أوزبكستان.. «طريق الحرير» و«خيول الجنة»

ت + ت - الحجم الطبيعي

طريق الحرير قديم جداً، له مكانته في التاريخ فقد كان شريان التجارة قديماً والرابط الواصل بين دول المنطقة والعالم، كل الدول التي وقعت على محاذاته تفاخرت به وبموقعها الاستراتيجي عليه، ولا تزال كذلك رغم ما أصاب الدنيا من تطور لافت، اختصر المسافات بين الدول كثيراً حتى باتت تقدر بالساعات بعد أن كانت بالشهور والأيام، طريق الحرير كان قديماً عمود التنقل في العالم، وعليه بنت الكثير من الدول أمجادها، لدرجة أن الصين قد حاولت إحياءه مجدداً عبر إطلاقها لمبادرة «الحزام والطريق» التي بدت كمحاولة لتعزيز الاتصال الإقليمي من أجل مستقبل أفضل.

التنقل

التنقل هو إحدى ركائز معرض إكسبو 2020 دبي الرئيسة، وهو عنوان يتوّج أروقة جناح أوزبكستان، الذي تلمع في سمائه خريطة النجوم التي طالما شكلت قديماً منارات في السماء يهتدي بها الجميع وتمكنهم من تحديد مواقعهم والاتجاهات. نجمات أوزبكستان وبرغم لمعانها لم تتمكن من سرقة عيون زواره التي تحدق في تفاصيل طريق الحرير وتحاول جاهدة لأن تتبع مساراته المختلفة التي فردت على طاولة تفاعلية، في محاولة لتصور خطوط «طريق الحرير العظيم» الذي كانت القوافل والسفن قديما تسلكه عبر دول جنوب آسيا. خلال تتبعك لخطوط طريق الحرير، سيتناهى إلى مسامعك صوت أحدهم وهو يقول «65 % من طريق الحرير كان يمر من أوزبكستان»، حيث يستند في ذلك على خريطتها التاريخية القديمة، لكن اللافت أن تلك الطاولة لا تستعرض فقط خطوط الطريق، وإنما تحاول أن تبين مميزاته، وأبرز البضائع التي كانت تنقل عبره، كما الحرير الذي كان قديماً واحداً من السلع الثمينة، علماً بأن الحرير وصل إلى أوزبكستان من الصين في القرنين الثاني والثالث بعد الميلاد، لتحتضن كل من مدن بخارى ونمنجان ومارجيلان وسمر قند وشاخريسابز وكتاب وكرشي وخيوة، عملية صناعته لتقوم بتصديره إلى الخارج، عبر هذا الطريق، حيث كان يطلق عليه اسم «الحرير السحابي».

3 هياكل

جناح أوزبكستان يقوم على أكتاف 3 هياكل بيضاوية، تشير إلى مدن طريق الحرير التاريخية في أوزبكستان، وهي سمرقند وبخارى وخيوة، وقد شهدت هذه المدن قديماً تطور صناعة التطريز بالذهب وصناعة الخزف.

أوزبكستان تأثر مطبخها بعبق البهارات التي شقت طريقها إلى الطب أيضاً، وتحتفل سنوياً في مدينة بخارى بمهرجان «الحرير والتوابل».

وأنت تتبع مسارات طريق الحرير عبر أوزبكستان، ستمر بك «خيول الجنة» التي حيكت حولها الكثير من القصص والأساطير، ويقال إن المستكشف الصيني زانغ كيان، قد عثر على هذه الخيول وإنه أرسل تقارير عنها إلى البلاط الصيني.

Email