أمراض الشيخوخة ريادة إماراتية في رعاية كبار المواطنين

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تحدث في مرحلة الشيخوخة تغيرات جسدية واضحة تطال الأعضاء الوظيفية للجسم، وهذا ما يفسر إصابة بعض المسنين بالعديد من الأمراض التي باتت مرتبطة ارتباطاً وثيقاً في هذه الفترة، دولة الإمارات بدورها، تولي أهمية بالغة ورعاية خاصة لكبار المواطنين والمقيمين.

كما أن جودة الحياة التي توفرها الدولة لهم بشكل عام ودبي بشكل خاص تعد الأولى في المنطقة وتوفر أحدث الأدوية والعلاجات العالمية لمعالجة أمراض المسنين من السكري وجلطات الدماغ وتداعياتها، ومضاعفات أمراض الكلى وارتفاع ضغط الدم والتهاب المفاصل والركبة والخرف والزهايمر، حيث تقدم أحدث الوسائل والخدمات الاجتماعية والعلاجية إلى المسنين، علاوة على الخدمات المتنقلة للرعاية المنزلية، وذلك بهدف ربط المسن بأسرته دون أن يشعر بالتغيير.

متابعة

وتفصيلاً، قالت الدكتورة سلوى السويدي، استشارية طب المسنين ومدير مركز سعادة كبار المواطنين بهيئة الصحة في دبي: إن الدولة تقدم أحدث الوسائل والخدمات الاجتماعية والعلاجية إلى المسنين، علاوة على الخدمات المتنقلة للرعاية المنزلية، وذلك بهدف ربط المسن بأسرته دون أن يشعر بالتغيير.

وأشارت إلى أن عدد كبار السن المقيمين في المركز حالياً هو 19 مريضاً بشكل دائم فيما يقوم المركز بمتابعة ما يقارب 330 مريضاً خارجياً، مشيرة إلى أن جودة الحياة التي توفرها الدولة للمسنين تعد الأولى في منطقة الشرق الأوسط وتضاهي دولاً متقدمة وتوفر أحدث الأدوية والعلاجات التي وصل إليها العالم لمعالجة أمراض المسنين من السكري وجلطات الدماغ وتداعياتها من شلل وغيره ومضاعفات الكلى وارتفاع ضغط الدم والتهاب المفاصل والركبة والخرف والزهايمر.

خدمات

وبينت أن الخدمات التي تقدمها الدولة إلى المسنين على أهميتها وتفردها تتفاوت بين إمارة وأخرى وتحتاج إلى تطوير في ضوء توقعات وزارة تنمية المجتمع ارتفاع نسبة المسنين في الإمارات إلى 11% بحلول العام 2032، وإلى 29% في العام 2050، داعية إلى إنشاء مراكز رعاية نهارية ونوادٍ اجتماعية في إمارات الدولة كافة لأهميتها في توفير الخدمات الصحية والاجتماعية والأهم المساعدة على إدماجهم في مجتمعاتهم والاستفادة من خبراتهم.

وقالت السويدي: إن الإمارات دولة شابة ونسبة كبار السن فيها ليست مرتفعة، حيث تظهر الإحصاءات الرسمية أن نسبة الفئة العمرية لمن هم فوق الستين لا تصل إلى 5% من إجمالي عدد المواطنين، مبينة أن لدى وزارة تنمية المجتمع توقعات بأن تصل نسبة المواطنين المسنين، عام 2032 إلى 11%، وتصل إلى 29% في العام 2050، بما يتطلب ضرورة الإسراع في دعم هذه الفئة ودمجها في المجتمع، والاستفادة من خبراتها الحياتية والعملية.

وتابعت: إن معدلات أعمار المواطنين بارتفاع، بحيث تحتل الدولة المرتبة الأولى على مستوى الشرق الأوسط بمعدلات الأعمار، مبينة أن الإحصاءات تفيد بارتفاع المتوسط العمري المتوقع لسكان دبي إلى 82.1 عاماً مقارنة بـ 79.9 عاماً، في السنوات القليلة الماضية، مشيرة إلى أن طب المسنين في الإمارات يؤمن بإضافة الحياة إلى السنوات، وليس السنوات إلى الحياة.

أنواع

وحول الأمراض التي تصيب كبار السن أو ما يعرف بمرحلة الشيخوخة، أوضحت أن نسبة الإصابة بأمراض خرف الشيخوخة تقارب 52% من المرضى المقيمين بالمركز وهي أكثر انتشاراً من مرض الرعاش، مشيرة إلى أن مرض الزهايمر يعد الأكثر انتشاراً، تليه اضطرابات المزاج (الاكتئاب) مرض الرعاش وسلس البول وحوادث السقوط والكسور، وهشاشة العظام، وحالات الهذيان، وضعف السمع والأبصار، إضافة للأمراض المزمنة غير المعدية كضغط الدم والسكري وارتفاع معدلات الدهون بالدم وأمراض القلب والكلى.

تغيرات

وقالت السويدي: في مرحلة الشيخوخة تحدث تغيرات جسدية كبيرة، وهذا يؤدي إلى إصابة بعض المسنين بالعديد من الأمراض، منها خرف الشيخوخة بأنواعه المختلفة، ولا سيما مرض الزهايمر الأكثر انتشاراً، وحوادث السقوط والكسور وضعف السمع والأبصار، ومرض باركنسون، حيث أصبح هذا المرض أكثر شيوعاً بين المسنين، وهو عبارة عن انخفاض عدد الخلايا المنتجة للدوبامين في الدماغ وهي المادة المسؤولة عن الحركة، فينتج عن هذا الخلل ظهور رعشة باليدين وتصلب عضلات الوجه والجسم أيضاً، وهذا ما يفسر عدم قدرة أغلب المسنين على المشي بطريقة طبيعية بسبب التخشب أو ما يسمى بالتيبس الناتج عن ضعف قدرة المفاصل والعضل على الحركة.

