«وثائقيات موطن الحلم والإنجاز» ابتكارات تلهم الأجيال الشابة

ضمن أنشطته وفعالياته المتواصلة، أطلق جناح الإمارات في «إكسبو 2020 دبي» المجموعة الأولى من «وثائقيات موطن الحلم والإنجاز»، التي تسلّط الضوء على أفكار وطموحات وإنجازات مبتكرين من جميع أنحاء العالم، وفي مختلف المجالات، وتعرّف بنشأتهم وخلفياتهم المجتمعية والدراسية، والدور المؤثر لوجودهم في دولة الإمارات العربية المتحدة، وما وفّرته لهم من دعم وإمكانات أسهمت في تحويل أحلامهم وطموحاتهم إلى إنجازات.

جرى إطلاق هذه الوثائقيات في جناح الإمارات في «إكسبو 2020 دبي»، حيث أعربت معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب، والمفوّض العام للجناح الوطني، عن فخرها بالإنجازات، التي حقّقها «الحالمون المنجزون» وأصحاب الطموح من أبناء دولة الإمارات، والذين يعتبرونها موطناً لهم، وقالت:

«الحالمون المنجزون» هم أبطال قصة «موطن الحلم والإنجاز»، الذين يجسدون ثقافة وقيم دولة الإمارات، ويحملون إرث الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ابتكاراتهم وإنجازاتهم تُلهم الأجيال الشابة، وتسهم في ازدهار المجتمع الإماراتي.

موطن الحلم والإنجاز

يُسلّط الجناح الوطني لدولة الإمارات الضوء على «الحالمين المنجزين»، فيروي قصصاً هم أبطالها، يعبّر مضمونها عن الإنسان، ويعكس جوهرها ثقافة دولة الإمارات العريقة وتراثها الأصيل وقيمها الفريدة. ويسرد الجناح قصّة «موطن الحلم والإنجاز»، من خلال قصص هؤلاء «الحالمين المنجزين»، الذين هم مجموعة من روّاد الإبداع والابتكار في المجتمع الإماراتي، يمثلون قيم الطموح والإنسانية والأصالة والانفتاح والتفاؤل، ويجسّدون المعنى الحقيقي للإرث الخالد للمغفور له الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ويشارك جناح الإمارات قصصهم، لتكون مصدر إلهام للأجيال القادمة من «الحالمين المنجزين».

تتراوح مدّة كل حلقة من «وثائقيات موطن الحلم والإنجاز» بين 30 ثانية ودقيقة، وتتناول المجموعة الأولى منها 12 قصة ملهمة لعاملين في مجالات الأبحاث والعلوم والهندسة والتعليم والتمريض والابتكار الزراعي والبيئة وتغيّر المناخ والأمن الغذائي والمائي والاستدامة، أبطالها أصحاب طموح من جميع أنحاء العالم، نجحوا في ابتكار حلول رائدة في التعامل مع المتغيّرات والتحديات، التي يشهدها العالم في مختلف القطاعات، بما يلاقي الرؤية المستقبلية الطموحة لدولة الإمارات.

توثيق قصص 12 «حالماً منجزاً»

في هذه المجموعة من الوثائقيات، يحضر سعيد السويدي، الخبير في علم الأنساب والباحث في التاريخ والثقافة الإماراتية، من خلال إطلاقه مبادرة «الموروث»، التي تقوم على جمع وتسجيل الروايات التاريخية الإماراتية المتناقلة شفوياً، سعياً منه إلى الحفاظ عليها للأجيال المقبلة، لما تمثّله من قيمة تراثية وثقافية.

ورث يزن القضماني شغفه بالزراعة العضوية من والده، الذي استلهم حلمه من رؤية الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وسعيه إلى تخضير الصحراء. يتولى يزن إدارة العمليات في مزرعة «إمارتس بيو فارم» للزراعة العضوية المستدامة، ويعمل عبرها على نشر التوعية حول أهمية الطعام العضوي للصحة والترويج للإنتاج المحلي.

«صديقة الصقور»

حازت الطبيبة البيطرية د. مارجيت مولر العديد من الجوائز، وهي تدير «مستشفى أبوظبي للصقور». شغفها بعملها وبرعاية الحيوانات عموماً والصقور خصوصاً، منحها لقب «صديقة الصقور»، وترى أنّ رسالتها في الحياة هي إنقاذ الحيوانات، وفي الوقت نفسه إنقاذ الناس من خلال مساعدة الحيوانات لهم.

من جهته سالم القاسمي هو مصمّم جرافيك، عمل في مجال تدريس التصميم في جامعة الشارقة، وقام في العام 2006 بتأسيس منصة التصميم التعليمية «فكرة»، بهدف توفير حلول التصميم الجرافيكي باللغتين العربية والإنجليزية، من خلال وسائط حديثة ومطبوعة. تتلخص رؤيته في إبراز حضور الثقافات العربية والتقليدية والإسلامية في الحياة المعاصرة، من خلال التصميم.

