الفيتامينات.. تعزيز لمناعة الجسم في مواجهة «كوفيد 19»

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشكل تقوية جهاز المناعة عبر تعديل النظام الغذائي، وتناول الفيتامينات وفق الاستشارة الطبية عاملاً فعالاً في مواجهة فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، وأظهرت العديد من الدراسات آثاراً إيجابية لدى عدد من المرضى الذين عانوا اضطرابات تنفسية حادة والتهابات في الجهاز التنفسي.

وتوصل الباحثون إلى أن عدداً من الفيتامينات كان لها تأثير إيجابي على مرضى»كوفيد 19«، فيما شدد خبراء تغذية في هيئة الصحة بدبي على ضرورة عدم تناول تلك الفيتامينات بطرق عشوائية، لكونها مصنعة وتدخل في تركيبتها الكثير من المواد الحافظة والمواد الكيميائية التي قد تؤدي إلى مضاعفات على المدى الطويل.

ونصحوا بضرورة استشارة الطبيب المعالج للوقوف على مدى حاجة الجسم لها والجرعة المناسبة للشخص خاصة وأن كثرتها قد تنعكس سلباً على صحة الإنسان.

ووفقاً لدراسة أجراها مجموعة من الباحثين من»جامعة سوانسي«في المملكة المتحدة بقيادة الدكتور إيان ويتاكر، تبين أن التغذية المناعية، أي تقوية جهاز المناعة عبر تعديل المواد الغذائية، أظهرت آثاراً إيجابية لدى عدد من المرضى الذين عانوا اضطرابات تنفسية حادة والتهابات في الجهاز التنفسي.

وقد توصل الباحثون إلى أن الفيتامينات»إيه«(A)، و»بي«(B)، و»سي«(C)، و»دي«(D)، و»إي«(E)، كان لها تأثير إيجابي على مرضى كوفيد 19.

عناصر غذائية

وقالت زكية الهاشمي خبيرة التغذية السريرية في هيئة الصحة بدبي: لا شك أن «جهاز المناعة يتطلب كمية كبيرة من العناصر الغذائية ليقوم بوظائفه، وهذه العناصر متنوعة للغاية، وهي الدهون اللازمة لبناء أغشية الخلايا والبروتينات لصنع الأجسام المضادة والسكريات كمصدر للطاقة، وكذلك الفيتامينات والمعادن لتنظيم وتحسين النشاط الدفاعي».

وأكدت أن النظام الغذائي المتوازن يوفر»كل هذه العناصر الغذائية، بما في ذلك الفيتامينات، وبالنسب اللازمة للتطور السليم لوظائف الفرد«.

وأوضحت أن فيتامين د في الواقع ليس فيتاميناً وإنّما هرمون يتم إنتاجه في الجسم نتيجة للتعرّض لأشعّة الشمس. كما أنّه يمكن الحصول عليه من أغذية معيّنة ويعمل على امتصاص الكالسيوم من الغذاء في الجهاز الهضمي إلى الجسم. لذا قد يؤدي نقصه إلى انخفاض في امتصاص الكالسيوم من الغذاء. نتيجة لذلك، يتحرّر الكالسيوم من العظام بهدف الحفاظ على نسبة ثابتة للكالسيوم في الدم.

وأوضحت أن النقص في فيتامين D هي حالة شائعة جدّاً في أواسط البالغين والأطفال على حدٍّ سواء. ينبع الأمر كما يبدو من نقص التعرّض للشمس والاستعمال الكبير للمستحضرات الواقية من الشمس في السنوات الأخيرة، عقب زيادة الوعي للمخاطر الصحّيّة المقترنة بالتعرّض المتزايد للشمس، كارتفاع احتمالات الإصابة بسرطان الجلد.

وبينت أن فيتامين د يتواجد في أنواع معيّنة من الأسماك، فطريات شيتاكي، زلال البيض (كمّيّة لا تذكر)، ومنتجات يتم إضافة فيتامين D لها بشكل اصطناعي. في غالبيّة منتجات الحليب الخالية من الإضافات لا يوجد فيتامين D. عند الحاجة يمكن استكمال فيتامين D من مستحضرات تجاريّة. والاستهلاك الموصى به يبلغ 400 وحدة لليوم، وفي حالة النقص أو الحمل يمكن استهلاك 800 وحتّى 1000 وحدة.

ومن أهم أسباب نقص فيتامين د هو عدم التعرّض الكافي لأشعّة الشمس: الشائع لدى الأطفال، الأشخاص الذين يعملون في أماكن مغلقة، والأشخاص الذين يرتدون الملابس الطويلة طيلة السنة.

مواد مُضادة للأكسدة

إلى ذلك، يُعد فيتامين E أحد أهم الفيتامينات للعناية بالبشرة، وذلك لاحتوائه على العديد من المواد المُضادة للأكسدة ودعمه للجهاز المناعي للجسم.

وتؤيد وكالة سلامة الأغذية الأوروبية أهمية وجود عدد كبير من الفيتامينات في الغذاء لتسيير وظيفة جهاز المناعة، مثل الفيتامينات»بي 6″ (B6)، و«بي 12» (B12)، وفيتامين «سي»، وفيتامين «دي»، وفيتامين «إي»، حيث يعمل نقص فيتامين E في الجسم على ضعف المناعة خاصة مع تقدم العمر.