وأضافت السويدي: من الأعراض الأخرى لمرض باركنسون اختلال التوازن، إذ يفقد المريض في المراحل المتقدمة الاتزان والتناسق في حركاته المختلفة ويتحول الجسم والرأس إلى وضع الانحناء إلى الأمام مع تقوس الظهر، مما يعرض المسنين إلى السقوط أو التعثر في بعض الأحيان.

الزهايمر

وأوضحت أن مرض الزهايمر هو حالة مرضية تصيب الخلايا العصبية في المخ، مما يؤدي إلى إفسادها وانكماش حجم المخ وهو يصيب الجزء المسؤول عن اللغة والذاكرة وغالباً ما يحدث للأشخاص فوق الستين من عمرهم. ومن أهم أعراض الزهايمر الشعور بالارتباك، تكرار الكلام، فقدان الذاكرة وانخفاض القدرات العقلية لكبار السن.

ضعف السمع

تعزى عملية ضعف السمع المصاحبة للتقدم في السن إلى سبب تصلب الشرايين التي تغذي الأذن الداخلية (القوقعة) وهو من أكثر المضاعفات التي يعاني منها المسنون، حيث يلجأ المريض إلى طلب تكرار الكلام حتى يستطيع التواصل مع الآخرين، وهذا ما يجعل البعض انطوائياً وانعزالياً.

وهناك مجموعة من الأعراض تشير إلى إصابة الشخص بضعف السمع منها أن يتحدث الشخص بصوت مرتفع أكثر من المطلوب وفي بعض الأحوال قد يكون هناك طنين في الأذنين أو إحداهما.

وأشار إلى أن تضخم عضلة القلب هو مرض شائع جداً بين المسنين ويؤدي في النهاية إلى ضعف الجسم، ومن أعراض التضخم أو الضعف في عضلة القلب الشعور بضيق في التنفس، خاصة مع بذل أي مجهود بدني حتى لو كان بسيطاً.

التهاب

ويعتبر التهاب المفاصل الضموري من أكثر أنواع التهاب المفاصل شيوعاً وخاصة لدى فئة المسنين، وهو عبارة عن اعتلال مزمن يصيب الغضاريف (الأنسجة الضامة التي تبطن وتحمي أسطح العظام في موقع التقائها لتكون المفاصل)، وكذلك بعض الأنسجة التي تحيط بالمفصل.

ويمكن أن تشمل أعراض التهاب المفاصل الضموري على الألم والتصلب وإعاقة الحركة الكاملة للمفصل، حيث يميل تيبس المفاصل إلى الحدوث بشكل سيئ في الصباح ثم يقل تدريجياً بعد نصف ساعة.

ومن الأمراض التي تصيب كبار السن في مرحلة الشيخوخة التهابات مزمنة في المجرى الهوائي التنفسي، ويحدث الربو عندما تكون الشعب والقصبات الهوائية حساسة جداً لمسببات الحساسية خاصة عند التعرض للمؤثرات البيئية الخارجية. وهذا الأمر من شأنه أن يؤدي إلى التهاب الشعب الهوائية وتشنج العضلات الذي ينتج عنه ضيق في التنفس.

وتتمثل أعراض الربو بنوبات أو أزمات متكررة من السعال، الصفير وضيق الصدر خاصة في الليل والصباح الباكر، وهذه النوبات تكون مصحوبة بضيق في الشعب الهوائية وتتحسن تلقائياً بزوال المؤثر أو بالعلاج، إضافة للأمراض المزمنة غير المعدية كضغط الدم والسكري وارتفاع معدلات الدهون بالدم و أمراض القلب والكلى.

الوراثة

وحول الأسباب الأخرى التي قد تؤدي للإصابة إلى جانب التقدم في العمر، وهل للوراثة دور في ذلك، قالت السويدي: من الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى الخرف علاوة على تقدم السن: العزلة، ضعف السمع والبصر، والاكتئاب والتدخين وقلة المجهود الحركي والإصابات المتكررة للرأس والأمراض المزمنة (كالسكري والسمنة وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول)، كما أن هناك دوراً للوراثة في زيادة فرصة حدوث المرض.

علاجات

تعتمد العلاجات غير الدوائية على خلق بيئة آمنة وداعمة تحافظ على المريض ومقدم الرعاية أيضاً، (كالاندماج الاجتماعي والأنشطة الداعمة للقدرات والمهارات الذهنية وبعض التمارين الحركية، والتغذية والتدريبات الإدراكية وخلق روتين يومي ملائم لحالة المريض)، والعلاجات الدواية، حيث توجد أدوية تلائم المراحل المختلفة للمرض.

بالأرقام

330

يقيم بمركز سعادة كبار المواطنين حالياً 19 مريضاً وخارجياً تتم متابعة 330

52 %

تقارب نسبة الإصابة بأمراض خرف الشيخوخة 52 % من المرضى المقيمين بالمركز

01

تعد جودة الحياة التي توفرها الدولة للمسنين الأولى في منطقة الشرق الأوسط وتضاهي دولاً متقدمة

11 %

يتوقع ارتفاع نسبة المسنين في الإمارات إلى 11 % من السكان عام 2032 ولنحو 29 % بحلول 2050

 

Email