الدكتورة علياء المزروعي لـ«البيان» الصحي:

مستشفى راشد ضمن المستشفيات الـ10 عالمياً في سرعة الاستجابة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يُعد مستشفى راشد التابع لهيئة الصحة في دبي من بين المستشفيات القليلة جداً في المنطقة التي نجحت في وقت وجيز، في أن تكون له بصمته المميزة عالمياً وابتكاراته الطبية، وذلك من خلال مجموعة من العمليات الجراحية الدقيقة والمعقدة، حيث يصنف المستشفى ضمن أفضل 10 مستشفيات عالمية في سرعة الاستجابة والطوارئ.

كما أصبح واحداً من المستشفيات الرائدة والأسرع تطوراً في طب الطوارئ والعناية الحرجة والحوادث والإصابات، وعلاج المشكلات الصحية المستعصية، حتى بات المستشفى مقصداً رئيساً للباحثين عن حياة جديدة وعن الأمل في الشفاء، ووجهة أولى لمن يقصدون علاجاً ناجعاً لآلامهم وأمراضهم المزمنة.

مستشفى راشد اليوم، في صدارة المستشفيات الدولية المتخصصة في إجراء الجراحات المتشابكة، التي يقوم عليها نخب طبية من مختلف التخصصات في آن واحد وفي غرفة عمليات واحدة، من دون تعريض المصابين لمخاطر الموت الناتجة عن تأخر التدخل الجراحي، أو نقلهم من جراحة إلى أخرى، كما هو الحال في الأنماط السائدة للمستشفيات.

ونستطيع القول إن إدارة المستشفى المكونة من أكفأ الأطباء وطواقم التمريض والفنيين المساعدين، وفرق العمل، تمضي بقيادة الدكتورة علياء المزروعي المدير التنفيذي للمستشفى إلى ما يفوق التوقعات، سواء من حيث التجهيزات أو بيئة الاستشفاء المميزة، أو الابتكارات المؤثرة في حركة تطور العمليات الجراحية، والتي تمثل إضافة لافتة للعلوم الطبية.

في حوارنا اليوم، تتوقف الدكتورة علياء المزروعي، عند الطفرة النوعية التي شهدها المستشفى، والمتمثلة في مجموعة الأقسام التخصصية بالغة الأهمية، التي دشنها قبل أيام سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية رئيس هيئة الصحة في دبي، حيث تقول: «العزف المنفرد لا يؤتي أبداً أي ثمار، والقصد هنا هو أن الإنجازات الكبيرة والمميزة، تصنعها فرق العمل وروح الفريق الواحد، والبذل والعطاء والتفاني، وهو أهم ما يميز المناخ العام داخل مستشفى راشد، حيث يتسم الجميع بالعطاء الفكري والطبي والإنساني، فكما يسارع الطبيب في مستشفى راشد لأداء واجبه تجاه المرضى، يبادر أيضاً بالفكر المبدع الذي يسهم في حركة التطور النوعي التي تشهدها المستشفى».

وتتابع: «بالنسبة للطفرة الأخيرة، فهي تتمثل في تأسيس 6 من الأقسام الطبية المتخصصة في العمليات الجراحية الدقيقة والنادرة، إلى جانب غرف العناية الحرجة فائقة المستوى والتجهيزات، وذلك إيذاناً ببدء خطوة جديدة نحو الوصول بمستشفى راشد ليكون نموذجاً عالمياً للجراحات المتخصصة المعقدة، ونموذجاً للاستشفاء من أمراض مزمنة يتوقف علاجها على عمليات جراحية دقيقة».

مستويات

ماذا عن مستوى الأقسام من حيث التجهيزات، وعددها وتخصصاتها؟

الأقسام الجديدة تشغل الطابقين الثاني والثالث، وهي 6 أقسام تخصصية، تعمل بإجمالي 159 سريراً، إذ يشتمل الطابق الثاني على أقسام العناية الفائقة - باطني وجراحة أعصاب وجراحة عامة - بطاقة تعادل 66 سريراً، فيما يضم الطابق الثالث أقسام -الجراحة العامة رجال والجراحات التخصصية والكسور والعظام- وطاقته 93 سريراً.

قد تبدو التخصصات مألوفة للبعض، فما هو الجديد هنا؟

بهذه التوسعات، فإن المستشفى أضاف تخصصات بالغة الأهمية، وفي مقدمتها عمليات جراحة اليد، والعمود الفقري، والكبد، والعظام والكسور، إلى جانب العمليات المتعلقة بالبدانة المفرطة.

كما تمت إضافة تقنية عالية الجودة للأسرة الذكية ومنها وحدات الملاحظة المركزية، التي تتابع وضعية السرير والمريض، ومن ثم تفادي حالات السقوط من السرير، التي تعد من مؤشرات الجودة والتميز في المستشفى، وضمان المحافظة على وضعية الرأس 30 درجة بالنسبة للمصابين بالسكتة الدماغية، وضمان وضعية مستقيمة للمصابين بالعمود الفقري، فضلاً عن ضمان وضعية سليمة وصحية لمختلف المرض، كل حسب حالته المرضية.

