تحف معمارية تسافر نحو المستقبل

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

من بين ثنايا أفكار معرض إكسبو 2020 دبي، ينساب الجمال، ذاك الذي صنع له طابعاً خاصاً، وبدا وكأنه يسافر بنا نحو المستقبل، فتحت سقفه اجتمعت العقول وتجسد الابتكار واقعاً، وتجلى الجمال سحراً تنطق به كافة مفردات المكان الذي بدا أشبه بتحفة معمارية، ترنو بنا نحو المستقبل، عبر ما تحمله من تفاصيل خاصة، قادرة على تغيير طرق التفكير في التصميم المستقبلي، وكل ما يتعلق به من مواد خاصة، تتجاوز حدود الأسمنت والتراب، لتتصل أكثر بالأرض ومواردها، لتكون أكثر رحمة بالبيئة والكون.

وأنت تجول بين جنبات الحدث الأروع عالمياً، ستلفت نظرك نوعية التصاميم التي أطلت بها الأجنحة الدولية، بعضها نحت من الخشب، وأخرى صنعت من تشكيلة الأسلاك، وثالثة أرادت ثوباً من الألوان المصنوعة من القماش، وأخرى حاولت أن تعبر عن تقاليد البلدان وإرثها المعماري والثقافي، بينما نجحت بعضها في إذابة تفاصيل الفنون بين ثنايا تفاصيل العمارة، لتخرج بتصاميم جديدة قادرة على التعبير عن مستقبل التصميم المعماري وهندسته.

ترجمة واقع

السفر نحو المستقبل، فكرة بنيت عليها الكثير من التصاميم التي تجملت بها الأجنحة الدولية، وترجمتها واقعاً من خلال مجموعة من الزوايا الخاصة، سكنت فيها هذه الأجنحة، وقدمت بعضاً من ملامح المستقبل، والتحولات التي قد تشهدها الهندسة المعمارية، وكذلك قطاع التصميم، واللذان يرتبطان معاً بقواسم مشتركة عديدة، لعل أهمها نوعية الفكرة ومدى قدرتها على التعبير عن الواقع، والمستقبل وما يحمله من تحديات وقضايا مختلفة.

بين الخشب والأسلاك توزعت تفاصيل المواد التي شكلت معظم تصاميم الأجنحة الدولية، بعضها جاء نابعاً من طبيعة الدولة نفسها كما السويد التي تبنت فكرة الاقتصاد الدائري، وجاء تصميم جناحها مبنياً على الخشب بشكل أساسي، في المقابل، يبدو أن «الربيع التشيكي» قد أزهر بين ربوع معرض إكسبو 2020 دبي، حيث توشح بتصميم فريد من نوعه، تجسد في مجموعة الأسلاك المتشابكة التي شكلت مدخلاً للجناح، في حين بدا جناح التنقل – ألف، أيقونة معمارية فريدة من نوعها، استطاعت أن تعبر عن فكرة الجناح، والأمر ذاته انسحب على جناح روسيا الذي تزين بألوان زاهية، تنثر الفرح، وتعكس التفاؤل بالمستقبل، حيث جاءت معبرة عن بعض الفنون الروسية وما يضج به الجناح من ابتكارات جديدة، بينما تغطت أذربيجان بورق الشجر بتصميم معماري لافت. في إكسبو 2020 دبي، الذي يشرع أبوابه على المستقبل، تنافست الأجنحة في جمالياتها، فتحولت إلى تحف معمارية خاصة، قادرة على جذب العيون نحو إرث إكسبو الذي سيخلد في ذاكرة الناس والمكان على حد سواء.

Email