التقنيات الفضائية رافد جديد للاقتصاد

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يشكل النمو المتسارع في تطوير التقنيات الفضائية المتطورة، دوراً مهماً ورافداً جديداً، في تعزيز اقتصادات الدول، فضلاً عن إفادة مختلف المؤسسات الحكومية والمتخصصة والإنسانية، مما تتيحه هذه التقنيات من حزمة بيانات معلوماتية ضخمة، يتم تحليلها بعد استلام الصور الفضائية، وتؤثر إيجاباً في نمو مشروعاتهم، حيث يتم شراء هذه المعلومات، التي تفيد المعنيين في العديد من المجالات التي تعمل فيها.

اقتصاد جديد

وفي حوار خاص لـ «البيان»، مع المهندس مصطفى عبد الله الهاشمي مؤسس شركة أنظمة الملاحة الذكية، وذلك على هامش مشاركته في جلسة متخصصة، ضمن أسبوع الفضاء في «إكسبو 2020 دبي»، تناقش «كيف يمكن للتطبيقات الفضائية تحسين الحياة على الأرض»، في خطوة نحو تعزيز مفهوم «اقتصاد الفضاء الجديد»، قال إنه يتم الاستفادة من مخرجات البيانات في تعزيز تطوير الكثير من القطاعات التنموية.

وذلك من خلال توظيف تقنيات الاستشعار عن بُعد، والذكاء الاصطناعي، ومعالجة الصور ونظم المعلومات الجغرافية، والتي تعود بالفائدة على مختلف الجهات المعنية المتخصصة، والدوائر الخدماتية حول العالم.

وتابع أن الإمارات تولي حالياً الاستثمار في قطاع الفضاء أهمية كبرى، خاصة أن ذلك يعود بفائدة اقتصادية على المؤسسات المعنية، فضلاً عن المشروعات الناشئة التي يطورها رواد أعمال، الذين يتخذون من الابتكارات الجديدة التي يعملون عليها، منطلقاً نحو تطوير خدماتهم التي يوفرونها لعملائهم، وتعتمد على الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يعزز من استدامة القطاع، واستمرارية فوائده ونتائجه خلال العقود المقبلة.

دعم أعمال

وتحدث الهاشمي عن مشروع «إيجل 71»، والذي حاز المركز الأول في برنامج «نيو سبيس» للابتكار، ونظمته وكالة الإمارات للفضاء، وجاء ضمن مبادرة مسرعة أعمال الفضاء العالمية، الأولى من نوعها في المنطقة، حيث قال إن المشروع يعد منصة داعمة للجهات الحكومية والخاصة، للاستفادة من تحليل معلومات الاستشعار عن بُعد، وتحسين اتخاذ القرارات وتقديم الخدمات، بالاستفادة من تحليل الصور الفضائية، عبر أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وهو ما يدعم منظومة العمل في القطاعين الحكومي والخاص في كافة التخصصات، مثل مراقبة الظواهر الطبيعية والبشرية، ومدى تأثيرها في موارد البيئة، وخدمة مشروعات التنقيب عن البترول والغاز، وغيرها الكثير من المشروعات.

وبيّن أن هذا المشروع يوفر بيانات الاستشعار عن بُعد، مع ضمان النوعية والكمية والسرعة، والتقدم في الذكاء الاصطناعي، وقوة الخدمات السحابية، ويخدم قطاعات متنوعة، مثل مراقبة حركة المركبات والمباني الجديدة، والتغيرات المناخية والبيئية، وعدد أشجار النخيل وحالة الزراعة، عبر البيانات الضخمة التي يتم توفيرها.

جيل متخصص

وأوضح أنه تم تدريب 26 طالباً في شركته، وذلك لتعزيز الكوادر الوطنية، وتأهيل جيل جديد متخصص في تحليل البيانات الضخمة، لافتاً إلى أهمية إشراك القطاع الأكاديمي في الإمارات، والاستفادة من البنية التحتية المتطورة في هذا الشأن، فضلاً عن الخطط الاستراتيجية للدولة، التي تستهدف ترسيخ الابتكار نهج عمل في المشروعات الفضائية، وصولاً لاقتصاد متطور ومستدام.

وقال إن مستقبل صناعات الفضاء، آخذ في التطور والنمو في الدولة، معتمداً في ذلك على التطور المذهل في تقنيات الذكاء الاصطناعي، التي تلبي متطلبات هذا القطاع الحيوي، مشيراً إلى جهود الدولة في ذلك، من حيث تخصيص وزارة للذكاء الاصطناعي، تهدف لوضع خطط مستقبلية، تستشرف المستقبل، مؤكداً أن اهتمام الجامعات الإماراتية، التي تعزز هذا العلم الجديد، ومن بينها جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، التي تخرج في هذا التخصص منها 100 طالب، يعكس نجاحنا في خططنا لتأهيل جيل متخصص جديد.

Email