«طقسي» يعيد حجر المصريين القدماء إلى واجهة الفن

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعيد مصمم المنتجات الفرنسي من أصل مصري عمر شقيل إرث المرمر الفرعوني بالتعاون مع استوديو ايوان مكتبي إلى الواجهة عبر مجموعة «طقسي» والتي صنعت خصيصاً لاحتفاء بمعرض منصة التصميم الإماراتي بفندق روڤ إكسبو 2020، وذلك خلال عرض عماله الفنية ضمن مجموعة «مصمم الأسبوع» التي تقدم صورة عن تنوع المشهد التصميمي في دولة الإمارات، من خلال تقديم أعمال 24 مصمماً.

وفي حوار خاص مع الـ«البيان» أكد مصمم المنتجات عمر شقيل أنه فخور بتواجده ضمن الفنانين المشاركين في المنصة وذلك بالتعاون مع استوديو ايوان مكتبي الشهير، والتي تعني له الكثير كونها شراكة استثنائية لحدث عالمي كبير بكل المقاييس، والتي تتشابه أجواؤه الإنسانية لحتمية التواصل مع جذور العائلة المتعددة الجنسيات، فوالده مصري الجنسية ووالدته لبنانية ومقيم في فرنسا منذ نعومة أظفاره، وهو ما انعكس إيجابياً على حياته المهنية التي نمت محبة للفنون وعاشقة لمفرداتها الغنية بالتفاصيل، أدت تجربته كفنان ومستشار إبداعي ومصمم ديكور إلى وصوله لقائمة من العملاء الخاصين، والتي تشمل مشاهير هوليوود ورجال الأعمال لما يقرب من عقدين من الزمن التي قدم خلالها العديد من القطع الفنية الملهمة.

حجر المصريين

وحول مجموعة «طقسي» التي تعرض حصرياً عبر منصة التصميم الإماراتي يقول عمر: طالما كان التاريخ والحضارات مصدري إلهامي والذي يحكي قصصاً خالدة عبر العصور، وبالنسبة لي كفنان من الجنسية المصرية، الحضارة الفرعونية هي أكثر الحضارات تأثيراً وشغفاً لمتابعة قصصها من الجمهور إلى يومنا هذا وتحظى باهتمام دولي لمكتشفاتها وآثارها المصنفة من عجائب الدنيا، ويعد المرمر المصري أو «الألباستر» أحد أهم الأحجار التي كتبت فصولاً من تاريخ الحياة اليومية لدى المصريين القدماء.

ويضيف عمر: تعتمد مجموعة إكسسوارات زينة الطاولة «طقسي» بشكل رئيسي على فن الألباستر ومعناه باللغة المصرية القديمة الوعاء أو المزهرية الخاصة وهو من الفنون التي يشتهر بها أهل غرب الأقصر واستخدم قديماً في صنع الأواني في المعابد القديمة، وأيضاً أواني العطور والزينة، كما صنع منه تماثيل فرعونية لعل أهمها تمثال الملك «بيبي الثاني» وهو جالس على ركبتي أمه بكامل ردائه الملكي، والتمثال موجود حالياً بمتحف بروكلين في الولايات المتحدة الأمريكية.

رخام الأقصر

ويوضح عمر أن «الألباستر» يعد من أنواع الرخام المنتشرة في جبال الأقصر الغربي وأسوان والنوبة، واسمه العلمي، كبريتات الكالسيوم، وهو عبارة عن خامة رخامية طبيعية من الجبس حبيباته دقيقة وذات شفافية عالية، ولونه أبيض صاف أو مخلط بشيء من اللون البني المحمر. والمرمر كغيره من أنواع الجبس يتكون من تبخر الرواسب البحرية، ويتمتع بدرجة عالية من الليونة، لكن ثمة خامات صخرية مثل البازلت والجرانيت تعد صعبة التشكيل نسبياً.

وفيما يتعلق بالبعد الثقافي والتاريخي لتصاميم «طقسي» يؤكد عمر أنها رؤية متجددة ومعاصرة لتكوين وتصميم هذا الحجر بما يلقي بعظمته ومكانته في الدولة المصرية القديمة.

طقوس قديمة

وحول سبب اختيار «طقسي» كعنوان لمجموعته يشير عمر أنه مستوحى من روحانية القطع التي هي عبارة عن شمعدان وحامل أعواد البخور بقاعدة عريضة وملفتة.

Email