددة من الأدوية والفيتامينات، بجانب أدوية تساقط الشعر، فيمكن أن يتعرض بعض المرضى بعد العملية لتساقط الشعر وهذه حالة مؤقتة.

وأما تحويل المسار، فيلتزم المريض بالفحص الدوري، يبدأه بفحص كل 3 أشهر، ثم كل 6 أشهر، ثم كل سنة، وذلك للاطمئنان على مستوى الفيتامينات في جسمه، والتي يمكن أن يتدخل الطبيب لتحقيق التوزان فيها بوصف ما يحتاجه الجسم من الفيتامينات التي تتعرض إلى أي نقص.

التريث أولاً

بين الدكتور زيد المازمي أن هناك للأسف بعض الأطباء، لا يمثلون العموم، يسارعون لإجراء عمليات قص وتحويل مسار المعدة، دون مراعاة للظروف الصحية للمريض، كما لا تتم مراعاة حتى الوزن، والنتيجة مضاعفات خطرة تهدد صحة وحياة المريض، وأبرزها التسرب والنزيف.

مضاعفات

المسألة المهمة هنا هو عدم اهتمام المريض نفسه أو الطبيب بأمور المراجعة الطبية الدورية والمتابعة اللازمة، مما قد يعرض المريض كذلك للخطر، على أثر نقص الفيتامينات التي قد لا ينتبه إليه المريض، فتحدث المضاعفات، ويتطور الأمر إلى عدم تنبيه الطبيب لمريضه بضرورة اتباع نظام غذائي صحي جديد، يتناسب مع ظروفه الجديدة، في الأخير فإننا نؤكد أن عمليات قص المعدة وتحويل مسار المعدة ليست تجارة، ولا يمكن أن تكون كذلك، وعلى المريض أن ينتبه لخطواته حين يتخذ قراره بإجراء مثل هذه النوع من العمليات، وعلى الطبيب أن يكون صادقاً مع من يلجأ إليه لهذا الغرض، وأن يتريث في اتخاذ القرار.

Email