شعر محمد بن راشد يدعم فكرة عمل إبداعي في «تيرا»

زهرة التوازنات تناجي الطبيعة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في مناجاة شعرية للطبيعة ونظامها الدقيق وإلهام ملايين الزوار لإعادة النظر في علاقتهم بالعالم الطبيعي، تزين كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قاعة عمل فني إبداعي يحمل اسم «إكوينوكس» في قلب جناح الاستدامة «تيرا» في «إكسبو 2020 دبي»، حيث تحمل كلمات سموه معاني عميقة ترمز لزراعة الورد والريحان كتجسيد لعمل الخير والعكس صحيح «فإذا يدٌ بخيارها زرعت ورداً جنت ورداً وريحانا وإذا يدٌ للشّوك قد بذرت تجني الجراح أسىً وخسرانا»، ويقدم العمل الفني المتحرك الذي تحتضنه كلمات سموه للزوار رسائل بيئية بتأثير بصري يأسر الخيال، إذ يتناول التوازنات الدقيقة في بيئة كوكبنا من خلال زهرة لوتس عملاقة تحوم حولها حشرات طائرة وتحتضن بداخلها حشرات زاحفة، وتوفر بتلات الزهرة «غوالق» – فتضفي حركة على الحشرات في الداخل لتبدو كأنها تطير وتأكل وتلقّح الزهرة في تناغم تام، وتؤدي البتلات دور الموئل الذي يحفظ بيئة الحشرات، التي بحجمها المكبَّر تسلط الضوء على الكارثة التي ستعقب تناقصها، ومع انغلاق بتلات الزهرة وتفتحها نرى كيف تغذي النبتة الحشرات مقابل قيام الحشرة بتلقيح النباتات، أي أن كل كائن يؤدي وظيفة محددة ضمن منظومة متكاملة، وتستلهم الزهرة في تفتحها صباحاً ثم انغلاقها مساءً ظاهرة الاعتدال الشمسي في بعض أيام السنة حين يتساوى الليل بالنهار، ومثلما يحتضننا كوكب الأرض، تمثل زهرة اللوتس بيئة حاضنة لكائنات حية متنوعة أعطاها الفنان حجماً مضاعفاً لتوضيح مدى الخطر الذي ينتج عند انقراض أي كائن وانقطاع دوره في المنظومة البيئية، ويندرج العمل ضمن فئة الـ «زويتروب» وهي تراكيب فنية ثلاثية الأبعاد ذات مفعول أشبه بالخداع البصري.

وأبدع الفنان البريطاني الشهير مات كوليشو تحفة «إكوينوكس» لإيصال أفكار معقدة للجميع، ويبلغ ارتفاع العمل الفني أكثر من خمسة أمتار وعرضه ثلاثة أمتار، حيث يؤدي دور العدسة والمحفز للزوار ليفكروا في علاقتهم بالطبيعة في سياق العيش المستدام. ويوجِد «إكوينوكس» اللحظة المثالية والآسرة في جناح الاستدامة التي تستجيب لمحتوى المعرض وتصميم المحور الداخلي، فتنقل الجمهور إلى مكان من الدهشة والتقدير لبيئتهم الطبيعية.

ويصف الفنان كوتشيلو العمل بأنه تناول تفاعلي لكيفية تعامُل البشر مع العالم وما يتخذه الإنسان من خيارات، إذ يقدم موضوع الاستدامة في تيرّا السياق – بالمعنى الحرفي والمجازي – لتجربة تدعو إلى التأمل والتفكير في الطبيعة غير المستقرة لنظام الأرض البيئي.

Email