من جهتها ترتكز تصاميم المهندس المعماري وائل الأعور على الممارسات المستدامة، ويقدّم خدمات التصميم الحضري العمراني من خلال استوديو التصميم «واي واي».

انطلاقاً من دوره ومسؤوليته كمهندسٍ معماريّ في حماية البيئة، عمل الأعور على إنتاج إسمنت مبتكر، بديل عن الإسمنت التقليدي، تقوم تركيبته على عنصر المغنيسيوم، للتخفيف من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون.

الإبداع

كما تشرّبت عفراء الظاهري القصص الخالدة، التي يحفل بها تاريخ دولة الإمارات، وعايشت التطوّرات الهائلة، التي لحقت بالمجتمع المحلّي، دون أن تفصله عن ماضي الأجداد، وألهمها شغفها بالإبداع إلى استخدام وسائط فنية متعدّدة في تصاميمها وأعمالها المتنوّعة بين نحت وتصوير ورسم وتركيب وطباعة وتصويرٍ ضوئيّ، تستلهم فيها على الدوام تراث دولة الإمارات، لتبرز الجانب المشرق في هذه الثقافة، وتضيء على النهضة التي شهدتها البلاد في فترة زمنية قياسية.

بعد ملاحظته التعلّق الشديد لأطفاله بأجهزتهم الذكية، وقضائهم وقتاً طويلاً معها، ابتكر بدر ورد تطبيق «لمسة» في العام 2012، بهدف تنمية قدرات الأطفال من عمر سنتين إلى 8 سنوات، وتطوير مهاراتهم التعليمية واللغوية والإبداعية، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، عبر محتوى تفاعليّ يعرض مجموعة واسعة من القصص والأغاني والألعاب ومقاطع الفيديو باللغة العربية.

منصة «إنكد»

أسسّ الزوجان كنزا وباتريك جرجور منصة «إنكد»، وهي عبارة عن مطعم فريد يوفّر فسحة لاستضافة الفعاليات والمناسبات المميزة، ويرتقي بتجربة الطعام إلى مستويات جديدة، وسط أجواء تفاعلية تجمع بين الطهي والفنون الإبداعية.

انضمّت الدكتورة مارييت ويسترمان إلى «جامعة نيويورك أبوظبي» في العام 2019، وتشغل منصب نائب الرئيس فيها. وكانت قد أسهمت بالإشراف على مجموعة من الأبحاث والمنح السنوية التي قدّمتها «مؤسسة مليون»، تجاوزت قيمتها 300 مليون دولار، وهي تستلهم من دولة الإمارات قيم الانفتاح والتواصل بين الثقافات لتوحيد الجهود من أجل مستقبل أفضل للعالم.

أسست إيلي كريل مطبخ «إيلي كوشير»، وتجمع فيه بين المكوّنات الأصيلة لطعام «كوشير» التقليدي والنكهات الإماراتية الأصيلة. من خلال هذه التجربة الفريدة، نجحت كريل في التواصل مع طالبي هذا النوع من الطعام، وتعزيز التفاعل بين بعضهم البعض، وكذلك تعريفهم بثقافة دولة الإمارات، وجعلهم يشعرون كأنهم في وطنهم الأمّ.

نشأ محمد السويدي على قصص البحث عن اللؤلؤ وحكايات البحر، التي كان أفراد عائلته يروونها له، حيث كان جدّه غواص لؤلؤ، وقاده شغفه بالتصميم والتراث إلى تأسيس «استوديو أساطير»، ليعبّر من خلال المنتجات المحلّية المصنوعة يدوياً عن الرؤية المعاصرة لصيد اللؤلؤ، ويعيد الحياة إلى هذه المهنة التراثية.

الدكتورة صفاء عزت المصطفى هي أوّل إماراتية تشغل منصب رئيسة قسم التمريض وضابط صحة في «مدينة الشيخ خليفة الطبية» في أبوظبي، دفعتها معاناة والدتها مع المرض إلى السعي للتخفيف عن آلام المرضى، أياً تكن جنسيتهم، كما لعبت دوراً أساسياً في تأمين صحة «أبطال خط الدفاع الوّل» خلال «جائحة كوفيد 19».

يشار إلى أن الموسم الثاني من «وثائقيات موطن الحلم والإنجاز» يضمّ كذلك 12 فيلماً وثائقياً قصيراً، تعرض قصصاً ملهمة لمبتكرين يسعون إلى مستقبلٍ أكثر صحة وذكاء واستدامة للأجيال القادمة.