وتعد الأقسام الجديدة، إضافة نوعية مهمة لخدمات المستشفى، حيث تم اعتماد أرقى المعايير الدولية، في تجهيزاتها، كما تم تزويدها بأحدث المستلزمات الطبية الذكية، إلى جانب غرف العناية الفائقة التي تضم آخر التطورات العالمية في هذا المجال.

وتم اختيار نخب وكفاءات مميزة من الأطباء وطواقم التمريض والفنيين المساعدين، فضلاً عن مراعاة المظاهر الحضارية والمتقدمة في جميع الغرف وأروقة الأقسام، لإضفاء المزيد من الراحة للمرضى، وتوفير تجربة استشفاء نوعية.

ريادة

بعيداً عن التوسعات الجديدة، ما المقصود من إنجاز المستشفى لعمليات جراحية متشابكة في آن واحد وفي مكان واحد؟

مستشفى راشد يعد من المستشفيات الرائدة في جراحة الإصابات، والعمليات الجراحية المتشابكة، تشير إلى كفاءة الكوادر الطبية والتمريضية والفنية المساعدة، في سرعة الاستجابة، كما تشير إلى المهنية رفيعة المستوى التي تميز أطباء مستشفى راشد، ولتوضيح هذه النقطة يمكننا القول إنه غالباً ما تأتي إلى المستشفى حالات خطرة وإصابات متعددة، تحتاج إلى تدخلات جراحية عديدة سواء على مستوى تخصص العظام أو الجراحة العامة أو الأعصاب، أو أجهزة الجسم الأخرى التي قد تكون معرضة للخطر، وهنا يتدخل الطاقم الطبي وهو مكون من مختلف التخصصات، قد تصل في بعض الأحيان إلى 6 تخصصات، لإجراء العملية الجراحية في وقت واحد، حيث كل يقوم كل طبيب بما عليه وفق تخصصه، إنقاذاً لحياة المصاب.

ويتميز مستشفى راشد بجراحات اليد وزراعتها، وله الريادة في هذا المجال على مستوى منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب جراحات المريء، وجراحات الأعصاب، والأوعية الدموية، والجراحات العامة، وعمليات السرطان والكبد والبنكرياس، وغيرها من الجراحات التي يتفوق فيها، ولاسيما جراحات السمنة، والعظام والعمود الفقري، كما أن لدينا واحداً من أهم أقسام التخدير في المنطقة، وهذا القسم يعول عليه كثيراً في نجاح العمليات الجراحية، والتدخلات السريعة التي يقوم بها أطباء الأقسام الأخرى.

وتجدر الإشارة إلى أن مستشفى راشد مصنف عالمياً، ضمن قائمة تضم 10 مستشفيات دولية مميزة ورائدة في سرعة الاستجابة.

تعامل

كيف تتعاملون مع مشكلات قوائم الانتظار سواء في جانب العمليات أو استقبال المصابين والحالات الطارئة؟

لا شك أن مكانة مستشفى راشد المرموقة، وثقة المتعاملين معه والمراجعين له، هي ما تفرز الضغط الشديد على المستشفى، فهناك عمليات جراحية وإصابات، يتميز المستشفى بالتعامل معها بمهنية عالية وبأفضل الممارسات، وأحدث التجهيزات ووسائل وطرق العلاج، وهذا بالفعل يشكل تحدياً، في زيادة الإقبال على المستشفى من مناطق مختلفة، وحتى من خارج الدولة بالنسبة للعمليات المعقدة.

لكن ما أود توضيحه هو أن الحالات الطارئة، وحالات الإصابات والحوادث، لا يمكن انتظارها، ومستشفى راشد يمتلك نظاماً دقيقاً لتصنيف الحالات، وتحديد الوقت المخصص ودرجة الاستجابة لكل حالة حسب خطورتها، وهناك حالات يتم إدخالها إلى غرف العمليات في وقت قياسي بعد فحصها.

أما بالنسبة للعمليات الجراحية في مختلف التخصصات، وقائمة الانتظار، فهذا طبيعي مع تميز المستشفى، لكننا نعمل الآن على مواجهة هذا التحدي، المتمثل في شدة الإقبال علينا من داخل الدولة وخارجها.

والذي يدفعنا في الكثير من الأحيان إلى فتح غرف العمليات على مدار الساعة، سواء في العمليات الكبرى البالغ عددها 6 غرف، أو الصغرى التي تصل إلى 3 غرف عمليات.

تحديات

قالت الدكتورة علياء المزروعي أن هناك تحديا أساسيا في المستشفى متمثلا في الكوادر البشرية، سواء على مستوى الأطباء أو طواقم التمريض، وطواقم التمريض تمثل مشكلة كبيرة، حيث تستقطب الهيئة فئات من بلدان عدة، وبعد تعيينهم وتثبيتهم وفق المعايير الدولية، واكتسابهم الخبرة، تبدأ بعض الجهات في التعاقد معهم، ما يجعلنا دائماً في حاجة لمثل هذه التخصصات، وهذا بالفعل يمثل تحدياً ويحتاج إلى تطوير منظومة الاستقطاب والتعيين، للحفاظ على كوادرنا الطبية والتمريضية والفنية المساعدة.

Email