ويمكننا الحصول على فيتامين E من خلال العديد من الخضراوات والفاكهة التي تحتوي على نسب مناسبة من هذا الفيتامين للجسم، مثل البروكلي والخضراوات الورقية والسبانخ والمُكسرات، بالإضافة إلى بعض الزيوت مثل زيت بذر الكتان وبذور عباد الشمس وزيت الزيتون.

وعلى الرغم من إمكانية حصولنا على هذا الفيتامين من خلال المكملات الغذائية إلا أن الحصول عليه من خلال المواد الطبيعية أفضل وذلك لاحتواء المصادر الطبيعية على 8 مركبات، إلا أن المكملات الغذائية تحتوي على مُركب واحد فقط من المركبات الطبيعية، ولذلك يجب الحرص على تناول المصادر الطبيعية التي تحتوي على الفيتامينات لتعزيز المناعة وصحة البشرة.

الحماية من الفيروسات

إلى ذلك، أكدت الدراسات والأبحاث العالمية أن فيتامين سي يقوي مناعة الجسم، ويحميه من العديد من الفيروسات، كما أنه ينشط أداء الأعضاء البشرية ويقاوم الشيخوخة. ومع ظهور الفيروس التاجي، توصل الأطباء حديثاً إلى أن فيتامين سي يساعد أيضاً على محاربة كوفيد 19، وهي خلاصة توصل إليها مجموعة من الأطباء ضمت 30 طبيباً، سهروا على علاج 300 مصاب بفيروس كورونا في مستشفى تشيان جياتونغ في الصين. وطوّر هؤلاء الأطباء بروتوكول العلاج اعتماداً على فيتامين سي، وهو ما ثبت فيما بعد نجاعته في رفع فرص العلاج من الفيروس وبالتالي تخفيض نسبة الوفيات.

وأوضح الأطباء الصينيون في تقرير حول الدراسة، أنهم حقنوا المرضى بفيتامين سي كمادة سائلة مركزة، سواء ظهرت عليهم أعراض طفيفة أو قوية بعد إصابتهم بفيروس كورونا.

ووفق النتائج السريرية فإن حقن فيتامين سي كسائل، كانت له نتائج واعدة، يوضح الدكتور ريشارد شينغ الطبيب الأمريكي الصيني أحد أعضاء الفريق المعالج، وذلك وفق ما نقل عنه موقع «هايلبراكسك» الألماني.

ولأنه لا يمكن للعامة الحصول على حقنة فيتامين سي، لكونها لا تستخدم إلا في التجارب الطبية أو في المستشفيات، ينصح هؤلاء الأطباء الناس العاديين بالاعتماد عمّا يوجد لديهم من مخزون طبيعي من هذا الفيتامين للحصول على جرعة يومية لا بأس بها.

وتحتوي الفواكه على نسب عالية من فيتامين سي مثل الأناناس والبرتقال والليمون، والغريب فروت)، أما بروكولي والكرنب فهما يتصدران باقي أنواع الخضراوات بأعلى نسب من فيتامين سي.

الزنك

ويساعد الزنك، وهو عنصر غذائي موجود في جميع أنحاء الجسم، الجهاز المناعي ووظيفة الأيض. كما أن الزنك مهم أيضاً لالتئام الجروح ولحاستي التذوق والشم ومن خلال اتباع نظام غذائي متنوع، عادةً ما يحصل الجسم على ما يكفي من الزنك.

وتشمل المصادر الغذائية التي تحتوي على الزنك الدجاج واللحوم الحمراء وحبوب الإفطار المدعمة ويستخدم الزنك عن طريق الفم للمساعدة في علاج نزلات البرد، حيث تفيد مكملات الزنك الفموية الأفراد الذين لديهم مستويات منخفضة من الزنك.

ويعتبر فيتامين (أ) (ريتينول، حمض ريتينويك) من المغذيات المهمة لتقوية المناعة. ويوجد فيتامين أ في العديد من الأطعمة كالسبانخ ومنتجات الألبان والكبد. هناك مصادر أخرى كالأطعمة الغنية بالبيتاكاروتين كالخضراوات الخضراء الورقية والجزر والكنتالوب. يحول الجسم البيتاكاروتين إلى فيتامين أ.

كما يعتبر فيتامين أ من المكملات الغذائية التي يتم تناولها عن طريق الفم، وله فائدة أساسية للذين يعانون من سوء التغذية أو المصابين بحالة مرضية تستدعي تناول فيتامين أ كأمراض البنكرياس أو أمراض العين أو الحصباء. إذا تناولت فيتامين أ لخصائصه المضادة للأكسدة، فلا تنسى أن المكمل الغذائي قد لا يقدم لك الفوائد نفسها التي تحصل عليها طبيعياً عن طريق الأغذية.

دعم

قالت رهام أحمد سليم أخصائية تغذية علاجية إدارة التغذية السريرية: إن التغذية المتوازنة أساساً في دعم جهاز المناعة، قد لا نستطيع منع أجسامنا من الإصابة بالأمراض، ولكن عندما نتمتع بجهاز مناعي صحي وقوي قد يكون هذا بمثابة حماية إضافية لأجسامنا من الأمراض، وحيث إنه لا يوجد طعام واحد بحد ذاته يستطيع أن يمنع الإصابة بالمرض ولكن بالتغذية السليمة المتوازنة وباتباع نظام غذائي متوازن ونظام حياة صحي نمد جهازنا المناعي بالعناصر الغذائية التي يحتاجها.

Email